ما الفرق بين الإسلام والإيمان؟
الإجابة:
ثبت في (الصحيح) من حديث عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أن جبريل -عليه السلام- سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام فقال: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا»، وسأله عن الإيمان فأجابه بأركانه الستة: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» [مسلم: 8]، هذا التفريق في جوابه -عليه الصلاة والسلام-، وهو أوضح تفريق يمكن أن يجاب به عن مثل هذا السؤال، وعلى هذا فيكون الإسلام متعلقًا بالأعمال والأفعال الظاهرة، والإيمان متعلقًا بالأمور الباطنة، هذا إذا ذكرا معًا، فإنهما إذا اجتمعا في الذكر افترقا في الحد، وأما إذا ذكر أحدهما دون الآخر فيدخل فيه الثاني من باب: إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.
فإذا ذكر أحدهما دون الآخر دخل فيه الآخر، كما جاء في الذكر: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: ١٩]، فيدخل فيه الإيمان، وكذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠]، يدخل فيه المسلمون، أما إذا اجتمعا في الذكر بحيث ذكر الإسلام والإيمان في سياق واحد فيُفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، ويُفسر الإيمان بالأعمال الباطنة، وهذا مذهب جمهور أهل العلم، وهو التفريق بين الإسلام والإيمان.
ومن أهل العلم من يرى أن حقيقة الإيمان هي حقيقة الإسلام، وأنهما بمعنىً واحد، ومن هؤلاء الأئمة الإمام البخاري والإمام محمد بن نصر المروزي فإنهما لا يريان فرقًا بين الإسلام والإيمان.