عيد الحب المصري.. ولد في "جنازة" وقتلته الظروف الاقتصادية
تتعدد الأعياد والمناسبات في مجتمعاتنا العربية، بعضها نعلم تاريخها والبعض الآخر يمر علينا مرور الكرام دون معرفة سبب الاحتفال به في ذلك الوقت من كل عام، ومن بين تلك الأعياد التي نحتفل بها في أيام معينة هو "عيد الحب المصري"، الخاص فقط بالمصريين، والتي تختلف قصته عن اليوم الرابع عشر من فبراير الخاص بالعيد العالمي للحب.
ويسود "عيد الحب".. العالمي والمصري، فرحة بين جميع المحبين، تتحول فيهما الساحات والشوارع إلى اللون الأحمر، ونجد الكثير من الفتيات والشباب مرتدين الملابس الحمراء حاملين أكياس الهدايا والورود.
ويعود تاريخ عيد الحب المصري الذي يتم الاحتفال به في الرابع من نوفمبر من كل عام إلى قصة حزينة، مرتبطة بالكاتب الراحل مصطفى أمين، فهو صاحب فكرة هذا اليوم، فعندما خرج من السجن عام 1974، مر "أمين" بجوار جنازة لأحد الرجال بمنطقة "السيدة زينب" في وسط البلد، وكان يسير وراءه ثلاثة رجال فقط، فاندهش من الموقف، الذي لا يتناسب مع علاقات أهل الحي المشهور بالترابط والتآخي .
وأخذ " أمين " يبحث عن سبب انصراف الناس بهذه الصورة عن الجنازة، وقام بالسؤال عن المتوفي فعلم أنه رجل عجوز بلغ من العمر السبعين ، لكنه لم يكن يحب أحدا، فلم يحبه أحد.
عقب هذه الإجابة ،أخذ "أمين" على عاتقه الدعوة إلى تخصيص يوم يكون "عيداً للحب" يراجع فيه كل انسان حساباته مع نفسه، ومع من حوله.
رواية أخرى
فيما تناقلت رواية أخرى قيل فيها إن الرابع من نوفمبر هو اليوم الذي اختاره الكاتب الصحفي مصطفي أمين نزولا على رغبة بعض القراء في عموده الشهير "فكرة" الذي نشر في 4 نوفمبر 1988، وهو يوم عيد الحب المصري، ولاقى مصطفى أمين الكثير من الهجوم لأن أغلب الناس اعتقدوا أنه يطالب بعيد للعشق والغرام.
الهدف من عيد الحب المصري
قصد الكاتب الصحفي مصطفي أمين، من تخصيص "عيد للحب المصري " أن يسود الحب المجتمعي بين الفرد وبين من حوله جميعا من الأصدقاء الجيران وأهله، حتى لا يكون الشخص وحيد بدون حب، ومع مرور الوقت تحول المعنى الذي كان يتمنى أن يسود الكاتب الصحفي ، إلى علاقة بين شخصين فقط .
الحب في الماضي ولد من رحم الأزمات
من جانبه علق الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، على اختلاف حالة الحب في الوقت الحالي والماضي، قائلاً:" الحب زمان كان عذريًا منطلق من العاطفة، وكانت ذلك على الرغم من أعباء الحياة إلا أن كان هناك حب، حيث كان يولد من رحم الضغوط والحروب، بالإضافة إلى أن العلاقات الإنسانية بين الناس كانت مليئة بالحب والخوف على بعضهم البعض".
وأضاف" فرويز"، في تصريحات لـ"الفجر"، أما الحب في الوقت الحالي أصبح يتأثر بالحالة الاقتصادية، فالمجتمع حاليًا يعيش على نعي همه وكيفية استطاعة تدبير يومه، حتى طالب الجامعة الذي كان لا يحمل همًا مصروفه أقل نظرًا للحالة الاقصادية التي تمر بها البلاد، وبات الحب بالنسبة له هروب من الواقع فيصبح على شكل (نزوات)".
الظروف الاقتصادية قتلت الحب
وأشار" فرويز"، إلى أن حاليًا البنات أصبحت على وعي كافي خاصة مع الانفتاح على العالم الخارجي من خلال وسائل التكنولوجيا المتعددة، وأصبحت تعي أن آخر الحب علقم لأن الشباب ظروفها المادية غير قادرة على تحمل أعباء أسرة إضافة للتكاليف الباهظة لزواج، فهنا الحب دائما بيتخلله خوف ويميت القلب.. أما الولاد فبينتابهم احساس بالاحباط من الظروف وفي هذه الحالة صعب يحب لأنه بيشعر بالعجز طوال الوقت".