إسرائيل مرعوبة من سلاح الجو المصرى

العدد الأسبوعي

سلاح الجو المصرى
سلاح الجو المصرى - أرشيفية


تقرير أمنى إسرائيلى يعتبره خطراً على تفوقها الجوى

■ المصريون يتعاملون مع الطيران الإسرائيلى باعتباره قوة دولة معادية ونحن نتعامل معهم بنفس المفهوم


«إن عمليات التسليح المستمرة من جانب السلاح الجوى المصرى، تعطى إشارة لسائر دول المنطقة، عن رغبة مصر فى أن يصبح سلاحها الجوى هو الأقوى بالمنطقة، ورغم اتفاقية السلام ، إلا أن السلاح الجوى الإسرائيلى لايزال هو العدو فى نظر المصريين.»

بهذه العبارة التحذيرية، استهل موقع «إسرائيل ديفينس» العسكرى التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، تحقيقه المطول، عن خطورة السلاح الجوى المصرى على أمن تل أبيب فى المستقبل، بعد النقلة النوعية التى حدثت له وتنوع صفقات السلاح خلال العامين الأخيرين، من جميع دول العالم الكبرى المصنعة للأسلحة.

التقرير أشار إلى أن السلاح الجوى المصرى، يعد من أكبر الأسلحة فى المنطقة على الإطلاق، ويمثل الذراع الاستراتيجية الطويلة لمصر، بهدف تأمين منابع النيل، حيث تسعى القيادة المصرية لتطويره دائماً، والتى بدأت أيضاً فى الاتجاه للوصول إلى الفضاء عن طريق إنشاء قمر مراقبة صناعى.

واستعرض التقرير، إحصائية لهيئة الاستخبارات الأمريكية، CIA عام 2016، والتى أشارت إلى أن سلاح الجو المصرى، يمتلك 1133 طائرة، منها 336 مقاتلة وطائرات اعتراضية، و427 طائرة هجومية، و260 طائرة نقل، و387 طائرة تدريب، و255 مروحية عسكرية، منها 46 مروحية قتالية.

كما نشرGLOBAL SECURITY بعض المعلومات عن هيكل السلاح، أهمها أنه يضم 30 ألف شخص ويمتلك خطا أوليا من طائرات هى الأكثر تقدماً بالعالم أبرزها F-16 A/C، ،وطائرات الميراج 2000، و33 طائرة من طراز فانتوم F-4E، علاوة على أعداد كبيرة من طائرات روسية قديمة، وعدد من الطائرات الصينية الصنع، والعديد من المروحيات المقاتلة، وطائرات تجسس واستطلاع ، وإنذار.

وأوضح التقرير أنه رغم الكم الهائل من الطائرات الموجودة لدى سلاح الجو المصرى، إلا أنه لم يكتف بذلك ونشر التقرير تفاصيل بعض الصفقات المزمع عقدها خلال الفترة المقبلة، منها محاولة مصر الحصول من روسيا على 50 طائرة من طراز ميج _35، و46 مروحية مقاتلة من طراز KA-52 KAMOV. .،ومن الولايات المتحدة ،طلبت مصر الحصول على طائرتين للنقل من طراز C-130 J سوبر هيركولز، سيتم تسليمهما عام 2019.

وتهتم مصر وفقاً للتقرير بشدة بالغة بالحصول على طائرات الميج _35 الروسية، وذلك نظراً لصعوبة حصولها على طائرات F-15 الأمريكية، حيث تتمتع الميج الروسية بمنظومة معلومات حديثة وأنظمة دفاع ذاتى معقدة وبعض القدرات الجوية المتميزة، منها القدرة على شن الغارات الأرضية ، علاوة على امتلاك الطائرة لمنظومة رادارية متقدمة للغاية.

وتابع الموقع العبرى: إن السلاح الجوى المصرى يملك 28 قاعدة جوية فى أنحاء مصر، أبرزها قاعدة غرب القاهرة، وأنشاص، وبلبيس، وفايد، وبنى سويف، والأقصر، والمنيا، والمنصورة، وهى قواعد معروفة جيداً لدى ضباط السلاح الجو الإسرائيلى على مدار الأجيال.

ومن خلال المقارنة بين السلاحين المصرى والإسرائيلى، حسب التقرير، يتميز سلاح الجوى المصرى عن نظيره الإسرائيلى حالياً بالحرب التى يشنها على البؤر الإرهابية فى سيناء كما أن الطيارين المصريين لا يتوقفون عن التدريب، بعد أن تبنى السلاح خلال السنوات الأخيرة، طرقاً للتدريب على أسلوب إدارة المعارك، والاشتباكات الجوية، ومعارك الجو، وباختصار هو سلاح متطور، يتلقى معدات تسليح جديدة، ويتم إدخال تعديلات ضخمة على قواعده العسكرية، بإنشاء أبراج مراقبة حديثة، ويحظى طلاب الكليات الجوية المتخصصة على تدريبات متخصصة بطائرات من طراز» فالكون»، وهو ما كانت تنفرد به إسرائيل وحدها.

