الثأر وإحراج السعودية.. خبراء يكشفون عن سر استهداف الحوثيين "مكة" بصاروخ

تقارير وحوارات

الصاروخ الإيراني-
الصاروخ الإيراني- أرشيفية



سياسي يمني: الحوثيون وضعوا قائمة لاستهداف الأماكن الحيوية بالسعودية 
خبير عسكري: الحوثيون أرادوا توجيه رسالة بأن المملكة غير قادرة على حماية مكة
خبير علاقات دولية: الولايات المتحدة تسعى للقضاء على السعودية
 
أثار استهداف ميليشيات الحوثي للأراضي المقدسة غرب المملكة العربية السعودية بصاروخ باليستي تم اعتراضه من قبل دفاعات التحالف العربي، وأُسقط على بعد عشرات الكيلومترات من مكة المكرمة، جدلًا كبيرًا في الأوساط السياسية الدولية، حيث أكد الخبراء والمحللين أن هذا الحادث جاء ردًا على استهداف التحالف الغير مقصود للقاعة الكبرى في صنعاء، وأنه بداية لسلسلة هجمات حوثية متوقعة لاستهداف المنشآت الحيوية بالمملكة.

شل الطيران المدني السعودي
قال المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، إن معلوماته أن الحوثيين كانوا وضعوا قائمة باستهداف مجموعة من الأماكن الحيوية بالسعودية منها مطار الرياض وعدة أماكن استراتيجية ومواقع عسكرية حيوية  بالمملكة لم يكن ضمنها مكة وجدة، لافتًا إلى أن هذا يأتي ردًا على قصف الصالة الكبرى الذي وقع في صنعاء.

وأضاف الطاهر في تصريح لـ"الفجر"، أن الحوثيين مازالوا يهددون بضرب أرامكوا وعدة مطارات داخل المملكة لشل حركة الطيران المدني بالسعودية، وهو ما يعني احتمالية تفاقم الأزمة وتطورها.

وتابع الطاهر:" السعودية تتحدث عن أن الحوثيين يستهدفون مكة لتقليب الأمة  ضد الحوثيين وتصدير أن المقدسات الإسلامية مهددة، وكسب تعاطف العالم العربي والإسلامي، ولكن لا يمكن لأي عاقل تصديق هذا فالحوثيين واليمنيين مسلمون".

وأشار الطاهر، إلى  ضرورة أن تأخذ السعودية هذه التهديدات والتصعيدات الحوثية بجدية، لمحاولة تلافي الأمور قبل تصاعدها ومنع انزلاقها، لاقتًا إلى أهمية سعي السعودية لسرعة إيجاد تسوية سياسية قبل أن تصبح مكة سوريا، لافتًا إلى أن الحرب في اليمن لاستنزاف السعودية، وعلى المملكة أن تعي ذلك جيدًا ومحاولة إنهاء الأزمة بسرعة.

وأكد المحلل السياسي اليمني، على وجود أسلحة كثيرة وقوية في اليمن، بجانب وجود مصانع لتصنيع الأسلحة، كما توقع أن تتطور الأمور من جانب جماعة الحوثي، لأبعد من ذلك وتخرج عن إطار  استهداف السعودية وتمتد لدول أخرى داخل التحالف.

رسائل تضر السعودية
من جانبه قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي، أن الحوثيين يريدون إرسال عدة رسائل منها أن السعودية غير قادرة على حماية مكة والحرمين الشريفين، وهو ماظهر جليًا في تصريحهم باستهداف مطار جدة تحديدًا لأنها المنفذ الرئيسي للحجاج إلى الكعبة.

 كما أن الحوثيين يرسلون رسالة بأنهم كيان موجود وفاعل، لإثبات وجودهم وموقعهم في حال حدوث مفاوضات حول القضية اليمنية، مؤكدًا أن الحادث ليس له علاقة باستهداف التحالف الدولي للصالة الكبرى بصنعاء، ولكنه نتاج طبيعي لصراع قائم .

 و أكد الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي، أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيين باتجاه  مكة عادي وغير مؤثر لأن المسافة التي قطعها غير طويلة.

الغرب هو المستفيد
 وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن الحرب أخذ ورد فمرة تضرب السعودية ومرة أخرى تُضرب السعودية، وهذا هو منطق الحرب الذي أشعلته السعودية في اليمن، لافتُا إلى أن المملكة أكدت في بداية الحرب أن الأوضاع في اليمن لن تستغرق إلا أسبوع أو أسبوعين والآن  دخلت في عامها الثالث ولم يحدث أي تطور.

وأكد اللاوندي في تصريح لـ"الفجر"، أن الغرب هو المستفيد الوحيد من هذه الحرب الضروس المشتعلة في اليمن لأنه يبيع الأسلحة للطرفين ويقوم بتشجيعها بدعوى الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية وخاصة فرنسا تقف وراء هذا الهدف الذي سيقضي تمامًا على السعودية.

وأضاف اللاوندي، لا أحد يجادل أن السعودية تهتم باليمن باعتبارها دولة حدودية، ولكن اشتعال الحرب لعدة سنوات وتدمير مقدرات الشعب اليمني، هو الذي أدى إلى إطلاق صاروخَا باليستيًا موجها إلى مكة وهو ما أغضب أنياب المسلمين، لافتًا إلى أن الغرب لن يتراجع، وسيصر على المضي في ما بدأه، ويشعل الحرب والفتنة باعتبار على أنها حرب طائفية بين السنة والشيعة.

وأشار خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك تدخل إيراني خفي خلف إطلاق الصاروخ على مكة، لأن الحوثيون يختلفون أيدولوجيًا عن الشيعة الإثنا عشرية الموجودة في إيران، وبالتالي فإن إيران ليس لها ناقة ولا جمل في هذه الحرب، ن مؤكدًا الحوادث ستبقى قائمة مادامت هناك حرب، وأن تصريح الحوثيين بنيتهم لاستهداف مطار جدة يؤكد بحثهم عن المناطق الحيوية بالملكة.