النساء الاسبان يعتمدن على الكلاب لحمايتهن من العنف الأسري
على مر الأزمان, كان الكلب و ما زال الصديق الوفي للإنسان. و تطوّر دوره عبر الوقت فبعد أن كان حارسًا للمنزل من اللصوص, أصبح اليوم يقوم بالحماية من داخل المنازل.
ففي سبيل حماية المرأة، افتُتِحت مؤسسة "Security Dogs" في اسبانيا لتزويد النساء بكلاب الحراسة المدرّبة لحمايتهن من العنف الأسري.
و تعد المؤسسة إحدى المؤسسات غير الهادفة للربح، وتُدار من قبل طبيب الكلاب "آنجيل مارسيال"، حيث تعطي المؤسسة الكلاب للنساء المعنَّفَات، وهي الخطة التي تعوّل على الغريزة الطبيعية للكلاب للدفاع عن أصحابها.
وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية, أن السيد مارسيال أدرك قبل سبع سنوات أنّ الكلاب لديها قدرة على حماية الضحايا من الأذى، واليوم بلغ عدد اللواتي طلبن الخدمة و استخدمنها 20 امرأة، و 16 أخريات على قائمة الانتظار.
و عند طلب كلب للحماية، تتوجه السيدة أولا إلى أخصائية نفسية لتقيّم الأمر و تشخّص الحالة. ثم يتوجّب على الكلب و من ستملكه أن يخوضا دورة تدريبية لمدة 200 ساعة قبل أن يغادرا المؤسسة، تعقبها 20 ساعة من التدريب بإشراف الشرطة. كما يُشترط أيضًا أن تكون بيئة منزل المرأة مناسبة.
و من الجدير بالذكر أنّ تكلفة تدريب الكلاب تصل إلى ثمانية آلاف يورو، لكن هذه المؤسسة توفرها بالمجان للسيدات. و لا تتلقى المؤسسة معونات مالية من الحكومة الإسبانية أو أي من السلطات المحلية، بل يتكفل بها مارسيال من أرباحه في مجال آخر.
ووضح مارسيال لصحيفة "إيل بيس" أن تلك الكلاب ليست شرسة فهي لا تقتل أو تعض، و إنما هي اجتماعية جدًا كي تلائم وضع المنزل و تتعايش مع الأطفال، إلى أن تأتيها إشارة لطلب الدفاع فتتحول تلك الكلاب الوديعة إلى منقِذ و محارب مخلِص.
كما ذكر أيضا أن كثيرًا من قضايا العنف المنزلي كانت النساء فيها لا تُبلِّغ عمَّن يُعنّفها للسلطات، علاوةً على أن الأحكام التي تطلقها المحكمة فيما يخص العنف الأسري غير حاسمة.
و يقول مارسيال: "أدركنا أن الكلاب تقوم بأمور كثيرة إلى جانب حماية أصحابها. هم يعطون المرأة إحساسًا بالثقة في النفس و شعورًا بالقوة."