الأكسدة ومضاداتها

الفجر الطبي



في كثير من الأحيان عندما نذهب لأطباء التغذية أو إلى مراكز شراء الأغذية الصحية تجد من ينصحك بأخذ هذا المنتج أو تناول هذا النوع من العصائر أو المشروبات وذلك لأنها تحتوي على مضادات للأكسدة ، وكذلك عندما تقرأ موضوع عن فوائد الشاي الأخضر أو تتحدث مع صديق عن فوائده وقال لك إن الشاي الأخضر مليء بمضادات الأكسدة ، وتساءلت في نفسك ما معني مضادات الأكسدة .

إذن لنتعرف في هذا الموضوع عن المقصود بـ بمضادات الأكسدة ؟ وما هي أهميتها بالنسبة لصحة الإنسان ؟ كما سنتعرف على عملية الأكسدة وما هو دور مضادات الأكسدة في ذلك ؟ .

فالهدف من هذا الموضوع هو توضيح تلك المصطلحات المتداولة بكثرة بين الأوساط العلمية وغير العلمية ، وخصوصاً ممن لديهم اهتمامات في مجال الصحة والغذاء ، ولكن بأسلوب سهل وبسيط بعيد عن التعقيد الطبي والكيميائي حتى يفهمها جميع القراء باختلاف مستوياتهم العلمية .

إذن دعونا نتعرف على ما هو المقصود بمضادات الأكسدة ؟ ولكن قبل ذلك ، سوف أضرب لكم المثل التقريبي التالي الذي يوضح ببساطة جدا عملية الأكسدة ومضادات الأكسدة وتأثير كل منهما :

عندما تقشر التفاحة وتتركها في الغرفة لقليل من الوقت تجد أن التفاحة بدأت تتحول إلى اللون البني بفعل الأوكسجين الموجود في الهواء وهذا ما يعرف بالأكسدة ، لذلك عند تقشير التفاحة ولا تريد أن تتحول إلى اللون البني تقوم بعصر قليل من عصير الحمضيات عليها فلا يتغير لون التفاحة المقشرة فعملية عصر الحمضيات على التفاحة يمنع أكسدة التفاحة لاحتوائه على مضادات للأكسدة ، لذلك نجد أن مضادات الأكسدة تستخدم على نطاق واسع في قطاع صناعة الأغذية المحفوظة حتى لا تفسد.

فكذلك جسم الإنسان يتعرض للأكسدة أو بالأصح تتعرض خلايا الجسم للأكسدة ، والتي يطلق عليها باللغة الإنجليزية بـ ((Oxidation)) وهو الخلل الذي يحدث لخلايا الجسم، حيث تعتبر الأكسدة أحد التفاعلات الأساسية والمهمة في جسم الإنسان ، والتي تقوم بتقسيم جزيئات الخلية وتدمرها ، كما تدمر الأحماض الدهنية الموجودة في الخلية مما يجعل أجسامنا عرضه للعديد من الالتهابات والفيروسات والسرطانات.

أما مضادات الأكسدة والتي يطلق عليها باللغة الإنجليزية بـ ((Antioxidants)) ، فإنها تقوم بمساعدة غشاء الخلية على المحافظة على البروتين الموجود فيها ، كما أنها تعتبر خط الدفاع الأساسي للخلية ، والذي عن طريق تلك المضادات يُسمح بدخول الغذاء إلى الخلية وإرسال المخلفات إلى الخارج ، مع منع دخول السموم والفيروسات إليها ، والتي إن تمت فإن الإنسان سوف يحصل على صحة جيدة مستدامة إن شاء الله تعالى .

وجدير بالذكر أن هناك الكثير من العوامل الخارجية والتي تساعد على أكسدة خلايا أجسامنا ، فعلى سبيل المثال التعرض إلى الإشعاع ، تناول الغذاء المحتوى على هرمونات صناعية ، التدخين ، استنشاق هواء ملوث ، التعرض للمبيدات الحشرية ، بعض الأدوية التي نأخذها لعلاج بعض الأمراض ، وتناول أغذية محتوية على مواد حافظة ، أو أغذية تحتوي على دهون مشبعة وهذه موجودة بكثرة في الوجبات السريعة.

وعلى الرغم من أن أجسامنا تصنع مضادات للأكسدة إلا أننا نحتاج إلى زيادة الحماية لأعضاء الجسم ، عن طريق الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الخضراوات الطازجة والفواكه والأغذية البحرية وبعض المكسرات وغيرهم كما سنذكر بعد قليل ، وتساعد تلك الأغذية على حدوث أكسدة إيجابية للخلايا وبالتالي رفع جهاز المناعة لدينا والوقاية من الأمراض بإذن الله تعالى .