خبراء يكشفون: 3 أسباب وراء رفض مصر استقبال "بشار الأسد" بالقاهرة
أكد خبراء العلاقات الدولية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يقوم بحساب كل خطواته تجاه الأزمة السورية بحيث لا تكون سببًا في تعمق الخلافات مع المملكة العربية السعودية بعد حالة الارتباك التي شهدتها العلاقات بين البلدين مؤخرًا بسبب تصويت مصر لصالح مشروعي قرار فرنسي وآخر روسي في مجلس الأمن يتعلقان بسوريا، متوقعين أن يكون هذا سببًا رئيسيًا وراء ما تم تداوله بأن القاهرة رفضت استقبال الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت صحيفة العرب اللندنية أن القاهرة رفضت أول أمس زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد طلب مقدم من دمشق لإجراء محادثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث جاء ذلك بعد زيارة اللواء علي المملوك، رئيس جهاز الأمن الوطني السوري، إلى القاهرة الأسبوع الماضي، والذي التقى خلاله بمسؤولين أمنيين على مستوى رفيع.
عدم توسيع فجوة الخلافات مع دول الخليج
قال المحلل السياسي، حسني السيد، إن القاهرة لا ترغب في استقبال الأسد الآن، لعدم توسيع الفجوة بينها وبين دول الخليج وخاصةً السعودية، مشيراً إلى أن مصر موقفها من الأزمة السورية واضح، ولكن طريقة تعاملها مع الأسد ستكون حذرة خلال الفترة القادمة لاستعادة علاقتها المتوترة مع السعودية خصوصاً بعد التصويت المصري للمشروع الروسي في مجلس الأمن.
وأكد السيد، في تصريح خاص لـ"الفجر" أن القاهرة تحاول استعادة علاقاتها المتوترة مع دول الخليج، خاصة أن مصر تعاني الكثير من الأزمات الاقتصادية، ولن تستطيع تحمّل توتر انقطاع علاقاتها مع دول الخليج، التي ستحملنا أعباء اقتصادية كبرى.
"بشار" ليس محور للحل المصري
فيما استبعد المحلل السياسي، مصطفى عامر، وجود ارتباك في الموقف المصري تجاه القضية السورية، قائلاً: "الموقف المصري من القضية السورية واضح، وهو غير متعلق بالرئيس السوري، فمصر موقفها يتلخص في السعي للحل السياسي وبشار ليس محور للحل المصري في الأزمة السورية".
وأكد عامر، في تصريحه لـ"الفجر" أن القاهرة من الصعب عليها المغامرة بقبول زيارة الأسد، حتى لا يزداد توتر علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية التي ترفض وجود بشار الأسد كجزء من حل الأزمة السورية وترى أنه السبب الأساسي في تفاقمها.
الحفاظ على صورة مصر أمام المجتمع الدولي
وفي سياق متصل قال المتخصص بالشأن العربي، هاني الجمل، إن الموقف المصري من الأزمة السورية واضح لا إرتباك فيه وهو السعي لحل الأزمة سياسياً، بينما الارتباك في طريقة التعامل مع بشار الأسد، مشيراً إلى أن ذلك الارتباك يرجع لسببين، الأول لعدم زيادة التوتر بين مصر ودول الخليج المتمثلة في السعودية التي ترفض بقاء الأسد كجزء من الحل السلمي.
وأضاف في تصريحه لـ"الفجر"، أن السبب الثاني للحفاظ على صورة مصر أمام المجتمع الدولي باعتبار بشار الأسد متهم بارتكاب مجازر ضد المدنيين، مؤكداً أن مصر دائماً ما تسعى للتوزان في سياساتها الخارجية.
ويذكر أنه في 8 أكتوبر الجاري، صوتت مصر لصالح مشروعي قرار فرنسي وآخر روسي في مجلس الأمن يتعلقان بسوريا، تم رفضهما في النهاية، حيث صوت مجلس الأمن على مشروع القرار الفرنسي المطالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق حلب السورية.
بينما استخدمت روسيا حق النقض ضد هذا المشروع، وقدمت مشروعًا بديلًا يعتبر في الواقع المشروع الفرنسي مع تعديلات روسية؛ حيث استبعد المطالبة بنهاية للضربات الجوية على حلب، وأعاد التركيز على الاتفاق الأميركي الروسي لوقف إطلاق النار الذي انهار بعد أسبوع من سريانه سبتمبر الماضي، وهو ما تسبب في حدوث فجوة بين مصر والسعودية التي رحت بأن التصويت المصري كان بالنسبة لهم صدمة وكارثة.