قصة أول شهيد برصاص مرسى

أخبار مصر


كان فى قلبه طاقة ليعترض.. أبى أن يموت بسهولة.. لأنه رفض الحياة السهلة.. رفض أن يترك دم شهداء محمد محمود.. فى ذكراهم صدق وعده لهم.. مات زيهم.

الشهيد محمد جابر صلاح، قذف آخر طوبة فى يده فى مساحة خالية بين عسكر الداخلية.. كانت الطوبة هى حريته التى دفع ثمنها حياته، منحوه سبع رصاصات لئام ليرقد «ميت إكلينيكياً» فى مستشفى قصر العينى.

احمد أبوسمرة، صديق محمد جابر، كان آخر من لمحته عيون الشهيد، قبل أن تبدأ الرصاصات فى هزيمة جسده، نقله إلى عنبر الطوارئ رقم 5 فى قصر العينى، ليحاول الأطباء إنقاذه، لكن الغيبوبة لم تمهلهم، فنقلوه إلى العناية المركزة.

حضرت أم الشهيد وابوه، اكتفوا بكلمات «حسبى الله ونعم الوكيل»، وحضر أصدقاء محمد، وقيادات حركة 6 أبريل، التى ينتمى لها ويعشقها.

لحظات الصمت التى خيمت على الجميع كادت أن تتحول إلى ثورة صاخبة داخل المستشفى، عندما وقف اثنان من عسكر الأمن المركزى على باب غرفته بقصر العينى، استشعر الضابط المسئول خطورة وجود عسكرى أمن مركزى فى مواجهة أهل وأصدقاء شاب فقد حياته فى مواجهة مع الأمن المركزى، أمر الضابط بسحب الجنود، وتكليف أفراد أمن المستشفى بحراسته.

والد محمد جابر قال لنا إنه دائم الاتصال بابنه، وفى آخر مرة وجد الهاتف مغلقًا، كرر الاتصال ليجد نفس النتيجة، فذهب إلى مقر 6 أبريل فى وسط البلد، وعرف أن ابنه أصيب بطلقات خرطوش، وتم نقله لقصر العينى، فحضر هو ووالدته إلى المستشفى.

وفى الساعة 4:30 عصر الثلاثاء خرج أحد الاطباء من غرفة العناية المركزة، وقال: إن الحالة تراجعت، واقترب محمد كثيراً من الموت، وإن الأطباء نقلوه إلى أجهزة التنفس الصناعى، وحاولوا تنشيط ضربات القلب، وقال الطبيب إنهم لا يملكون شيئًا سوى الدعاء له. مساء الثلاثاء، خرج محمود عفيفى ببيان صحفى يؤكد موت محمد جابر إكلينيكياً.

احمد عمرو عضو حركة 6 ابريل، الصديق الشخصى لجابر، قال: إن الشهيد كان يشارك فى كل أحداث الثورة، وفى ذكرى محمد محمود قال لصديقه «هنجيب حقهم».

لم يعش محمد جابر اكثر من 17 سنة، عرف فيها الحرية والنضال، وأحب 6 ابريل والبرادعى، لكنه لن يدخل امتحانات الثانوية العامة هذا العام، فقد وضعنا جميعا فى اختبار أكبر.

لقد نجا محمد جابر من إصابة فى الظهر والقدم اليسرى فى أحداث محمد محمود 2011، ونجا من رصاصة خرطوش فى الرأس فى أحداث مجلس الوزراء.

لن يلهب محمد جابر المظاهرات بهتافاته الشهيرة، وترك صيته فى ميدان التحرير «جيكا الهتيف»، وأوصى أصدقاءه « لو حصلى حاجة وموت محدش ينسانى وينسى الثورة وعايزكو تكملوا مكانى».