رصد لفعاليات المسابقة القرآنية الدولية بالحرم المكي
تواصل لجنة التحكيم لليوم الثاني، أعمالها في الاستماع إلى المتسابقين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره الثامنة والثلاثين في المسجد الحرام.
حيث استمعت لجنة التحكيم إلى أربعة عشر متسابقاً في جلسة الاستماع الصباحية، وخمسة عشرة متسابقاً في الجلسة المسائية.
وتحظى قاعة الاستماع بحضور متميز من المشاركين والمرافقين والضيوف، والمسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ، ورجال الإعلام، وزوار بيت الله الحرام، في أجواء عاطرة بأجمل الأصوات المتقنة لكتاب الله تعالى , كما خصصت الأمانة مكاناً خاصاً للنساء لسماع التلاوات.
من جانب آخر تسعى الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية إلى تعزيز الجوانب العلمية عند حفظة كتاب الله تعالى بإقامة الدورات وورش العمل المعنية بتدبر القرآن الكريم، والبحث في الدراسات القرآنية؛ ومن ذلك تنظيم الدورة العلمية في تنمية علوم القرآن الكريم، التي استمرت يومين، ضمن برامج مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره الثامنة والثلاثين.
فقد أوضح مدرب الدورة الدكتور: يوسف بن مصلح الردادي، الأستاذ المساعد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أنَّ معرفة علوم القرآن بالنسبة لحافظ القرآن لها أهمية كبرى؛ لأنه من خلال معرفة علوم القرآن يستطيع القارئ أن يقيم تلاوة القرآن تلاوة صحيحة ،لا تعتمد فقط على مجرد الحفظ والتلاوة؛ بل هناك أحكام يجب على قارئ القرآن أن يراعيها ويتنبه لها.
وقال الردادي: إن التفاعل من عموم المتدربين كان جيداً وإيجابياً، ولمسنا منهم الحرص والاهتمام حول موضوع الدورة ويظهر ذلك جلياً من خلال كثرة المداخلات والأسئلة بالإضافة إلى تفاعلهم المثمر المشكور في فقرة التطبيق العملي.
وفي ختام الدورة كرَّم الدكتور منصور بن محمد السميح المشاركين في الدورة البالغ عددهم 17 متدرباً، وقدم لهم شهادات حضور ومشاركة مصدقة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد.
وتقدم الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية بوزارة الشؤون الإسلامية، برنامجاً يبثُّ أسبوعياً ( سابقوا ) وذلك بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، حيث انطلق صوت البرنامج غرة شهر رجب من عام 1436هـ ، ويبثُّ يوم الأحد الساعة 1.30 ظهراً، ويُعاد يوم الثلاثاء مساءً.
عرض تلاوات مختارة
ويهدف البرنامج إلى إبراز جانب من جوانب عناية المملكة بكتاب الله تعالى عبر المسابقات القرآنية، ويعزز البرنامج تشجيع الناشئة من البنين والبنات للإقبال نحو القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتدبراً وعملاً به، وينقل البرنامج صوراً صوتية من مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، وجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات.
ويتضمن البرنامج عرض تلاوات مختارة للمشاركين في المسابقتين المحلية والدولية، وعرض تقارير صوتية عن فعاليات المسابقات، ويقدم البرنامج دروساً متنوعة في القراءات والتجويد وأحكام التلاوة ، وفقرات قرآنية متنوعة، وقد وثقت الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم 72 حلقة إذاعية من البرنامج عبر أقراص CD توزع على المهتمين بالمسابقات القرآنية.
رسالة الخيرية
من ناحية أخرى، قال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره،التى ترعاها وتدعمها القيادة الرشيدة تحمل رسالة الخيرية للمملكة التي ائتمنها الله عليها منذ تأسيسها لتكون راعية للسلام ساعية للوسطية التي أذن الله بها وأمر كمنهج للناس واتخذته قيادتها سياسة للبلاد في جميع شؤونها ومجالات حياتها.
وأكد الوزير أن المسابقات القرآنية تربية للنشء على حب القرآن وغرسه في قلوبهم مشيرا أن التقاء أبناء الأمة الإسلامية من الناشئة والشباب على مائدة القرآن الكريم في المسابقة ، وفي بيت الله الحرام بأنها مناسبة عظيمة ومباركة وطيبة ، أن يجتمعوا من بلاد شتى لتحقيق التنافس في القرآن، ولتتحقق الأخوة الإيمانية التي تدعو إليها هذه البلاد المباركة ، ويدعو إليها ولاة أمرها في أن يتآخى المسلمون ، وفي أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن ينتشر الخير فيهم بكل سبيل ممكن في هذا المقام
وأوصى وزير الشؤون الإسلامية المشاركين في المسابقة بتعاهد القرآن ومراجعته، والازدياد من معرفة تفسيره وأحكامه.
رائدة في خدمة كتاب
ووصف الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي ، مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم بأنها عنوان محبة ولمسة وفاء لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله تعالى ورداً لبعض الجميل والفضل الذي قدمه لأهل هذه البلاد المباركة
وقال الدكتور الوهيبي أن المملكة رائدة في خدمة كتاب الله تعالى ونشره وتعليمه؛فقد قدمت ولا تزال تقدم أنشطة وبرامج ومشروعات قرآنية عظيمة كطباعة المصحف بعشرات الترجمات, والمؤتمرات واللقاءات، والأنشطة العلمية، وطباعة الكتب المتعلقة بالقرآن ككتب التفسير وعلوم القرآن، وكفالة معلمي القرآن في بلدان العالم، والمسابقات القرآنية المتعددة،وعشرات الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وآلاف حلق القرآن الكريم التي انتشرت في ربوع بلادنا الحبيبة .
