"الحويني" يرد على شبهة هل حاول الرسول "الانتحار" ؟
رد أبو إسحاق الحوينىي الداعية السلفى، على ما طرحه أحد رواده حول "هل حاول الرسول صلى الله عليه وسلم الانتحار من أعلى الجبال؟".
وقال في رده المنشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي
"فيس بوك": "هذا الحديث رواه البخارى -رحمه الله- فى سبعة مواضع من
صحيحة وهو حديث بدء الوحى، أن النبى –صلى الله عليه وسلم- كان يتحنث فى غار حراء حتى
جاءه الملك وقال له اقرأ قال ما أنا بقارئ، قال اقرأ بسم ربك الذى خلق ثم أخذ -عليه
الصلاة والسلام- ترجف بوادره وذهب إلى خديجة وقال زملونى زملونى دسرونى دسرونى إلى
آخره، قال «خشيت على نفسى، قالت: كلا والله لن يخزيك الله أبدا» إلى آخر الحديث الذى
يعرفه الناس".
وأردف: الحديث رواه - البخارى رحمه الله- فى كتاب بدء الوحى،
وفى كتاب الأنبياء، وفى أربع مواضع من كتاب التفسير، وفى كتاب التعبير أى كتاب تعبير
الرؤى، ورواه بثلاثة أسانيد عن الزهرى عن عروة عن عائشة، رواه عن عقيل بن خالد عن الزهرى،
عن يونس بن يزيد عن الزهرى، ومسلم اتفق معه فى هاتين الروايتين، ورواه عن معمر بن راشد
عن الزهرى".
واستكمل: وبقية السند عن عروة عن عائشة، أنا عندى ثلاثة من
كبار أصحاب الزهرى: 1-معمر بن راشد أبو عروة، 2-وعقيل بن خالد، 3-ويونس بن يزيد الأيلى،
هؤلاء الثلاثة يرون الحديث عن عروة عن عائشة -رضى الله عنها-، رواية عقيل ويونس خالية
من هذه الحكاية، إن النبي–صلى الله عليه وسلم- كان يريد أن يتردى من على الجبل، إنما
وردت هذه فى رواية معمر بن راشد، وفى كتاب التعبير، لكن كيف وردت فى البخاري؟، بعدما
روى البخارى الحديث وأن خديجة -رضى الله عنها- ذهبت بالنبى –صلى الله عليه وسلم- إلى
ورقة بن نوفل وفتر الوحى، قال الزهرى: (وبلغنا أن النبى –صلى الله عليه وسلم- لما فتر
الوحى كان يأتى رؤوس شواهق الجبال، فيريد أن يتردى من على الجبل فيتبدى له جبريل –
عليه السلام- فيقول له إنك لرسول الله حقا فيهدئ من روعه). إذن هذا الجزء مفصول عن
الحديث الأول، لأن الزهرى قال: (وبلغنا) يعنى هذا من بلاغات الزهرى، ومراسيل الزهرى
وبلاغات الزهرى شيء فى الريح، هذا ليس مسندا".
واختتم: "لماذا أورده البخارى فى الصحيح؟.. لأنه من
تمام الرواية، وحتى لو افترضنا أنه صحيح فالإمام -أبو بكر الإسماعيلي- أوله تأويلا
صحيحا وقال هذا من القدر الذى يبقى عند النبى من صفات الآدميين، كالخوف الجبلى، يعنى
موسى – عليه السلام- من أكثر الأنبياء ذكرا للخوف، قال: إنى أخاف أن يقتلون، فأوجس
فى نفسه خيفة موسى، فخرج منها خائفا يترقب، كل هذا الخوف البشرى، يعنى كون النبى يخاف
من الثعبان، يخاف من السبع، هذه أشياء تبقى بحكم جبلة الإنسان، فقال: لما فتر الوحى
عن النبي–صلى الله عليه وسلم- حزن أنه كاد أن يفعل هذا، هذا كلام أبو بكر الإسماعيلى،
لكن نحن نقول "التأويل فرع التصحيح" القاعدة المعروفة "لا نؤل إلا إذا
صح الخبر".