محمود حنفي يكتب: سيدي الرئيس رحب بالسيول "مصدر الخير"
ضربت "السيول" مؤخرا خمس محافظات مصرية، وتسببت في خسائر كبيرة "بشرية ومادية"، وقطعت طرق، وأغلقت مدارس، ودمرت منازل، وشردت المئات وتسببت في غيرها من الكوارث، شاهدنا منذ يوم الجمعة الماضي وحتى اليوم "كارثة" بكل المقاييس في محافظات البحر الأحمر، وقنا، وأسيوط، وسوهاج، وشمال سيناء.
سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية الموقرة، تعلمون جيدا أن "السيول" التي دمرت وشردت "المصريين" تنتظرها دول كثيرة في العالم وتعتبرها "مصدر الخير"، دول كثيرة تستعد للسيول وتنتظر الأمطار حتى تخزنها وتستخدمها بطرق عديدة في مجالات عديدة.
معظم دول العالم تستفيد من مياه الأمطار التي تهطل عليها وتنتظرها بفارغ الصبر كل عام ولا تشكل لها أي مشكلة أو تهديد أو خسائر، حيث تجري المياه فورا في مصارف استقبال الأمطار التي يتم إنشاؤها في جميع الأماكن، ويتم إعادة استخدامها في زراعة الأراضي الصحرواية واستصلاح مزيد من الأفدنة.
لماذا لا نتعلم الدرس ونفكر خارج الصندوق؟ وننتظر "الكارثة" حتى نتحرك ونحاول السيطرة ولو على جزء قليل منها؟ لماذا لم يتم إنشاء مخازن ومصارف لمياه السيول والأمطار في العديد من المحافظات ويتم استخدمها بعد ذلك في زراعة الأراضي الصحرواية واستصلاح مزيد من الأفدنة وتشغيل المصانع، في ظل شح المياه المنتظر بعد بناء العديد من السدود على نهر النيل.
فالنيل الوارد إلينا من إثيوبيا هو تجميع للأمطار التي تهطل على هضبة الحبشة، ومن الممكن تجميع مياه الأمطار التي تسقط على مصر وتقدر بحوالي ملياري متر مكعب وهي كمية ليست هينة يمكن أن توفر المياه لآلاف الأفدنة من خلال حقنها في المياه الجوفية في الصحراء.
سيدي الرئيس، لفت نظري أن صفحة سيادتكم بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مفتوحة دائما لتلقي الرسائل من المصريين، ولكن لم تتابع بشكل جيد، وكذلك لم تستخدم بشكل جاد في حلول المشاكل ومواجهة الكوارث، تقتصر على نشر أخبار سيادتكم والانجازات وما يتعلق بمشاركة سيادتكم بالداخل والخارج... لماذا لا تفتح الباب لتلقى رسائل وأفكار الشباب ومشاركة جموع المصريين في المشاكل ومتابعة الأفكار المطروحة لحلها؟.. أرى كثير من التعليقات الهامة والأفكار الجيدة ولكن لا أرى أي تحرك من قبل سيادتكم لتنفيذها على أرض الواقع وأشعر أن "الأدمن" لا يتابع باهتمام رسائل المصريين أو حتى يقوم بدوره ويعلمك بها.
الشعب المصري "خيرة أهل الأرض" وكذلك أطيب الشعوب، ويسهل احتوائه وبطرق عديدة وبسيطة.. وأسهلها التواصل المباشر من سيادتكم مع المصريين والسماح لهم بمشاركة أفكارهم وسعيهم لحل المشاكل التي تواجهها مصر "الحكومة" ويصعب حلها، بعيدا على الشاشات.. التواصل المباشر مع الشباب الناضج مثل ما حدث في "المؤتمر الوطني للشباب" الذي أقيم بشرم الشيخ مؤخرا، التواصل المباشر من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ومتابعتها باهتمام والرد عليها وتنمية الفكرة.
المقصود سيدي الرئيس، أن الشباب لديهم أفكار عديدة لمواجهة الكوارث وطاقات جبارة للمشاركة في حلولها، وينتظرون فتح الباب أمامهم... أفتح الباب وشارك شعبك في أفكارهم وحلولهم لمواجهة "كارثة" السيول في محافظات مصر، التي اعتبرها دائما "مصدر الخير" لو تم استغلالها بطرق رشيدة وصحيحة.
للتواصل مع الكاتب: mahmoud hanafy