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار في الديوان الملكي، الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن من أعظم شيء يعتز به المسلمون من تراثهم وأحق ما ينبغي أن يقيموا عليه منهاج حياتهم هو القرآن الكريم ، وأن السبل لحيازة الشرف بخدمة كتاب الله , مفتوحة ممهدة تهتف بمن يريد أن يسلكها بقلب مفعم بالصدق والإخلاص ورجاء المثوبة , طلب المزيد من خيري الدنيا والآخرة .
الدور الريادي
ونوه مدير مكتب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المساعد للبرامج، المشرف على الإدارة العامة للعلاقات والإعلام، عبدالله بن مدلج المدلج ، بالدور الريادي الذي تقدمه المملكة في العناية والاهتمام بكتاب الله لافتا أنَّ المسابقات القرآنية التي تنظمها وتحتضنها المملكة تجسد تلك العناية والاهتمام، وفي مقدمتها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، وأضاف المدلج: إن العناية بكتاب الله تعالى فضل عظيم تميزت به هذه البلاد، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث قامت على شريعة الإسلام، وتعاليم كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأوضح في هذا الصدد أنَّ مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية وهي تقام في المسجد الحرام لها الأثر الكبير في حث الناشئة والشباب على حفظ القرآن الكريم، وتعلمه ومدارسته، وفهم معانيه، الأمر الذي يترك أثراً محموداً على سلوكهم وأخلاقهم وتعاملاتهم.
مفهوم الأمة الوسط
وقال نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي، الشيخ حسان موسى: إنَّ تلك المسابقة العريقة تأتي خدمة لكتاب الله تعالى، ونشر نوره وهداه و تكريساً لجهود المملكة في خدمة القرآن والسنة، والذود عن حياض الدين، وتحقيقاً لمفهوم الأمة الوسط، وتأكيداً على رسالة المملكة القائمة على التوحيد، وتوحيد الكلمة، ونصرة المستضعفين، وتعزيز الأمن والأمان و الاستقرار، ونشر قيم التسامح والتعايش والحوار التي أوصى بها الإسلام.
بث روح التنافس
ونوه وزير التعليم، أحمد بن محمد العيسى بما تقوم به قيادة المملكة من عناية وتشجيع الطلاب والطالبات على تعلم القرآن الكريم وبث روح التنافس الشريف بينهم وتوجيه أنظارهم نحو كتاب ربهم، وقال إن المطلع على مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم منذ تأسيسها ليدرك مدى اهتمام المملكة وقادتها بهذا العمل المبارك حيث إنها أعرق مسابقة عالمية في القرآن الكريم ولا زالت تتنامى بقوة , وهي محل تشوق لأهل القرآن الكريم في جميع دول العالم الإسلامي يتنافسون ويتسابقون عليها ويعتبرونها رمز فخر واعتزاز لهم.
خدمة كتاب الله
وقال نائب وزير الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري إن المملكة لها الدور الريادي في رعايتها لكل ما من شأنه خدمة كتاب الله تعالى تعلماً وتعليماً وطباعةً ونشراً , وإن من أبرز مظاهر العناية بالقرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في هذه البلاد المباركة تنظيم المسابقات المحلية والدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره ، تحفيزاً لحفظه ودراسته لافتا إن من أكبر المسابقات والمنافسات التي يتسابق إليها الحفاظ وتهوى إليها قلوبهم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره ، ومن مظاهر وسمات هذه المسابقة أنها تكون بنفحات إيمانية ونسمات ربانية بجوار بيت الله الحرام بمكة المكرمة وهذا شرف عظيم لهذه المسابقة وعالمية مكانتها.
دورة تدريبية في تنمية علوم القرآن
ونظمت الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم دورة تدريبية في تنمية علوم القرآن الكريم، ضمن برامج المسابقة، ويقول المتدرب حسان بن حامد: أن للتنمية العلمية في علوم القرآن الكريم أهمية كبيرة، وخصوصاً لدارس وحافظ القرآن الكريم، للتزود بالعلوم المختلفة كالفقه والتفسير والقراءات واللغة والنحو، وهذه كلها من المعارف التكاملية التي ينبغي على كل طالب علم وباحث التزود بها ويفهمها ويتعلمها ويدرس ما فيها من علوم.
ويضيف المتدرب محمد بن عبدالكريم محمد المهنا: أنَّ التزود بجملة المعارف القرآنية يؤدي إلى الخيرية في العاجل والآجل، ولا ريب أن القرآن العظيم والصراط المستقيم، هو سبيل الهداية والبصيرة الحقة في الدنيا والآخرة، فـالقرآن العظيم وتعلمه وتعلم أحكامه يضفي إلى النفس بصيرة في دين الله، مؤكداً على أنَّ المبادرة في عقد هذه الدورات هي من بركة القرآن ومن بركة هذه المسابقة الشريفة، التي أفاد منها جميع المتدربين فائدة كبيرة وجمة.
ويقول المتدرب ظافر بن مزهر الشمراني: لا شك أن التزود بالقرآن الكريم وبالقراءات والتزود بعلوم القرآن وتفسير القرآن الكريم أساس الفلاح في الدنيا والآخرة، وهذه الدورة المباركة عرفتنا على كم هائل من المعلومات والفوائد التي لها علاقة بكتاب الله عز وجل سواء كانت هذه المعارف أو هذه العلوم قراءات أو اختلاف قراء، أو تفسير كتاب الله عز وجل.
ويشير المتدرب وسيم محمد السليماني إلى أنَّ الدراسات القرآنية من الأمور المهمة التي يجب أن يتعلمها المسلم، ونتعلم تفاصيلها كعلم التفسير وعلم القراءات وعلم رسم المصحف الشريف ونحوها من علوم القرآن الأخرى، مبيناً أنَّ الدورة كانت قوية بعلميتها، ومضمونها.