العنف داخل المدارس السعودية.. واقع قبيح يهدد المملكة

وكشفت إحصائية لوزارة الداخلية السعودية في عام 2015 بأن 82% من إجمالي الحوادث في المملكة تتعلق بالعنف داخل المدارس، مسجلة ارتفاعا بنسبة 400% خلال السنوات السبع في منطقة الرياض فقط.

كما كشفت دراسة علمية أن  50 % من طلاب وطالبات المدارس في السعودية يتعرضون لأعمال عنف، مشددة على ضرورة التحرك لإنشاء محكمة تربوية لمعالجة قضايا العنف المدرسي ومساعدة الجيل الجديد على تفجير إبداعاتهم وإطلاق طاقاتهم دون إرهاب أو تعنيف.

ورصدت"الفجر"، في التقرير التالي، أبرز وقائع اعتداء الطلاب على المعلمين، والعنف داخل المدارس السعودية.

وفي الرابع من نوفمبر الجاري، أطلق مجهول على سيارة عضو هيئة تدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز بوادي الدواسر، طلقات الرصاص من سلاح رشاش، أثناء وقوفها أمام منزله؛ وذلك لأسباب مجهولة، ووُجدت رسالة تهديد منسوبة لعدد من طلابه، كُتب فيها: "المرة هذه في السيارة، والمرة الثانية في رأسك".

وأثبتت الأدلة الجنائية في محافظة وادي الدواسر، بأنها فتحت  تحقيقًا حول رسالة التهديد، ولا تزال الجهود مستمرة بعد جمع القرائن للوصول للجناة، وتقديمهم للعدالة.

ولا تعد الواقعة السابقة هي الحالة الأولى على مدار اليوم، بل أحرق مجهولون مركبة أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب التابعة لجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، ويدعى  "صلاح الصغير"، وإلى الأن تبحث الجهات الأمنية عن الفاعل.

كما اعتدى طالب على معلم بالضرب المُبرح وأصابه في وجهه بمدرسة ثانوية غرب بالدمام بالمملكة العربية السعودية، في نفس اليوم الرابع من نوفمبر الجاري، حيث أكد المتحدث الرسمي لإدارة تعليم المنطقة الشرقية، أن المعلم أصيب بجرح في وجهه وتم إسعافه، موضحا أنه تم تسجيل محضر بالواقعة تمهيدا لاستكمال الإجراءات النظامية حيالها.

وفي الثاني من نوفمبر الجاري، تهجّم ولي أمر طالب على أحد المُعلمين في إحدى مدارس البنين الإبتدائية بالدمام بالشتم والاعتداء باليد، و تم نقل المعلم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم بعد الإصابات التي لحقت به جراء الاعتداء.

وتتكرر هذه التجاوزات من طلاب لم تتجاوز أعمارهم الثمانية عشر عامًا تجاه معلميهم، ففي الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي، صفع طالب بالصف الأول الثانوي  بأحد المدارس بمنطقة الطائف وهو برفقة والده أثناء الطابور الصباحي  معلمه على وجهه، ما دعا المعلمين إلى التدخل، وإبلاغ الأمن الذي تَحَفّظ على الطالب وولي أمره لاستكمال الإجراءات بحقهما.

كما شهدت إحدى مدارس الدمام في ديسمبر العام الماضي، اعتداء ولي أمر طالب بالركل والضرب على أحد المعلمين لم ينقذه من براثن الأب الغاضب إلا تدخل مدير المدرسة وعدد من المعلمين، حيث كانت حجة الأب لتبرير الاعتداء هي تعرض ابنه للضرب المبرح من قبل المعلم.

 ولم يكن مصير أحد معلمي الاجتماعيات في متوسطة الفرعين التابعة لمركز الإشراف التربوي في محافظة أحد رفيدة بالممكلكة العربية السعودية، بأفضل من زميله بعدما تعرض لإصابات مختلفة في أنحاء متفرقة من جسده جراء تعرضه لإطلاق النار من قبل أحد الطلاب داخل الفصل، في منتصف ديسمبر الماضي.

ولم تقتصر اعتداءات الطلاب على المعلمين بعدما شهدت مدرسة جعفر بن أبي طالب للمرحلتين المتوسطة والثانوية في محافظة "تثليث"، حادثة إطلاق نار من قبل أحد الطلاب على مبنى المدرسة وعلى سيارة المدير بعد خلافه مع الإدارة بعد تنفيذها جولة تفتيشية على الطلاب في وقت سابق.