الفلسطينيون يحذرون اسرائيل من استثنائهم من عملية السلام
قوبلت التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهجوم شديد من الجانب الفلسطيني الذي أكد أن تل أبيب تريد السلام من دون تقديم أي تنازلات حقيقية على الأرض.
منحنى جديد للسلام تسلكه إسرائيل مع الدول العربية، بغض النظر عن علاقتها مع الفلسطينيين، حيث لم يعد تحقيق السلام الفلسطيني –الإسرائيلي أساساً للسلام في المنطقة.. ففي تصريحات غير مسبوقة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها إن السلام مع الفلسطينيين لم يعد شرطا آو ممرا للسلام مع العرب، بل العكس هو الصحيح.
تصريحات نتنياهو لم تكن مجرد كلام، فما لبث أن ترجمه سفير إسرائيل في الأمم المتحدة "داني دانون" إلى فعل، إذ أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه قام بزيارة سرية إلى دبي، وشارك حضوراً رسمياً عربياً واسعاً هناك.
المحلل السياسي سمير عوض أوضح لـ RT أن تصريحات نتنياهو الأخيرة حول السلام، تنبؤ بدخول مرحلة جديدة للسلام، ستستغل خلالها إسرائيل الأجواء الجديدة في العالم العربي والمتمثلة بالخلافات بين الأطياف السياسية والدينية والطائفية المختلفة.
وأضاف أن نتنياهو يحاول توظيف الوضع المهترئ الذي تشهده الدول العربية لصالح إسرائيل وتحقيق مصالح واعتبارات لها في المنطقة، تبدأ من تحقيق السلام ونسج علاقات دبلوماسية.
من جهة أخرى، أشار عوض إلى أن الدول العربية بدأت بالتخلي عن مواقفها المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وهو ما بات يظهر في مقالات الكتاب العرب الذين يدعون دولهم للتركيز على محاربة الخطر الداخلي وعدم الالتفات إلى فلسطين.. وأوضح عوض أن السلطة الفلسطينية وما ستواجهه بالأيام المقبلة من إسرائيل يترتب عليه الإسراع في التعامل مع الموقف، بتكثيف مشاوراتها واتصالاتها مع الدول العربية وتوجيه بوصلتها نحو فلسطين، وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج لتعاود القيام بدورها.
إسرائيل وبعد القرارين الصادرين عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة فيما يخص المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس، كثفت من عمليات الاستيطان في المدينة، متحدية قرارات اليونسكو لتعلن أنها ما عادت تأبه بأي من ردود الفعل الدولية.
راسم عبيدات المتخصص في شؤون القدس بين لـ RT أن تصعيد إسرائيل من ممارساتها في مدينة القدس هدفه التأكيد على يهودية المدينة وتجاهل قرارات اليونسكو التي أكدت أن المسجد الأقصى مكان عبادة للمسلمين فقط، وكذلك البلدة القديمة.
ويشدد عبيدات على أن عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى تصاعد بشكل لافت في ظل مشاركة عضو الكنيسيت الإسرائيلي يهودا غليك، مشيرا إلى أن نتنياهو دعا الإسرائيليين للمشاركة بالحفريات تحت المسجد الأقصى لإثبات وجود علاقة بين الديانة اليهودية والمسجد الأقصى.
وأضاف أن إسرائيل تخطط لربط بين مدينتي القدس وتل أبيب من خلال نفق يقطع المسافة بين المدينتين والبالغة 57 كيلومترا تقريبا، فيما يبلغ عمقه 80 مترا، وذلك بهدف جذب اليهود والسياح إلى المدينة وتقديم روايات لهم تؤكد على علاقة اليهود بها.
الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس تصاعدت بشكل لافت خلال الشهر الأخير، لتكشف إسرائيل عن نيتها وقف الأذان وخفضه في عدد كبير من المساجد في مدينة القدس ومحيطها، فيقول عبيدات إن السلطات الإسرائيلية سلمت قرارات لعدد من المساجد تمنعهم من استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان.
وبالرغم مما تمارسه إسرائيل في مدينة القدس، فإن الفلسطينيين في المدينة يواجهون هذه الاعتداءات وحدهم بعيدا عن الدعم الرسمي الفلسطيني أو العربي، وعلى هذا يعلق عبيدات، "المطلوب أن يتم توفير الدعم المادي والمعنوي لدعم صمود أهالي المدينة الذين يحرسون تاريخ المدينة ويحاولون الحفاظ على ما تبقى منه"