محمد مسعود يكتب: فى «معركة» صن داونز.. الزمالك يستطيع

مقالات الرأي



خلفكم ملايين تدعو الله أن تنالوا المجد.. قاتلوا من أجلهم

لا صوت يعلو فوق صوت معركة الأحد القادم، الموقعة التى يستضيفها ستاد الدفاع الجوى ببرج العرب، بمحافظة الإسكندرية بحضور ما يزيد على 50 ألف مشجع يملأون المدرجات، وملايين الأنصار أمام شاشات التليفزيون من الإسكندرية إلى أسوان، كون الزمالك يمثل مصر، أو بالأحرى المنافس الوحيد على اللقب بعد الخروج المبكر للممثل الثانى للكرة المصرية، الأهلى من دورى المجموعات.

لم يعد الزمالك إلى القاهرة منكسرا، مبددا الأمل، فآمال الفريق الأبيض لم تنته بعد، والطريق إلى النجمة السادسة للأميرة الإفريقية، لا يزال ممكنا، وإن كان صعبا بعض الشيء بعد النتيجة الثقيلة التى تلقاها الفريق أمام منافسه الجنوب إفريقى ماموليدى صن داونز، بفعل أخطاء فردية من حارس المرمى أحمد الشناوي، وخط الظهر، على جبر وإسلام جمال، وأحمد توفيق ومعروف يوسف، علاوة على سوء توفيق المدير الفنى مؤمن سليمان بالدفع بمعروف يوسف فى مركز الظهير الأيسر، فى مباراة كبيرة تمثل نهائى دورى الأبطال الإفريقى، دون أن يجربه فى هذا المركز فى أى مباراة رسمية.

ومنذ اللحظة التى عاد فيها الفريق إلى القاهرة، تعاهد الجميع على أن يتبدل الحزن إلى غضب مكتوم، ينفجر ويتحول إلى طاقة إيجابية و«غل كروى»، يجعل من المباراة القادمة أمام صن داونز جحيما على الفريق الجنوب إفريقي، ليبث الذعر فى نفوس لاعبيه وجهازه الفني، منذ الدقيقة الأولى لإشعاره أن النتيجة الكبيرة التى حققها فى لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة، يمكن تعويضها، بعدد أكبر من الأهداف، فى عرض بطولى يسجله التاريخ لأبناء ميت عقبة، عرض صعب بكل حسابات المنطق.. لكنه ليس مستحيلا، فالزمالك قادر.. والزمالك يستطيع.

هل حقا يستطيع الزمالك أن يفعلها ويحقق المستحيل فى ظل حالة التشاؤم الجماهيرى وشماتة الجمهور المنافس واحتفالاته فى المقاهى بهزيمة المارد الأبيض؟، نعم يستطيع فالفريق الذى نجح فى إحراز رباعية نظيفة على نفس الملعب قبل أسابيع فى مرمى الوداد المغربى الفريق القوى الذى فشل الأهلى فى الفوز عليه فى ذات الملعب، يمكنه أن يحقق مثلها مع صن داونز، والفريق الذى جرع الأهلى بثلاثية فى نهائى كأس مصر، رغم أن الأهلى كان أكثر استقرارا وأجهز فنيا، يمكنه أن يحقق المعجزة.

والفريق الذى عاد مستردا كبرياءه بعد هزيمة موجعة 1/5 من النجم الساحلى التونسى القوى والعنيد، ورفع له الجميع القبعة بالفوز على نفس الفريق بثلاثية نظيفة فى ملعب بتروسبورت بعشرة لاعبين بعد طرد على جبر فى الدقيقة الخامسة، فى النسخة السابقة من بطولة الكونفدرالية الإفريقية قادر على أن يفعلها من جديد.. لم لا والفريق يضم مجموعة من أهم وأفضل اللاعبين فى الدورى المصرى فى جميع الخطوط رغم اهتزاز خط الظهر وحارس المرمى.

الزمالك يستطيع إذا امتلك لاعبوه الإرادة التى لا تخرج إلا فى وقت الشدائد، يستطيع إذا تعاهد زملاء شيكابالا على الفوز، يتعاهدون على أن تعيش جنوب إفريقيا ليلة ليلاء، حزينة، صادمة، مدهشة، بعد نزع أرجل فريقهم من فوق منصة التتويج التى ظنوا أنهم صعدوا إليها بمجرد انتهاء صافرة النهاية للجولة الأولى.

اجعلوهم يموتون غيظا عندما يرفع شيكابالا الكأس التى يجب أن تضاف إلى تاريخه، حتى وإن مات داخل الملعب.. أو اعتزل اللعبة بعدها.. اجعلوهم يعرفون قيمة الزمالك الحقيقية الحالية واثأروا لهزيمتكم منهم ثلاث مرات.. اقلبوا الطاولة على المنطق والتكهنات وحسابات العقل.. ليعلموا أن الكرة «مستديرة»، فإن كانوا فوقها فى بلدهم فهم تحتها وبين أرجل لاعبين قاتلين.

الزمالك يستطيع أن يكتب سطرا جديدا مهما ومنيرًا فى تاريخ الكرة الإفريقية، بالفوز باللقب بقائمة تضم 14 لاعبا وثلاثة حراس مرمى، ويعيدون اللقب الغائب عن دولاب بطولات النادى العريق لـ14 عاما كاملة.. يستطيع إذا آمن على جبر وإسلام جمال بأنهما من أهم لاعبى الدفاع فى مصر، إذا استعادا ثقتهما.. ليمنحان الثقة لخط الوسط كى يندفع هجوميا، يستطيع إذا بحث إبراهيم صلاح عن نفسه، ليجدها فى ملعب برج العرب، بعد أن ظل تائها طوال 90 دقيقة كاملة فى لقاء الذهاب، إذا لعب توفيق برجولة فوق رجولته.

سيفوز الزمالك ويحقق البطولة إذا توحدت الجهود، أن ألا يكون هناك فارق إن سجل باسم مرسى أو أيمن حفنى أو ستانلى، فالمراد أن تحتضن شباك الفريق الجنوب إفريقى الكرة، ليس مهما من يسددها، بينما المهم أن يسجل الفريق هدفا.

العبوا، وانكروا ذاتكم، فخلفكم ملايين تدعو الله أن تنالوا المجد، جماهير لن تذهب لتطاردكم فى تمارينكم، فهم فى النهاية يعشقونكم فى النصر والهزيمة، جماهير تجرى دماءها فى «الخطين الحمر» الذين يزينون صدوركم فوق الفانلة البيضاء، العبوا لاسم النادى وشرف التيشيرت، واتركوا الأمر لله، فإن فزتم ستكونون أبطالا، وإن لم توفقوا سيصفقون لكم أيها المحظوظون بهذا الجمهور الكريم.