إيران ودول عربية تنتقد تأجيل مؤتمر حظر الانتشار النووي بالشرق الأوسط

عربي ودولي


انتقدت إيران ودول عربية يوم الاثنين قرارا بتأجيل محادثات حول حظر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وحملت طهران الولايات المتحدة مسؤولية التسبب في انتكاسة خطيرة لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وكانت الولايات المتحدة قالت يوم الجمعة إن المؤتمر المزمع في منتصف ديسمبر كانون الثاني حول إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل لن يعقد دون أن تحدد موعدا جديدا له أو توضح ما إذا كان سيتم عقده أم لا. وتشارك الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا في رعاية المؤتمر.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان إنه نظرا لأن هذا القرار سينعكس سلبا على الأمن الاقليمى وعلى النظام الدولى لمنع الانتشار النووى كله فقد تمت دعوة كبار المسؤولين فى الدول العربية لاجتماع يومى الأربعاء والخميس القادمين لدراسة هذا التطور واتخاذ القرارات المناسبة.

وقالت إيران - التي يتهمها الغرب بالسعي وراء اكتساب قدرة على تصنيع الأسلحة النووية - في الشهر الجاري إنها ستشارك في المحادثات التي كان من المفترض إجراؤها في هلسنكي عاصمة فنلندا.

ولدى سؤاله حول الإعلان الأمريكي قال سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانيه لقناة برس تي.في الحكومية من فيينا إنها انتكاسة خطيرة لمعاهدة حظر الانتشار النووي وهذه علامة واضحة على أن الولايات المتحدة ليست متقيدة بالالتزام بشأن إقامة عالم خال من الأسلحة النووية.

وقال العربي إن كل دول المنطقة ما عدا إسرائيل - التي يعتقد على نطاق واسع أنها الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في الشرق الأوسط - قد أبدت استعدادها للمشاركة في المؤتمر.

وحتى في حال إجراء المحادثات في النهاية يتوقع دبلوماسيون وخبراء غربيون عدم إحراز تقدم يذكر في أي وقت قريب بسبب العداوات المترسخة في المنطقة خاصة الصراع العربي الإسرائيلي والمخاوف الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتخشى واشنطن من أن يستخدم المؤتمر منبرا لانتقاد حليفتها إسرائيل وربما زاد قلقها بعد القتال العنيف الذي استمر ثمانية أيام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وانتهى بالتوصل إلى اتفاق تهدئة الأسبوع الماضي.

ولم تعلن إسرائيل ما إذا كانت ستحضر المؤتمر أم لا. وتقول إسرائيل إن طهران تشكل التهديد الرئيسي لانتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وكثيرا ما تقول إيران والدول العربية إن الترسانة النووية التي يفترض أن إسرائيل تمتلكها تشكل تهديدا على السلام والأمن في الشرق الأوسط.

وتم الاتفاق على عقد اجتماع لوضع الأساس لاحتمال إقامة شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل خلال مؤتمر عقد في عام 2010 وشارك فيه 189 طرفا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المبرمة عام 1970.

ولم توقع إسرائيل على المعاهدة كما لم تؤكد أو تنف امتلاكها أسلحة نووية.

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط أمر لا يمكن تحقيقه حتى يكون هناك سلام عربي إسرائيلي شامل وتحد إيران من برنامجها النووي الذي تقول طهران إنه مخصص لأغراض سلمية مثل الطاقة والأبحاث.

وقال سلطانيه لقد اختطفت الولايات المتحدة مؤتمر هلسنكي هذا من أجل إسرائيل... تريد دعم قدرة الإسرائيليين على تصنيع أسلحة نووية.

وأعربت روسيا وبريطانيا في بيانين منفصلين مطلع الأسبوع الجاري عن أملهما في أن يكون التأجيل لأقصر فترة ممكنة وأن تجرى المحادثات في العام المقبل.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ستواصل العمل سعيا وراء عقد اجتماع مضيفة أن مثل هذا الاجتماع يجب أن يأخذ في الاعتبار أمن جميع الدول في المنطقة ويعمل على أساس التوافق.