دعوات حجب مواقع الإلحاد تثير الجدل.. هل تقضي على تزايدها؟

تقارير وحوارات

رجل يقرأ القرآن -
رجل يقرأ القرآن - أرشيفية



أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: غلق مواقع الإلحاد ضرورة 
أستاذ الفهة المقارن: الحوار مع المُلحد مهم 
حماية لحقوق الإنسان: تقييد للحريات ومساعدة على نشر الإلحاد
 


أثارت مطالبة أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، غلق جميع مواقع الإلحاد، والحكم بالحبس أو الغرامة لأصحاب هذه المواقع ووسائل الإعلام المستضيفة لهم، جدلاً واسعًا بين المختصين بالشأن الإسلامي والحقوقيين، حيث أكد البعض أن غلقها ضرورة مُلحة، مُشددين على أهمية الحوار مع المُلحدين ولكن بعيدًا عن الإعلام حتى لا يكونوا فتنه لغيرهم، والبعض الآخر اعتبرها تقييد للحريات.


ووفقًا لطلب أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، النائب عمر حمروش، بصدور تشريع لغلق جميع مواقع الإلحاد، والحكم بالحبس أو الغرامة لأصحاب مواقع الإلحاد ووسائل الإعلام المستضيفة لهم، لتفادي هذا الفكر الذي يهدم قيم المجتمع ويعرض أمنه للفتنة، رصدت"الفجر"، آراء بعض المختصين في جامعة الأزهر، وعلماء النفس والحقوقيين حول هذا الشأن.


مصر الأولى عربيا في نسبة "الإلحاد"
أصدر مركز "بيو جلوبال" تقرير عام 2010 يؤكد أن مصر بها 866 ملحدًا، ورغم أن الرقم ليس كبيرًا إلا أنه الأعلى في الدول العربية حيث أن ليبيا ليس بها سوى 34 ملحدًا، أما السودان بها 70 ملحدا فقط، واليمن بها 32 ملحدًا، وفي تونس 320 ملحدا وفي سوريا 56 ملحدا وفي العراق 242 ملحدا وفي السعودية 178 ملحدا وفي الأردن 170 ملحدا وفي المغرب 325 ملحدا.


غلق المواقع ضرورة في هذا التوقيت
أكد الدكتور عبد المهدي عبدالقادر، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن غلق مواقع الإلحاد ضرورة في هذا التوقيت الراهن في ظل المخطط الغربي الذي يحاول بكل السُبل هدم الإسلام، مشيرًا إلى أن مواقع الإلحاد كانت الأداة لنشر هذا الفكر في المجتمع.


وأضاف"عبد القادر"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن لا داعي لإفشاء الفكر الإلحادي عن طريق الإعلام، موضحًا أن استضافة المُلحدين في بعض القنوات والتحاور معهم على الملأ يساعد على نشر أفكارهم بل يساعد على تغير رؤية أصحاب النفوس الضعيفة وبعض الشباب غير مُدرك وملم بتفاصيل دينه، خاصة أن إدارة الحوار تتم عن طريق مجموعة غير قادرة من الإعلامين على سد الثغرات التي يستهدفونها الملحدين، وتظهر صورة الإلحاد الأقوى وهذه الكارثة الفعلية، لذلك يجب عدم استضافتهم في البرامج التليفزيونية.


ويرى "عبد القادر"، الحل في التوعية وتطوير المؤسسات الدينية في طريقة جذب الشباب للحوار معهم، والابتعاد عن التشدد في النصح دون تواصل حقيقي مبني على التفاهم والاستيعاب فيما بينهم، مشيرًا إلى أنه بغير ذلك لم نقضي على إفشاء الفكر الإلحادي خاصة مع استغلال البعض هذا الفكر على أنه أحد أنواع الحرية.


الحوار مع الملحد مهم
في السياق ذاته قال الدكتور رمضان عبد الرازق، أستاذ الفقه المقارن بمجمع البحوث الإسلامية، أن الدين الإسلامي دين حواري، فكيف ندعو الملحدين إلى الإسلام بدون حوار، ولكن ألا يكون هذا الحوار النقاشي أمام الجمهور من خلال القنوات الفضائية؛ حتى لا يكونوا فتنه لغيرهم، ويفسدوا عوام النفس.


وأوضح"عبد الرازق"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن كثرة ظهور الملحدين في وسائل الإعلام يساعد على نشر هذا الفكر، فيجب الحوار معهم في غرفٍ مغلقة أو مؤتمرات علمية ومنتديات ثقافية، مؤكدًا أن هناك مختصين في الدين الإسلامي والمسيحي على قدر كبير من العلم وإدارة الحوار مع الملحد ولكن بعيدًا عن الجمهور".


وبسؤاله عن اصدار قانون لغلق مواقع الإلحاد وتطبيق حكم الحبس أو الغرامة لأصحاب مواقع الإلحاد ووسائل الإعلام المستضيفة لهم، أكد "عبد الرازق" ، أن هذا حلاً للقضاء على نسب الإلحاد التي بدأت تتوغل في المجتمع خلال الآونة الأخيرة، مطالبًا بسرعة إجراء تشريع هذا القانون لكثرة المواقع والصفح الإلكترونية على صفحات التواصل فيس بوك.


تقييد للحريات ومساعدة على نشر الإلحاد
من جانبه قال الدكتور أحمد غازي، مدير مركز حماية لحقوق الإنسان، إن غلق جميع مواقع الإلحاد، تقييد للحريات ستؤدي بالنهاية إلى نشر الفكر الإلحادي بالمجتمع، مشيرًا إلى أن الدستور المصري ينص على احترام الحريات العقائدية.


وأضاف"غازي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن المطالبة بغلق هذه المواقع وغض البصر عن الملحدين جاءت من رحم العادات والتقاليد لأنها تنبذ كل فكر مخالف على المجتمع، بالرغم من أن الدين الإسلامي نص على الحوار مع جميع الطوائف والأديان المختلفة.

وتابع"غازي"، أن"لابد من احتضان أصحاب هذا الفكر عن طريق النقاش الحواري ومحاولة اقناعهم والعدول عن هذا الطريق.