عمرو خالد: ندمت على مشاركتي بالسياسة.. وكثيرون يستخدمون الدين للوصول إلى مصالحهم (ندوة)
قال الداعية الدكتور عمرو خالد، إن هدم التراث غير موجود في ثقافة أي تاريخ، لافتًا إلى أن التراث هو فكر شارك فيه عدد كبير من العلماء، وهدمه هو هدم للجذور لكن نحتاج إلى تنقيحه.
وأضاف خالد خلال ندوته بـ"الفجر"، أن أفضل دعاية للإسلام أن نتحول كمسلمين بأخلافنا إلى أجهزة إعلامية في كل مكان وهكذا تتحسن صورة الإسلام بالأخلاق، مؤكداً أن السوشيال ميديا هي الأفضل في مواجهة مشاكل الشباب، يقدم من خلالها حلول نفسية وفكرية تربط الناس باحتياجاتها، بفكر عميق. إلى نص الندوة...
حدثنا عن اختياركم ضمن أفضل الشخصيات الدينية.. وكيف نشجع الشباب على ذلك؟
بلا شك، أي مصري يفرح حال حصول أي شخصية مؤثرة على مرتبة أو مكانة مرموقة، وهذا شرف خاصة أن اسمي هو أول داعية يوضع في القائمة، وعلى المستوى الشخصي والمستوى المصري، نحن في مصر دائما في المحافل وفي الريادة، والقائمة تضم أسماء كثيرة جدًا، لكن وجود أسماء مصرية جديدة شيء يسعد كل المصريين، فبالفعل مصر ولادة وبخير وكلها انجازات، لأن وسط اليأس والإحباط توجد آمال كبيرة وشخصيات على مستوى العالم، ونعمل مع دار الافتاء ومؤسسة الأزهر على ملف الخطاب الديني برؤية علمية وعامة .
هل للدين دور في حياة الناس؟
الدين له دور كبير في جعل حياة الناس أفضل ونبرز دوره في الحياة حتى نساهم بإجابات وحلول لهم، وفي ضوء كل ذلك سنبحث عن الأخلاق في ديننا، والتى وراءها أزمات اقتصادية، عندما ننظر لسيرة النبي والحياة وكيف جمع النبي أموال وهو عنده 8 سنوات، تجعلنا نقول ": ياشباب اتعب واعرق بثقافة العرق والكفاح و بالأخلاق ولا تغير أولويات رسالة النبي التي أولها الإيمان والأخلاق.
ما هى الثمار التي جنيتموها من فكرة برنامج الإيمان والعصر؟
الموضوع صعب، لكن جنينا في السوشيال ميديا حجم التفاعل منذ بدء البرنامج، وصلنا إلى 9 مليون تفاعل أسبوعي على صفحة عمرو خالد على الفيسبوك وهذا رقم كبير جدًا، ولا نتحدث تقليديا لكن نتكلم عن نماذج مصرية نجحت ونعرض الإسلام الوسطي السهل الذي يجعل الحياة أجمل وأحلى، لأن التدين عند المصري يدفعه للأمام والتصالح مع الحياة.
لماذا هناك إقبال على فكرة الدعاة الجدد؟
ليس الأمر بفكرة دعاة جدد، لكن بمحتوى وطريقة الإقبال، وهناك الشيخ أسامة الأزهري يلقى إقبالًا قويًا، والفكرة أن أكون داعية أشعر بمشاكل المتلقي وبحاله حتى أعيش معه وباحتياجاته.
هل هناك معوقات تواجهك في العمل الدعوي؟
نعم.. كل أنواع المعوقات تواجهنا، كل الأفكار تدور حول الأمل ولازال البعض ييأس من الكلام، لكن المعوق أن الناس ترى أنه يوجد شيء ملموس فيما تقوله والحياه هي الأمل.
الحياة تتطور بشكل سريع مع وقف عرض الدين، وزمن السوشيال الآن هو الحل والتسارع الموجود يواكبه عرض للدين يتناسب مع طريقة العقول والتفكير وتوضيح الفكرة بشكل سريع.
هل الآليات الروتينية للخطاب الديني تكفي؟
نحتاج الفكر والأدوات، لا نريد إقحام الدين في كل شيء، لكن نقدم حلول نفسية وفكرية تجعل الناس تتحرك، والدين يقول فرص الحياة بعدد أنفاس البحر، ولا بد أن نقدم فكر يربط الناس باحتياجاتها.
تم عقد العديد من المؤتمرات ولم تثمر؟ ما السبب في ذلك؟
أنا مؤمن أن كل ما يبذل من الأزهر عملية دفع مستمر لفكرة ستنضج بمرور الوقت وتجديد الخطاب الديني بأفكار ثم كيفية تقديمها ، ثم الأزهر والإفتاء في سكة تقديم أفكار جديدة بمساندة الإعلام والتلفزيون والميديا والكتاب، حتى يتحول الفكر إلى ثقافة مجتمع.
مؤخراً كان هناك هجوما قويا على كتب التراث؟ لماذا؟
هدم التراث غير موجود في ثقافة أي تاريخ، والتراث هو فكر شارك فيه عدد كبير من العلماء، وهدم التراث هو هدم للجذور لكن هناك أمور لا يتفق عليه، تحتاج إلى تنقية البعض منه وليس هدمه وننقح .
عمرو خالد ..كثير السفر خارج مصر وزار عدد كبير من المراكز الإسلامية ؟ لكن لماذا تسيطر جماعات الإسلام السياسي على هذه المراكز؟
الموضوع أكبر من مركزا إسلامية، والسؤال هل المسلمين في الغرب واجهة صحيحة للإسلام والمسلمين؟.. وكيف نقدم صورة جدية عن الإسلام؟، هناك دكتور عمر الشيخ حصل على أفضل عيادة في انجلترا لمدة 3 سنين، وأقول أن أفضل دعاية للإسلام أننا نتحول كمسلمين بأخلاقنا إلى أجهزة إعلامية في كل مكان وهكذا تتحسن صورة الإسلام بالأخلاق.
الكثير من الشباب لا يعرف أبسط الأمور الدينية عن دينه.. لماذا؟
السوشيال هي الأفضل في هذا الأمر، وصفحتي تحولت إلى صفحة بناء إنساني وبدأنا نجعل كل أسبوع فقرة التعريفات السريعة، كيف نصلي الاستخارة كيف نتوضأ في خطوات بسيطة ولها فعالية كبير السوشيال في البناء إذا وجهت للبناء.
الكثير يحاول استخدام الدين حتى يحقق مصلحة شخصية، والوصول إلى الأنا عن طريق الدين والدين بريء من استخدم ذلك، فالدين رحمة وسلام وتآلف بشرين، والمشكلة إن هناك بشر توظف الدين لأغراضها .
كيف نعالج الفرقة بين المذاهب الإسلامية؟
الاختلاف بين المذاهب الإسلامية رحمة، وتعطي مساحة واسعة لوجود أكثر من حل أمامك، والآية تقول ونيسرك لليسرى.
متى أخطأ عمرو خالد؟
أخطأت حينما دخلت السياسة، وخرجت من العمل السياسي بشكل سريع، واعترفت كثيرًا أني أخطأت عندما مارست العمل السياسي لأنه لا يناسبني، وأقر أني أخطأت واعتذرت .