نادية صالح تكتب: هل جن البعض منا لا قدر الله؟!!
تراودنى كثيراً هذه الأيام فكرة إحسان عبدالقدوس العظيم عندما كتب رائعته «لا أنام».. أما لماذا هذه الرواية والتى تحولت إلى فيلم يحمل هذا العنوان؟!
فالإجابة: لأننا أصبحنا تقريباً شعب لا ينام..، معظمنا أصبح لا ينام.. وراقب تليفونك الموبايل وسوف تجد أنه لا يتوقف عن «التكتكة» ليل نهار وفى عز الليل وربما يوقظك 3 أو 4 الفجر هذا الملعون الذى اسمه «واتس آب» لا يكف عن العمل.. فهل أصدقائى وصديقاتى لا ينامون؟.. إنهم يبعثون بمقالات وأعمدة وفيديوهات تحمل كلمات وأنات تبحث وترد على شئون فى بلادنا وفى «بلاويها» التى أصبحت تملأ حياتنا وللحق ملأنى شعور بالاستغراب أولا ثم بالزهق ثانياً ثم بهذه النتيجة التى توصلت إليها بعد كثير من التأمل.. هل جن البعض منا؟!! من لا ينام يا سادة لابد أن يصيبه الجنون!! من يظل «صاحياً» مستيقظاً يفسد جهازه العصبى حتى يأتيه الجنون هل أصاب بعضنا هذا المرض؟!!
والسؤال الذى لابد أنه يطرح نفسه.. لماذا كل هذا؟! هل سائق توك توك أو قلة أدب البعض ممن يطلقون عليهم هذه الأيام «مذيعين» أو غياب كيس «سكر» لمدة يوم أو يومين يمكن أن يفعل بنا هذا؟!! سؤال غريب وعجيب ولا يجب أن يكون مطروحاً من الأصل..، هل نسينا أنفسنا؟! ألا لعنة الله على هذا الفيس بوك وهذا الإنترنت وتلك التكنولوجيا الجديدة التى أفسدت هدوء واستقرار الحياة..
يا عالم ويا سادة.. فلنهدأ قليلاً.. ولنستعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى ننجو من شرور أنفسنا وننام ملء جفوننا حتى نستيقظ فى نشاط وتفكير سليم وعمل شريف نقصد وجه الله والوطن «فبهذا يفرح المؤمنون» اعملوا يا سادة.. ولا تفسدوا فى الأرض ولا تنتظروا من يأتى ليصلح حالكم..، بل تعاونوا فالله مع العبد ما دام العبد فى عون أخيه.. لا تحملوا ضغينة فى قلوبكم فتمرض القلوب، وتعمى وهذه أشد الأمراض قسوة..
وتذكروا دائماً أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. هكذا قال لنا ربنا.. فلنعى هذه الكلمات من ربنا الرحيم.. صموا آذانكم شائعات خائبة، وتذكروا عن أننا أحفاد أجداد عظام سطروا أمجاداً فى التاريخ مازالوا يحكون عنها ويتناقلون عظمتها بل يدرسون أسرارها..
افيقوا يرحمكم ويرحمنا الله..، ويقينا شر الجنون.. وحتى لا يجن البعض منا لا قدر الله..