خبراء يكشفون لـ "الفجر" سبب عكارة مياه النيل: "مفيش رملة هتوصل الحنفية"
القومي لبحوث المياه: عكارة النيل طبيعية وسيعود لطبيعته خلال 15 يوم
خبير مائي: محطات المياه كفيلة بتنظيف "العكارة"
مستشار وزير الري: مفيش حباية رمل هتوصل للحنفية
يبدو أنه على الرغم من عدم ضرب السيول لمحافظتي القاهرة والجيزة، إلا أن أضرارها بدأت في مطاردة المحافظتين، بتأثير تلك السيول على لون المياه في نهر النيل، ما يضع عدة تحذيرات حول إمكانية شرب تلك المياة.
"العكارة" تطارد مياه النيل
في البداية تغير لون مياه نهر النيل من اللون الأزرق إلى اللون الأصفر بسبب السيول التى شهدتها بعض المحافظات خلال الأيام الماضية، وظهرت مياه نهر النيل باللون الاصفر، حيث وضحت رمال السيول بها، نظراً لارتفاع نسبة العكارة بسبب السيول القادمة من الصعيد مصر.
انقطاع المياه في بني سويف
لم يتوقف الأمر على القاهرة والجيزة وحسب، فتسبب صرف مياه السيول في نهر النيل في قطع المياه بعدد كبير من أنحاء محافظة بني سويف وبخاصة التي تقع مأخذ المياه مباشرة علي نهر النيل بعد ارتفاع العكارة في المياه.
وإنقطعت المياه نظرا لتوقف بعض المحطات نتيجة زيادة العكارة بمجري النيل بسبب السيول التي اجتاحت جنوب البلاد علمًا بأنه في حالة استقرار العكارة بمجري النيل سوف تقوم المحافظة بتشغيل المحطات وذلك من خلال متابعة المعامل المركزية بشركة المياة للتأكد من جودة المياه وتقوم الشركة حاليا بدفع عربيات المياه للمناطق الحيوية كالمستشفيات.
وسبق ذلك إرتفاع نسبة العكرة فى مياه نهر النيل، بمحافظة قنا بمركز نجع حمادى، حيث ظهرت رمال السيول بوضوح بمياه نهر النيل، نظراً لارتفاع نسبة العكار بالنيل، بسبب مياه السيول القادمة من مخر سيل المعنا.
وأسفر ذلك عن إيقاف محطات مياه الشرب الرئيسية، وهى محطة مياه قرية الشيخ عيسى والمخادمة ومحطة القناوية المدمجة والنقالى ومحطة أولاد عمرو والجزيرية والغوصة النقالى بمركز قنا.
كما تم إيقاف محطة القلامين ومحطة الوقف النقالى رقم 3،2،1 ومحطة العربات والنجاجرة والسطحية بمركز الوقف ومحطة دشنا الكبري ومحطة الحلفاية قبلى ومحطة مياه الشعانية المدمجة ومحطة القصر والصياد والسطحية بمركز نجع حمادى، لافتا إلى أنه سيتم التشغيل بتلك المحطات فور انخفاض نسبة العكرة بمياه النيل.
شركات الشرب "في ورطة"
الموقف وضع شركات مياه الشرب والصرف الصحي في ورطة، فأعلنت محافظة الجيزة حالة الطوارئ في محطات مياه الشرب بسبب ارتفاع نسبة العكارة نتيجة السيول خلال الأيام الماضية.
وعقد اللواء محمد كمال الدالي محافظ الجيزة، اجتماعًا مع المهندس حنفي محمد حنفي رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي؛ لدراسة موقف تشغيل المحطات وتوقف بعضها
وقال رئيس الشركة إن محطات الديسمي بالصف والشوبك النقالي ومزغونة النقالي والحوامدية والشيخ عثمان النقالي والحجارة النقالي بأطفيح تم إيقافها من مساء أمس الأحد ولحين انتهاء نسبة العكارة في النيل أما باقي المحطات فتم إيقافها خلال اليومين الماضيين بعض الوقت وحالياَ يتم إعادة تشغيلها.
