أحمد فايق يكتب: أخبار الغد من شرم الشيخ
٢٥ مليار دولار عائدات البترول والغاز من يونيو ٢٠١٧ فى العام الواحد فقط
■ حجر أساس المفاعلات النووية بالضبعة خلال شهر ونصف الشهر
■ تدريب الدعاة فى المعهد الدنماركى للحوار على مواجهة الكاميرات
السؤال الذى طرح نفسه منذ بداية مؤتمر الشباب بشرم الشيخ هو: لماذا ؟
والإجابة بدت واضحة للجميع منذ بداية الفعاليات، الدستور لا يمنح لرئيس الجمهورية حق الانضمام لحزب سياسى، ولا يعطيه سلطة تشكيل حزب، ولن يكون لرئيس الجمهورية ظهير سياسى يستند عليه وفقا لهذا الدستور، هذا أدى مؤخرا إلى حالة فراغ سياسى فى ظل ضعف بقية الأحزاب، ورغم أن وجود حزب سياسى حاكم هو شىء طبيعى موجود بمعظم بلاد العالم المتقدم، إلا أن الحزب الوطنى شكل عقدة لن تنتهى فى حياة المصريين، بعدما تجبر وتحول من حزب حاكم إلى دولة أخرى تدير كل شىء لمصالح رجال أعمال الحزب.
غياب الحزب الحاكم أدى إلى مزيد من الأدوار الظاهرة للأجهزة الأمنية وهذا شكل مضر بالمظهر الخارجى للدولة أمام العالم وغير مفيد للتجربة الديمقراطية، بالاضافة الى أن المجتمع يحتاج إلى حالة حوار بين كل الأطياف، مصر مقبلة على مرحلة تتطلب الشجاعة فى القرارات، وسنحتاج الى أن نتحمل المزيد من الإصلاحات الاقتصادية، فلم يعد أمامنا سوى طريق واحد وبديله انهيار الدولة، مصر الآن أصبحت وحدها ولا تعتمد على أحد حتى تحافظ على وحدة واستقلال قرارها السياسى.
فكرة المؤتمر الوطنى للشباب هو إيجاد حالة من الحوار الوطنى بين مختلف الأطياف والأجيال، هو الخروج بنتائج مرضية للجميع وإلزام الأطراف كلها بتنفيذها، هى الظهير السياسى للرئيس دون أن تكون حزبًا حاكمًا ودون أن يحدث خرق للدستور.
مؤتمر يكون نواة لمجلس وطنى للشباب يجمع الأطياف السياسية كلها ويتوافقون حول أجندة وطنية تخرج بمصر إلى مكانها الطبيعى فى العالم.
فى أروقة مؤتمر شرم الشيخ تستطيع أن تقرأ أخبار الغد بين السطور، وتستطيع أن تطمئن على المستقبل، فهناك مؤسسات كثيرة تعمل الآن على وضع استراتيجية لإصلاح التعليم فى مصر وسيتم إعلانها خلال شهرين على الأكثر، استراتيجية عملت عليها مؤسسة الرئاسة والمجلس الاستشارى العلمى للرئيس ووزارت التعليم والتعليم العالى بالإضافة الى مؤسسات المجتمع المدنى، استراتيجية تهتم بدعم التعليم الفنى والاهتمام به وجعل الخريجين منه أكبر بكثير من خريجى الشهادات العليا التى يحصلون عليها ويجلسون فى المنزل، فسوق العمل فى مصر تحتاج عمالة فنية مدربة وواعية أكبر بكثير من الحاصلين على المؤهلات العليا، استراتيجية التعليم ستتضمن أيضا إعادة تأهيل المدرسين وتقييم المناهج، وعمل 100 مدرسة يابانية نموذجية ثم تعميمها على مستوى الجمهورية.
المستقبل أيضا يحمل أخبارا سارة حول الاكتشافات النفطية الجديدة، مصر ستصبح خلال السنوات المقبلة واحدة من أهم قوى الغاز الطبيعى فى العالم، واكتشاف الحقل ظهر لم يكن سوى البداية، فهناك مليارات الدولارات مدفونة تحت الأرض فى شكل حقول غاز فى الصحراء الغربية والدلتا، الخبر السار أن حقل ظهر والحقول المكتشفة حديثا والتى يجرى تنميتها ستدخل إلى الخدمة فى شهر يونيو المقبل، وسيصبح عائد مصر السنوى من الغاز حوالى 25 مليار دولار ستزداد أكثر خلال السنوات التالية.
