منال لاشين تكتب: السكر غلي
«السكر غلى وأنا أحايله بإيه» هى أغنية شعبية كتبها عبقرى من وحى أزمات السكر المتكررة التى شهدتها مصر، فهذه الأزمة ليست الأولى وأتمنى أن تكون الأخيرة، وفى إحدى هذه الأزمات كتب أحد الصحفيين يهاجم الفقراء لأنهم يستهلكون السكر بكثرة، وسخر من الفقير الذى يضع خمس وست ملاعق سكر فى كوب شاى.
ورد عليه الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين ،وكان رده مفحما وهو رأى تحتاج الحكومة أن تقرأه بعناية.
قال الأستاذ بهاء ما معناه إن السكر سلعة الفقير وليس الغنى وأن السكر بالنسبة للفقير هو سلعة استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها، فالأغنياء «والكلام للأستاذ بهاء» يلبون احتياجهم للسكر من خلال طرق أخرى الفاكهة والحلويات بجميع أنواعها والعصائر الظازج منها والمعلب.
أما الفقير فلا يستطيع أن يتناول أياً من هذه الأصناف الغالية، ولذلك لا يجد الفقير امامه سوى السكر، بل إن بعض الفقراء إذا شعروا بالتعب والمرض يكتفون بتناول كوب مياه بالسكر أو كوب عصير ليمون بكام ملعقة سكر، فليس لديهم رفاهية الذهاب للطبيب ويعتبرون أن السكر دواء.
ولذلك أرجو أن ينتبه السادة المسئولون لأهمية السكر فى حياة الفقراء والبسطاء، وأن تركز الحكومة جيدا فى توفير السكر للفقراء والبسطاء، ولكى يتحقق ذلك يجب أن تحارب الحكومة بكل قوة الاحتكار وتضرب المحتكرين بمنتهى القوة والحسم والقسوة أيضا، خاصة أن مصر لديها مخزون استراتيجى من السكر.
ولذلك لا أفهم حكاية الاستسهال الحكومى فى استيراد السكر لمواجهة أزمة الاحتكار، خاصة أن مصر فى حاجة لكل دولار وكل سنت.
ولا تكفى جهود ضبط المتجارين بالسكر فى السوق السوداء فقط لإنهاء الأزمة، الأهم والأخطر أن نقوم بضرب كبار المحتكرين وتفعيل القوانين الخاصة بالاحتكار، وأن نبدأ فى حربنا ضد الاحتكار بالكبار أولا أو بالأحرى حيتان السكر.
ومع احترامى لجهود الشرطة فى ضبط السكر المهرب إلى السوق السوداء فإسن المهمة الأكثر إلحاحًا ضبط سوق السكر فى مصر، حتى لو لجأنا إلى التسعيرة الجبرية أو التلويح بها، أما أن نستورد السكر ولدينا مخزون كبير منه، فهذه نكتة سخيفة وعلامة استفهام تضاف إلى الكثير من علامات الاستفهام فى مصر.