وأكد رئيس الشركة أنه سيتم إيقاف أي محطة مياه في حالة تجاوز وزيادة نسبة العكارة بها، مشيرًا إلى أنه فور انتهاء نسبة العكارة في المحطة، حيث يتم قياسها بصفه مستمرة يتم تشغيل المحطة بكامل طاقتها.
مياه صالحة للشرب
ومن جانبها قالت وزارة الري، إن ذلك التعكير سيزول خلال يومين، مؤكدة أن ذلك التعكير لن يؤثر على المياة لأنه ناتج عن السيول وليس أي ملوثات بيولوجية أو كيميائية، وبذلك فلا يوجد خطورة منها وهي مياة صالحة للشرب.
"القومي لبحوث المياه": ستعود لطبيعتها خلال 15 يوم
وهنا قال الدكتور ضياء الدين القوصى، نائب رئيس المركز القومي لبحوث المياه، إن العكارة الموجودة في مياه النيل طبيعية لأن السيول عندما سقطت على الهضبة الشرقية والغربية أخذت معها الرمال.
وأضاف "القوصي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن تلك الرمال تزيد في خصوبة التربة، كما أنها لا تضر الإنسان بسبب الفلاتر التي تستخدمها شركات المياه، مشيرًا إلى أن المياه ستعود إلى طبيعتها خلال 15 يوم، لأنها تتحرك من القاهرة لأسوان في تلك المدة.
وعلق نائب رئيس المركز القومى لبحوث المياه، على تصريحات وزارة الري حول إمكانية عودة تلك المياه لطبيعتها خلال يومين على الأكثر قائلًا: "بيطمنوا الناس".
خبير مائي: محطات المياه كفيلة بتنظيف "العكارة"
ويقول الدكتور مغاوري دياب الخبير المائي، إن ما حدث لمياه نهر النيل من عكارة أمر طبيعي، لأن السيول نزلت على مناطق شرق النيل فإنجرفت التربة مع المياه، ما أدى إلى تعلق الرمال بمياه نهر النيل وأخذت لون العكارة.
وأوضح الخبير المائي، في تصريحات لـ"الفجر"، أن الإنسان إذا شرب مياه "عكرة" بالفعل سيصاب، ولكن محطات المياه كفيلة بإزالة ذلك التعكير لأن مآخذ المحطات عليها شبكات تستقبل المياة وتحد من مرور الرمال، ثم تدخل المياة إلى أحواض الترسيب، ثم يتم معالجتها بالكلور.
وأشار الخبير المائي إلى أن الكمية التي وصلت إلى القاهرة من المياة تعد قليلة جدًا مقارنة بالتي ظهرت في الصعيد، لأن المحطات تنقي المياة بصورة تدريجية بالمرور عليها.
مستشار وزير الري: "مفيش حباية رملة هتوصل للحنفية"
من ناحيته أكد الدكتور صفوت عبد الدايم، الأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه ومستشار وزير الري والموارد المائية، أن الإعلام يتناول ظاهرة السيول والنتائج التي تنتج عنها بطريقة خاطئة، لأن السيول ظاهرة طبيعية تأتي في أوقات معينة من العام وتسقط بكميات غير متوقعة.
وأضاف "عبدالدايم"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن الدولة كانت مستعدة للسيول ولكن هناك عدة أنواع منها فهناك سيول متوسطة تأتي كل 10 سنوات واخرى كبيرة تأتي كل 50 سنة وثالثة ضخمة تأتي كل 100 سنة، فالدولة كانت مستعدة للسيول العادية لأنه من الصعب أن تنفق كل ميزانيتها على مواجهة سيل لا تعرف مقياسه، فالحديث عن عدم استعداد الحكومة لظاهرة السيول أمر خاطئ.
وتابع: أن من طبيعة السيول أن تجرف التربة التي تسقط عليها، وهو ما كون تربة مصر الخصبة قبل بناء السد العالي عندما رسبت طينة أثيوبيا في أرض مصر بعد أن هاجمت أثيوبيا السيول ورسبت الطينة في مصر.
واختتم: أن المواد الرسوبية لا تعبر مواد تقتل الإنسان، فالرمال الموجودة في مياة النيل الآن عكرته فقط ولكن لن تقتل الإنسان، فلا يوجد أي اخطار على الصحة لأن محطات المياة تاخد مياة قائلًا: "مفيش حباية رملة هتوصل للحنفية".