ويقول يفتاح شابير، الباحث المتخصص، رئيس برنامج أبحاث التوازن العسكرى بالشرق الأوسط، بمعهد أبحاث الأمن القومى إن «مصر تسعى لأن تكون دولة عظمى رائدة فى منطقة الشرق الأوسط، ولذلك تحاول أن يكون لها قوة عسكرية مذهلة، ومن دون تحقيق ذلك لن يكون لها أى وجود فى هذا الجزء من العالم، صحيح أن هناك سلاماً بين مصر وإسرائيل، إلا أن التدريبات والمناورات العسكرية التى يقوم بها الجيش المصرى، لا يزال يتم التعامل خلالها مع الطيران الإسرائيلى، كسلاح دولة معادية، وهم فى هذا الشأن يتعاملون مثلنا تماماً».

وتابع : «يوجد لمصر أعداء حقيقيون فى سيناء وعلى الحدود الليبية والسودانية المشتركة، بالإضافة إلى الحاجة لتواجد قوة عسكرية على منابع النيل، وجيش يحمى النظام ويحافظ على استقراره ولتنفيذ جميع المهام السالف ذكرها، ولا يحتاج الأمر برمته لمجموعة كبيرة من سرايا المدرعات، لكنهم يحتاجون لمقاتلات ومروحيات حديثة، والمصريون يحددون وضعهم بصورة مشابهة لما تقوم به إسرائيل منذ زمن بعيد، فهم يرون أنه لا ضمان لاستمرار العلاقات الهادئة مع إسرائيل للأبد، ولذا عليهم الاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة».

ويرى العميد احتياط إبراهام عسائيل، الباحث الإسرائيلى، فى معهد «فيشر» للأبحاث الاستراتيجية، وزميله طال عنبر، بعد متابعتهما لظاهرة حرص القيادة المصرية على التسليح المتواصل، أن الغرض من وراء هذا التوجه هو الرغبة فى تحديث ترسانة الأسلحة المصرية بجانب عنصر مهم للغاية، وهو معاناة مصر من تهديدات حقيقية على جميع منافذها الحدودية، وخطر تحكم إثيوبيا فى وصول المياه إلى مصر، مع قُرب الانتهاء من بناء سد النهضة، وهى خطوة ستكون قاتلة ومدمرة بالنسية لملايين المصريين، علاوة على الرغبة فى تأمين حقول البترول والغاز الطبيعى».

وأكد الباحثان أنه رغم أن الولايات المتحدة، هى الممولة الأولى للسلاح الجوى المصرى طوال السنوات الماضية بعد التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد، إلا أن مصر بدأت اللجوء لمدارس أخرى فى إنتاج وتطوير الأسلحة، أبرزها الروسية والفرنسية والصينية.

اهتم الباحثان بالحديث عن طائرة الميج_35 التى تسعى مصر للحصول عليها من روسيا، والتى تتمتع بقدرة جبارة لأن سرعتها تبلغ 2،400 كيلومتر فى الساعة، ومداها التنفيذى يصل لـ1000 كيلو متر، ومزودة بمدفع وصواريخ أرض_ جو، وصواريخ جو_جو، وقنابل ذكية، وقدرة على حمل ذخيرة تزن 7 أطنان، بجانب طائرات الرافال الفرنسية التى حصلت مصر على بعضها، حيث تم الاتفاق على 24 طائرة، منها 16 بمقعدين، و8 بمقعد واحد، بجانب أنها مزودة بصواريخ A\A المتطورة.

وتعد الرافال، وفقاً للباحثين، إضافة خطيرة لسلاح الجو المصرى، إلا أن عدد الطائرات التى تم الاتفاق عليها، أقل كثيراً من عدد طائرات الإف _16 الأمريكية التى وصل عددها لـ220 طائرة تخدم بسلاح الجو المصرى، بجانب اشتراط الحصول على الرافال، مقابل الحصول على ذخائر وصواريخ، من إنتاج المصانع الحربية الفرنسية.

ويشير يفتاح شابير، إلى أن إزاحة الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن السلطة، كانت النقطة الفارقة فى هذا الشأن، وتلاها فقدان الثقة تماماً فى الأمريكيين نتيجة الحظر العسكرى الذى فرضه باراك أوباما، على مصر، الذى تم رفعه بعد ذلك، حيث واصلت مصر البحث عن مصدر آخر للسلاح، وتوجهت لروسيا ثم فرنسا، ثم الصين، ورغم استمرار المعونة العسكرية الأمريكية وتجدد صفقات الإف _16، ومروحيات أباتشى إلا أن القيادة المصرية لا تزال حذرة من تكرار الموقف الأمريكى السابق، ولذلك واصلت إبرام صفقات التسليح الفرنسية التى شملت بجانب الرافال، حاملات للطائرات وفرقاطات، كما واصلت عقد صفقات مع روسيا بشأن الميج _35، وهو ما يعكس أن القاهرة تعلمت من الدروس السابقة ومواقف الأمريكيين معها، بالحرص على الحفاظ على جميع الخيارات والبدائل الممكنة.