الشمس تحتفل بـ"رمسيس".. وتعيد السياحة إلى معدلاتها الطبيعية
في ظاهرة فلكية فريدة من نوعها تعامدت الشمس صباح اليوم (السبت) على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بقدس الأقداس بمعبده الكبير بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان، بحضور عدد كبير من السياح العرب والأجانب الذين جاءوا خصيصًا لمشاهدة هذا الحدث الذي لا يتكرر حدوثه إلا مرتين كل عام.
المفارقة الغريبة هي أن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني يأتي وكأنه احتفالًا به، حيث كان يحدث التعامد قبل عام 1964، في يوم مولده 21 أكتوبر، ويوم تتويجه ملكا في 21 فبراير، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينيات من موقعه القديم، الذي تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي22 أكتوبر و22 فبراير.
وتعود بداية اكتشاف هذه الظاهرة إلى عام 1874 بعد أن اكتشفتها العالمة الإنجليزية "إميليا إدواردز" والفريق المرافق لها، وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل)، ورغم مرور نحو 142 عام على اكتشاف هذه الظاهرة إلا أن علماء العالم عجزوا عن تفسير هذه الظاهرة.
وتحظى هذه الظاهرة باهتمام محلي وعالمي كبير، حيث شارك في مشاهدتها اليوم وزراء الآثار الدكتور خالد عناني، والثقافة حلمي النمنم، والسياحة يحيى راشد، ومرشحة مصر لرئاسة منظمة "اليونسكو" السفيرة مشيرة خطاب ونحو 1100 سائح أجنبى و1300 من المصريين.
وقال الأثري حسام عبود، مدير عام آثار أبو سمبل، إن ظاهرة تعامد الشمس بدأت في تمام الساعة الخامسة و52 دقيقة صباحا واستمرت لمدة 22 دقيقة، قطعت خلالها أشعة الشمس 60 مترا داخل المعبد مرورا بصالة الأعمدة حتى حجرة قدس الأقداس لتسقط أشعة الشمس علي وجه تمثال الملك رمسيس الثاني.
وأضاف أن أعداد السائحين الذين شاهدوا الاحتفال بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني اليوم يعتبر مبشرا لعودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية، لافتا إلى انه شارك في تغطية الحدث حضور إعلامي كبير يمثل 20 وكالة أنباء عالمية ومحطة تلفزيونية فضائية مصرية وعربية ودولية.
من جهته، أكد حلمي النمنم وزير الثقافة خلال الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني أن تضافر جهود الوزارات المختلفة ومحافظة أسوان لإنجاح الحدث العالمي كان له أكبر الأثر في خروجه بالشكل اللائق وخاصة وزارات الآثار والثقافة والطيران والسياحة وهيئة تنشيط السياحة.
وقال النمنم، إن مشاركة مسئولي هذه الوزارات في الاحتفال بالظاهرة هو تأكيد بان مصر واحة للسلام والأمن ، إلى جانب رسالة توجها مصر إلى كافة شعوب العالم أن مصر آمنة.
في سياق متصل ، أقامت وزارة الثقافة حفلا صباح اليوم للاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني أمام ساحة معبد أبوسمبل شمل تقديم عرض لفرق الفنون الشعبية بمشاركة فرق سوهاج وقنا والأقصر وأسوان وتوشكى.
