السيول.. بين أزمة الحكومة والفوائد الغائبة

تقارير وحوارات

السيول
السيول


شهدت العديد من المحافظات في مصر، قبل أيام تزايد كميات كبيرة من الأمطار، والتي ‏وصلت لحد السيول، مما دفع للتساؤل عن كيفية الاستفادة من مياه السيول؟

وأكد عدد من الخبراء إنه يمكن الإستفادة من مياه السيول فى الزراعة لما تحمله من معادن ‏مغذية  للتربة الزراعية.‏
‏ ‏
المياه يمكن استخدامها في الزراعة

وقال الدكتور صلاح يوسف، الخبير الزراعى، إنه يمكن الاكتفاء ذاتياً من الحبوب في حال ‏إحسان الاستفادة من مياه الامطار والسيول، من خلال عمل نفق من المدن المتوقع حدوث ‏سيول بها وتقع بجانب مياه نهر النيل.‏
‏ ‏
وأكد "يوسف" في تصريحات لـ" الفجر"، إنه من الضرورى وضع خطة تتضمن القيام أولا ‏بمعاينة كل السدود الصناعية وترميمها وصيانتها لتستوعب آثار السيول، فضلا عن تفقد ‏حالة مخرات السيول والتأكد من جاهزيتها وسلامتها وتطهيرها من العوائق، حتى يسهل ‏الإستفاده من مياة السيول لاسيما إنها تملك معادن تفيد فى الزراعة.‏
وأشار، إنه بعمل مجرى وخزانات كبيرة ويكون فيها مصافي، سيتم الاستفادة من كميات ‏هائلة لمياه الأمطار وعند انتهاء موسمها يمكن تصفية الخزانات من الشوائب والاتربة لأنها ‏تكون قد ترسبت أسفل الخزانات وتغطيتها واستعمالها لفترات طويلة  فى زراعة المحاصيل ‏التى تحتاج لمياة كثيرة.
‏ الخزانات تساعد في توفير المياه للزراعة والكهرباء

ومن جانبه استنكر الدكتور محمد سعد، خبير زراعي، عجز المسئولين أمام الإستفادة من ‏تساقط الامطار وتدفق السيول،لافتا إلى أن نسبة المياه التي تسقط في مصر تصل إلى نحو ‏‏51 مليار متر مكعب، فيما تقدر حصتها من مياه النيل بنحو 55.5 مليار متر مكعب.‏
‏ ‏
وتابع " سعد"، لماذا لا تكون لدينا خزانات مياه في محافظات الصعيد وسيناء والبحر الأحمر ‏ومطروح لتستوعب مياه الأمطار والسيول،  والإستفادة منها فيما بعد فى " الزراعة ، ‏والكهرباء طول العام"، فضلا عن معرفة مواعيد السيول، لافتا إلى أن المناطق القابلة لسقوط ‏سيول بها معروفه.‏

وأكد أن الحكومة يمكن أن تحول فكرة السيول لشيء إيجابي بالاستفادة من كميات الماء ‏المتساقطة بطرق أخرى، خاصة مع أزمة مياه النيل القادمة في السنوات المقبلة‎.‎

مياه السيول تساعد في تعزيز رطوبة التربة

ورأى أحمد جاد ، أستاذ متفرغ بزراعة الأزهر، إنه يمكن الاستفادة من مياه السيول في ‏تعزيز رطوبة التربة، مشيرًا أن الحكومة تستطيع البدء في مشروع قومي بسيناء للاستفادة ‏من مياه السيول من الآن على أن تنتهي منها خلال سنة، وتكون استكمالا لمشروعي قناة ‏السويس الجديدة وإعادة استصلاح الأراضي بتوشكى جنوب الصعيد ، لتتحقق بذلك التنمية ‏الكاملة التي تنشدها الحكومة على كافة نطاقات الدولة الجغرافية‎.‎

وتابع، إن استخدام مياه السيول في الفترة الحالية ضرورة ملحة بمصر، لتعويض جزء مما ‏قد يُفقد من مياه النيل ، غير أنه لا يمكن الاعتماد عليها بصورة كلية نظراً لهدر أكثر من ‏نصف كميتها في التربة‎. ‎

وأضاف أن ما تتعرض له مصر من السيول سنويا يصل إلى مليار ونصف مكعب ، يمكن ‏استغلال بعضها في الزراعات الموسمية باعتبارها مصدرا متجددا للمياه، وبذلك توفر على ‏الحكومة والمزارعين جزءا من المياه يمكن استغلاله في أوقات الجفاف الأخرى‎. ‎