مشردون على باب الله.. الجوع يطرد "غلابة" في شوارع طنطا (صور)
لا يتوقف هذا الوجع المؤلم في ضمير بلدنا، على كونه تشويهًا لمنظر حضاري فحسب، بل هناك أبعاد إنسانية أخرى، قلما ما يعرفها إلا ذوي القلوب الرقيقة، فالفقر والجوع المؤلمان هما حال مساكين طنطا، على أبواب شيخ العرب.
- بعد مرور أكثر 700 عام.. مسجد قبل أن يكون منبرًا للعلم أصبح ملاذا للمساكين
ولم تكن المقولة الشهيرة للعارف بالله السيدي البدوي، مجرد مقولة تناثرت مع مرور الزمن، بعد ما يقرب من 7 قرون مضت على ذكرها، فقال الإمام الصوفي "أنا زيت من لا زيت له"، بل وأوصى خليفته "عبد العال" بوصيته "اشفق على اليتيم واكس العريان وأطعم الجوعان وأكرم الغرباء"، وهو نفسه الحال حتى يومنا هذا، فأصبح مسجده الكبير بمدينة طنطا ملاذًا للمساكين والفقراء قبل أن يكون منبرًا للعلم والسياحة الدينية.
- مواطنون مشردون بلا مآوى في عشوائيات طنطا
وفي ساحات المسجد والطرقات المؤدية إليه، انتشر حوالي 9 من السيدات والرجال، مشردون بلا مآوى وبدون أهل، يحتمون من كربات الطرق وظلامها، وينتظرون من يطعمهم، بعد أن أغلقت الدنيا أبوابها في وجوههم، ولم يجدوًا إنسانًا يشفق عليهم غير بيت الله.
- مسجد "السيد البدوي" يحتضن عشرات المساكين
وقال حسن سالم - من أهالي المنطقة المحيطة بمسجد السيد البدوي، لـ"الفجر" - إن ساحة المسجد على مدار عشرات السنين منذ أن كنت طفلًا لم تخلو من المساكين، فأصبح الحصن الوحيد الذي يحتمون به، لاسيما وأن رواد المسجد ومحبي التصوف يآتون لهم بالطعام خاصة في شهر رمضان الكريم.
- أطفال يهاجرون منازلهم خوفًا من عذاب الأهل
وأوضح تامر سمير، أن هؤلاء المساكين من بينهم سيدات وأطفال، بعضهم طرده أهله وذويه، والآخر هرب من أهله لتعرضه للضرب والتعذيب، وفي بعض الأحيان تتخلص الأسر من أولادها، ناهيك عن أولاد الشوارع، وجميعهم تضمهم ساحة المسجد.
- مواطن من "السكة الجديدة": ننتظر قرار جريء من مسؤولي المحافظة
وأضاف محمود محمد - من أهالي منطقة السكة الجديدة، أن الحكومة لم تقدم أي حلول لهذه الظاهرة، ولم يتدخل أي مسؤؤل بالمحافظة على مدار السنوات الطويلة الماضية لإنقاذ هؤلاء، خاصة مع تزايد أعدادهم، وتعرضهم للخطورة أحيانًا، لاسيما مع قدوم موسم الشتاء وتزايد هطول الأمطار، ومنذ عشرات السنين ونحن ننتظر الفرج، أو قرار جريء من مسؤول بالمحافظة.