سر الزمالك الكامن فى صمت الشناوى

الفجر الرياضي

أحمد الشناوي
أحمد الشناوي


الرعب يدُب في قلوب جماهير الزمالك، بدقات أشبه بطبول الحرب مع أنفاس تتصاعد بصوت مرتفع فالمشهد أقرب إلي زلزال داخلي يعصف بهم ولن يرحم .. لحظات قاسية يمرون بها مع كل كرة تقترب من حارسهم أحمد الشناوي وخط دفاعه المُهتز, فثمة علاقة مريبة تجمعهم فلا يطمئن أحدهم في وجود الآخر، في ظل إهتزاز بل وإنعدام الثقة بينهم وهو المشهد الذي وصل للمشجع بعدما ظهر في أداءهم المُفكك داخل الملعب.

 

 

أسباب الفجوة بين الشناوي وقلبي الدفاع

 بالتأكيد كان للشق الفني جزءًا في فشل تجربة إنتقال الشناوي، إلي ريال بيتيس بعدما أعلن بيبي ميل مدرب الفريق، عدم إقتناعه الكامل بالحارس المصري، ولكن اللغة كانت لها يد في الأمر فهو لايُجيد التحدث بالاسبانية أو الإنجليزية، وبالتالي لن يوجه مدافعيه ويُحركهم في الملعب ولكن يبدو أن ميل، لم يكن يعرف أن الشناوي، لايتحدث العربية أيضًا !..

 

حول العالم، تعد اللغة من أهم متطلبات حراسة المرمى ففي أحيان كثيرة تُفسد الصفقات نظرًا لأهمية التفاهم بين الحارس والمدافعين ولنا في تجربة كلاوديو برافو مع مانشيستر سيتي، مثال فحتي الآن لم ينسجم الاسباني مع الأزرق لعجزه عن التواصل الكامل مع سانيا، وأوتامندى، وهو الخطأ الذي استغله إبراهيموفيتش، في الهدف الذي أحرزه بالديربي الأخير.

 

الشناوي، داخل الملعب في وادِ وخط دفاعه في وادِ آخر، فلا يتواصل ولايوجه، صمت قاتل، يُسيطر علي العلاقة بينهم أدي إلي كوارث فهي أشبه بمعادلة بين طرفين إما أن تتحقق بمعطياتها كاملة الأركان وإلا فسد جزء وفسد سائر الجسد معه.

 

 

هل السن والخبرة مبرر كافِ لأخطاء الشناوي؟

 إذا ذُكر مركز حراسة المرمي فسريعًا ستجد نفسك متجهًا ناحية إيطاليا، فهناك حارس عملاق يقف أمام مرمي البيانكونيري، مع خط دفاع كحائط صد منيع فلا تجرؤ نسمة هواء بريئة أن تمر من بينهم في وجود الثلاثى برزالي وبوتوتشي، كيلينى.

 

بالتأكيد يحمل بوفون، خبرة كبيرة تجعله بعيدًا عن المقارنة بغيره بعد سنوات عديدة في الملاعب ولكنك عندما تتجه ناحية معجزات دي خيا، صاحب الـ25 عامًا مع مان يونايتد، وتلتف إلي كورتوا حارس تشيلسي، ذات الـ 24 عامًا، ثم إلي ميلان، لتجد المتألق دوناروما، لديه 17 عامًا، فأنك لن تجرؤ علي أن ترتدي قناع المغفرة للشناوي، بدافع قلة خبرته وصغر عمره.

 

 

أخطاء فنية لا يتحملها الشناوي

 كوارث ونتائج قاسية بالجملة داهمت الزمالك، في إفريقيا، فالفريق يلعب دون أظهرة حقيقة فلايُجيد أحد التغطية العكسية فبعد رحيل عمرجابر، انكشفت أزمة علي جبر قلب الدفاع في ظل وجود أحمد توفيق، الذي لايلعب في مركزه الحقيقي، ونفس الأمر ظهر مع إسلام جمال، خاصة بمباراة الفريق الأخيرة أمام صن داونز، بعدما أثبت معروف يوسف فشله الذريع في مركز الظهير الأيسر فلم يتمركز ولا مرة صحيحة بالمباراة فضلًا عن العادة السيئة لجمال، وهي كثرة سرحانه في الملعب وتمركزه الخاطئ، وهي الأخطاء التي تصب في النهاية ناحية أحمد الشناوي، وتُعمق جراحه ولكن دون ذنب له فيها.

 

 مع ذلك لا يمكن اعفاء الشناوى من جزء من مسئولية هدف صن داونز الأول بسبب عادته بعدم الحديث مع المدافعين فلم يتحدث الى اسلام جمال لينبهه بتمركزه الخاطئ.

 

فلك أن تتخيل أنك في ساحة حرب والجميع يشد اللجام وعلي أتم استعداد للقتال ولكنك تقف جانبًا وترفض الإستعانة بأسلحتك كاملة فحينها لا تلومن إلا نفسك .. فهل تظن أنه يوجد وقت للتفكير بعد؟!