سماسرة الداء والجسد.. أطباء "أم المصريين" سابقًا (تقرير بالفيديو)
"معاك فلوس هتتعالج..مش معاك هنسيبك تموت"...شعار رفعه أطباء مستشفى أم المصريين الذين قرروا التخلي عن ضميرهم ومصداقية القسم الذي حلفوه أثناء تخرجهم، فلم يكتفوا بإهمالهم في المرضى بل حوّلوهم إلى سلع يبيعوا ويشتروا فيها مقابل الأموال.
تجوّلت "الفجر" داخل مستشفى "أم المصريين" أحد أهم صروح الخدمات الطبية على مستوى الجمهورية، والتي تُعد أكبر مستشفيات وزارة الصحة، تلك التي تحوّلت بسبب أطبائها والممرضين بداخلها إلى "كشك" كبير يبيعون فيه خدماتهم للمرضى بالأموال، ليتحولوا من ملائكة الرحمة لسماسرة الجسد.
لم تختلف مستشفى أم المصريين عن باقي المستشفيات الحكومية من حيث الإهمال، فكمثيلتها من مستفيات الجمهوية تقف أم المصريين ضمن المستشفيات المتصدرة للإهمال، والتي تظهر من خلال الروائح الكريهة، إلى جانب حالة الهرج والمرج كأنك موجود داخل "سوق"، والأمن الصوري الموجود أمام البوابات لا يسأل من يخرج يذهب إلى أين ومن يدخل ما غايته من الدخول.
وأثناء جوّلتنا بالمستشفى استوقفنا "محب رضا" ليروي لنا مأساة شقيقه "مرقص" مع أطباء المستشفى الذين استغلوه أسوأ استغلال، ولم تردعهم توسلاته ولا توسلات شقيقه ليرحموه من الألم الذي يلحق به والذي كان يهدده بالشلل.
بدأت القصة حسب روايتهم مع أول يوم لدخولهم المستشفى، فيقول "مرقص": "أنا دخلت المستشفى وكان ذراعي مكسور وكنت محتاج تركيب مسامير وشرائح، ومكنش ينفع يتحط في إيدي جبس أو حتى جبيرة، لكن الدكاترة عملولي جبيرة، وبعدين قالوا لازم عملية لتركيب الشرائح والمسامير، وإلا إيدي هتصاب بشلل، ولظروفنا الصعبة خلصنا ورق بإن العملية تكون على نفقة الدولة".
واستكمل "محب" شقيق المريض، الحديث قائلاً: "جبنا قرار العلاج على نفقة الدولة للمستشفى وبعدها قرر الطبيب المعالج لعبته معانا، وقالنا إنه هيحتاج فلوس للعملية، في البداية جاريناه وقولناله ماشي وجهز أخويا للعملية وبعد ما دخل غرفة العمليات قرر إنه يستلم الفلوس أولاً ولما قولناله إننا مش معانا فلوس قالنا نصاً: لا يا حبيبي لما تجيب الفلوس هنعمل العملية لو مجبتش الفلوس إحنا مش هنعمل أي حاجة وخليه قاعد كدة أو هنحوله مستشفى تاني إحنا معندناش إمكانيات".
وتابع: "وبعد 10 أيام من العذاب الذي مرّ على أخي داخل إحدى حجرات المستشفى قررنا الرضوخ لأوامر الأطباء المستغلين، وقمنا بتجميع المبلغ المطلوب لإجراء العملية عن طريق السلف ومد اليد، وبالفعل بعد إعطاء الطبيب المبلغ المالي تم تحديد موعد للعملية، التي كان تأخيرها لمدة أطول سيتسبب في إصابة أخي بالشلل".
وأضاف: "مكثنا بالمستشفى عشرة أيام لم نلقى رعاية واهتمام طوال الـ9 أيام الأولى، ولكن اليوم يعاملوننا معاملة حسنة والطبيب المعالج مهتم جداً بحالة أخي بسبب الأموال التي تقاضوها نظير تقديم خدماتهم الطبية للمرضى، تلك الخدمات الإنسانية التي من المفترض أن تكون مجانية".
وأشار محب إلى تواصله مع أحد نواب العمرانية بمجلس الشعب لاسترجاع الأموال التي دفعت لأنهم تأكدوا إنها لم تدخل خزينة المستشفى، بل دخلت جيوب الأطباء والممرضين كما أكد لنا "محب"، الذي أوضح أن المبلغ المالي لم يسجل بحسابات المستشفى ولم يحصل على أي إيصال يثبت أنه دفع تلك الأموال.
وأوضح "محب" أنه عند سؤال الطبيب عن سبب طلبه للأموال تحجج بأن المستشفى لا يوجد بها مستلزمات العملية، لذلك سيأخذون الأموال لشراء تلك المستلزمات، مضيفاً: "منذ دخولنا المستشفى ونحن نصرف على مرقص.. فهي من أي أدوية حتى المسكنات والشاش والقطن، إحنا كل حاجة بنشتريها على حسابنا حتى المحاليل، ده طبعاً بخلاف الإكراميات اللي الممرضين مبيتحركوش من غيرها".
وبمحاولة التواصل مع بعض المرضى للتأكد من أن شكوى مرقص يواجهها باقي المرضى بالمستشفى قابلنا الحاج "إسماعيل محمد" أحد المرضى الموجودين والذي كشف بحديثه لنا عن الطريقة المثلى التي توقف استغلال الأطباء لمرضاهم بـ"أم المصريين".
يقول الحاج إسماعيل: "أنا هنا في المستشفى زيي زي مرقص محتاج أركب مسامير وشرايح في رجلي وإتطلب مني فلوس عشان العملية بس الفرق بيني وبين مرقص إني فهمت لعبة الدكاترة هنا، واتبلطجت عليهم عشان كدة هيعملولي العملية من غير فلوس، عشان تتعالج لازم تتنح وتبلطج على الدكاترة غير كده يا هيستغلوك يا هيموتوك".
استكمل حديثه قائلاً: "انا مكنتش عارف لعبة الدكاترة بس هما كانوا كل يوم يطلبوا مني علاج وإشاعات وفي يوم إتعصبت عليهم وقولت حرام لقيت العلاج اللي كانوا بيحلفوا إنه مش موجود في المستشفى ظهر، ففهمت إنهم مخبيين العلاج أول ما المريض يزعق ويتبلطج عليهم يخرجوا العلاج اللي مخبيينه، ولما قرروا يعملولي العملية طلبوا فلوس رفضت إني أدفعها وبعدها حددولي ميعاد العملية..هما لما بييأسوا من المريض بيعالجوه على حسابهم زي ما اللي كان مفروض يحصل، بس مبيحصلش لإننا في دولة العك".