العفو الدولية: انتهاكات تصل إلى تعذيب مدنيين في الموصل
ذكرت منظمة العفو الدولية الخميس، أن ميليشيات
عراقية مسلحة "احتجزت بصورة غير قانونية" رجالاً وفتياناً من قرى جنوب شرق
الموصل انسحب منها أخيراً تنظيم داعش، وعرضتهم "على الملأ للاذلال والتعذيب".
ونقلت المنظمة عن مسؤولين محليين وشهود
إن عناصر من ميليشيا عشيرة السبعاوي التابعة لـلحشد العشائري، نفذت "هجمات انتقامية
عقابية، وتعرض السكان الذين يُشتبه بوجود صلات لهم مع تنظيم داعش، للضرب بقضبان معدنية
والصعق بالكهرباء، وقُيد بعضهم فوق أغطية محركات المركبات، وتم استعراضهم أمام المارة
في الشوارع، أو وضعوا داخل أقفاص".
وتشكل عشيرة سبعاوي السنيّة جزءاً من الحشد
الشعبي ذي الغالبية الشيعية المساند للجيش العراقي.
وأوضح بيان المنظمة أن هذه الوقائع جرت
على بعد 50 كلم جنوب الموصل في 3 قرى تقع على الضفة الجنوبية الشرقية لنهر دجلة، استعاد
الجيش العراقي إحداها من تنظيم داعش.
وقالت نائب مدير البحوث بالمكتب الإقليمي
لمنظمة العفو الدولية في بيروت لين معلوف: "ثمة أدلة قوية تشير إلى قيام عناصر
ميليشيا عشيرة السبعاوي بارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون الدولي، وذلك بعد أن قاموا
بتعذيب السكان أو إساءة معاملتهم في قاطع السبعاويين، انتقاماً منهم على الجرائم التي
ارتكبها تنظيم داعش".
وأضافت: "ما من شك في أن مقاتلي تنظيم
الدولة المشتبه بارتكابهم الجرائم يجب أن يحاسبوا من خلال محاكمات عادلة، ولكن اعتقال
القرويين وتعريضهم للإذلال والإهانة بصورة علنية، أو ارتكاب انتهاكات أخرى بحقهم بما
في ذلك التعذيب، لا يُعد الطريقة التي يمكن من خلالها تأمين تحقيق العدالة وكشف الحقيقة
وتوفير التعويض لضحايا جرائم التنظيم".
وبحسب أحد الشهود الذين أوردت أقوالهم منظمة
العفو الدولية، فإن المسلحين الذين تورطوا في هذه الأفعال "لم يكن لديهم قائد،
وكل مقاتل كان ينتقم لنفسه"، خصوصاً من لديهم أقارب قتلهم الجهاديون.
ونددت منظمة العفو الدولية في منتصف أكتوبر
بالتعذيب والإعدامات والتوقيفات التعسفية في حق آلاف المدنيين الفارين من الجهاديين،
على أيدي مجموعات مسلحة عراقية والجيش العراقي.