ولولا تدخل الدولة لدفع الديون لشركات البترول لكانت هذه الحقول مازالت تحت الأرض لا يعرف عنها أحد شيئا، مصر تدفع شهريا 800 مليون جنيه فقط من أجل استيراد البترول لتشغيل الكهرباء وهو رقم ضخم جدا، ولو لم يكن لدينا ثروة غاز متوقعة لكانت الأزمة ازدادات.
وحتى تحافظ مصر على ثرواتها فى الغاز عليها أن تتحمل ضغوطا من قوى أقليمية وعالمية كانت تريد هذا التفوق، عليها أن تتحمل هذا سياسيا وعسكريا ومخابراتيا، فكل شىء متوقع، وهناك دول كانت تحلم أن تصبح مركزا للغاز فى الشرق الأوسط، وكل يوم تكتشف مصر حقل غاز جديدًا تصاب هذه الدولة بحالة من السعار تجاه مصر، وهذا يبرر الصفقات العسكرية التى عقدتها مصر مؤخرا والتى تؤمن بها الثروات الجديدة.
ولا تعتمد مصر فى ملف الطاقة على الغاز فقط بل تعتمد أيضا على مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية، وحل الضبعة النووى مازال قيد العمل، فقد انتهت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة من بعض الإنشاءات بالضبعة، وتجرى الحكومة المصرية مفاوضات عميقة مع الجانب الروسى، وهذا النوع من المفاوضات يستغرق وقتا كبيرا فهى علاقة ستمتد لأكثر من 60 عاما، وليس من السهل حسم المفاوضات فى أسابيع قليلة، وسيعلن خلال شهر ونصف الشهر عن الانتهاء من هذه المفاوضات وسيضع الرئيس السيسى والرئيس الروسى بوتين حجر الأساس للمفاعلات النووية الأربعة.
والمفاعلات النووية الأربعة ليست مجرد مصدر طاقة لمصر بل باب لدخول ما لا يقل عن 120 صناعة ثقيلة ودقيقة إلينا، فهناك تفاصيل دقيقة فى المفاعلات النووية يتم تصنيعها فى الدولة منها على سبيل المثال الكابلات المتخصصة ومن يصنع الكابلات الكهربائية المتخصصة فى المفاعل النووى يستطيع صناعتها فى السيارات، ومن يستطيع تصنيع المواد المخلقة فى جسم المفاعل يستطيع تصنيع نفس المواد فى صناعة السيارات والدبابات.
متوقع أن يفتتح الرئيس السيسى مفاعل الضبعة النووى ومعه الرئيس الروسى بوتين، ومتوقع أيضا إعلان عودة السياحة الروسية إلى مصر، وفى ملف السياحة قال الرئيس السيسى فى لقاء مع شباب الإعلاميين أن الصين تصدر 100 مليون سائح فى السنة، والرئيس طلب من الحكومة الصينية أن يحصل على نسبة 10 فى المائة من هذه السياحة، وبالطبع هذا لا يأتى إلا بتوفير المناخ الملائم لهم، وعمل أجواء سياحية مناسبة.
أخبار المستقبل تحمل قوائم إفراج أخرى عن الشباب المحبوس، ومتوقع أن تكون هذه القوائم خلال أسبوع من الآن، وتعمل رئاسة الجمهورية عليها مع وزارة الداخلية والجهات القضائية ولجان متابعة مؤتمرالشباب.
المؤتمر الوطنى للشباب سيكون شهريًا وبحضور رئيس الجمهورية وسيطرح الكثير من النقاط الخلافية والجدلية، فقد اعتاد السيسى اقتحام كل ما هو صعب فى أى وقت.
أخبار الغد تحمل اتفاقا بين وزارة الأوقاف والمعهد الدنماركى للحوار على تدريب الدعاة فى مواجهة الكاميرات التليفزيونية والتعامل مع الرأى العام، وتوصيل الرسالة بشكل مبسط، ويأتى هذا فى إطار تجديد الخطاب الدينى.