"القصبجي" حياة بدون مياه.. والمسؤولون "مش من هنا" (فيديو وصور)
ما أن تطأ قدمك بها، تجد الروائح الكريهة تنبعث لجيوبك الأنفية، جراء مياه المجاري المنتشرة في شوارعها، واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، إنها عزبة القصبجي في منطقة المنيب بالجيزة، التي يتجاهلها مسؤولو شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة يوميًا، ويجلسون في مكاتبهم غير عابئين بهموم الغلابة من أبناء تلك المنطقة.
التقرير الرسمية للدولة تقول إن معظم الإنفاق على الاستثمارات يتركز في قطاع الإسكان والبنية التحتية ليبلغ حوالي 21.9 مليار جنيه (2.8% من إجمالي إنفاق الموازنة)، وقد تم إدراج منها حوالي 9.7 مليار جنيه لمشروعات الشرب والصرف الصحي، بالإضافة إلى 600 مليون جنيه لصندوق تطوير المناطق العشوائية، لكن أهالي عزبة القصبجي وفقًا للواقع كانوا خارج حسابات الدولة والحكومة الحالية ومن سبقها من الحكومات.
أهالي عزبة القصبجي يقولون إنهم تقدموا بشكاوى لشركة مياه الشرب والصرف الصحي وإلى محافظة الجيزة، كان آخرها بتاريخ 15 أغسطس 2016 برقم 5916 لشركة المياه القابضة، وليس من مجيب، تقول أسماء محمد، إحدى سيدات المنطقة، والدموع تذرف من عينيها، "معايا خمس عيال ومش عارفين نصرف على التعليم ولا الأكل ولا المرض والأدوية اللي جابتهالنا مية الصرف الصحي.. ومش عارفين نعمل إيه"، شاكية حالها: "بنتي الصغيرة جالها فيروس في الكبد من المية اللي بنشربها".
سالم ربيع، محامي وأحد سكان القصبجي، يوضح المشكلة بقوله: "موضوع الميه ده بقالة حوالي سنة وكثيرًا ما ذهبت بدعوات لشركة المياه والصرف الصحي ومحدش رد عليا، وجمعت أهالي المنطقة كذا مرة وعملنا محاضر في القسم وبردو زى كل مرة مش لاقيين حد يحل مشكلتنا"، مؤكدًا أن "المنطقة هنا فيها ناس غلابة كتير ومش لاقيين ياكلوا وفلوسهم مصروفة على الإشاعات والتحاليل والعلاج من شرب الميه".
"إخواتى الاتنين ماتوا بفيروس في الكبد من مية المجاري اللي بنشربها"، قالتها "أم حسين" باكية، ومتسائلة عن حالها: "إزاي هنجيب ميه معدنية بنستنى لما المية تكون رايقة الصبح ونملى كذا إزازة ونخليهم نشرب منهم طول اليوم، بس بردو بتكون ريحتها ولونها وحشين".
أما عبير، إحدى سكان شارع محمد نجيب تقول: "عندي 6 عيال وبنشتري ميه معدنية بـ30 جنيه في اليوم يشربوا منها عيالي، وأنا وجوزي بنشرب ميه من الحنفية عشان الفلوس مش بتكفي"، السيدة الجيزاوية تتوجع وتزداد آلامها من شرب مياه المجاري، بقولها: "ميه الصرف الصحي تعبتنا وعملت لنا التهابات في الجسم ومش بنعرف نستحمى ولا نغسل الهدوم ولا نطبخ، ونفسنا نعيش عيشة كويسة زي الناس".
