أحد أقارب "القذافي" يكشف حقيقة رسالة "كلينتون" للقضاء عليه
خمس سنوات كاملة، مرت منذ وضعت "رصاصة" من مجهول، نهاية عهد الاستقرار في ليبيا، خمس سنوات منذ بدأ سيناريو استقدام الاحتلال الأجنبي، ومنذ وقف العالم يتفرج للمرة الأولى، على الليبيين وهم يتقاتلون، في سباق محموم على سلطة، قدمها لهم الغرب داخل صندوق من الدماء...خمس سنوات كاملة منذ رحل الزعيم الليبي معمر القذافي ومنذ وقعت ليبيا في دائرة الاغتراب.
"سبوتنيك": سيد عبدالباسط بن هامل…خمس سنوات مرت الآن على مقتل معمر القذافي، أنهت عهداً استمر قرابة 40 عاما…بمقارنته بما يجري الآن، كيف يمكن تقييم تجربة القذافي؟
بن هامل: تجربة معمر القذافي التي امتدت لنحو 43 سنة، هي جزء من تاريخ ليبيا الآن، كنا خلالها نتطلع إلى بعض الإصلاحات، لمواكبة ما يجري في العالم من حولنا، كانت هناك صعوبات تعليمية وصحية وفي البنية التحتية، ولكن المشكلة كانت في التغيير الذي جرى بأيادي خارجية ورعاية دولية، فقد كان ما جرى مجرد تحقيق لأغراض ومصالح الدول الكبرى في المنطقة.
"سبوتنيك": كشفت إحدى تسريبات البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية في أمريكا هيلاري كلينتون، رسالة قالت فيها "حان الوقت للقضاء على القذافي بأي طريقة"…كيف تقرأ هذا التسريب في ضوء الحديث عن التغيير الخارجي؟
بن هامل: في 2011، كان الجميع يتشدقون بعبارات من نوعية حماية المدنيين، وسارعت كل الدول إلى استصدار قرار من مجلس الأمن — بسرعة جدا — حمل رقم 7073، اجتمعت فيه قرابة 43 دولة، واستخدمت فيه كافة ترسانات الأسلحة، من أجل ضرب البنية التحتية لإزاحة نظام القذافي.
والعمليات العسكرية الضخمة كان من الواضح أنها ليست لإيجاد حل في ليبيا، بدليل أن الليبيين يذبحون اليوم كالأبقار، في سرت وفي بنغازي، بخلاف إهدار مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي، فإذا كانت عملية حماية المدنيين بالأمس كانت تحتاج للقوة، فهي الآن تحتاج لأضعاف أضعاف هذه القوة، ولكنهم غير موجودين،
"سبوتنيك": في رأيك…هل كان المستهدف هو القذافي ونظامه أم ليبيا ككل؟
بن هامل: كان واضحاً تماماً من العدوان أن المستهدف هو شخص العقيد الراحل معمر القذافي ونظامه، لعدة أسباب، منها أنه كان موجودا في إفريقيا، وكان يبحث عن فضاء موحد للقارة الإفريقية، ويبحث إنشاء جيش إفريقي موحد، كما أن ليبيا تحررت من التبعية السياسية.
وبالتالي أصبحت الفرصة التي حصلت عليها القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا للإطاحة بالقذافي أمر وارد تحت ذريعة حماية المدنيين وتطبيق الديمقراطية في ليبيا، وهو ما أدى إلى الوضع الحالي.
ولكن لا أحد ينكر أنه كان هناك شباب حقيقي له مطالب، من أجل أن تتحسن ظروفهم ويكونوا في حياة كريمة، ويحصلوا على خدمات وتعليم جيد وخدمات صحية جيدة، ولكن هذه المطالب تم توظيفها، واستغلالها.
وهيلاري كلينتون كانت جزءا من منظومة كبيرة تريد الإطاحة بالقذافي، فما حدث ضده لم يكن ثورة، بل نكبة حاقت بالليبيين، وبسببها يقتلون كل يوم، وأصبحت ليبيا دولة فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة.
"سبوتنيك": مقارنة بحالة الانقسام حالياً في ليبيا…ما هي الأدوات التي مكنت القذافي من تحقيق وحدة ليبيا والحفاظ عليها لفترة طويلة؟
بن هامل: معمر القذافي كان يفهم جدا التركيبة الليبية وطبيعة الأرض الليبية، والمشهد لم يكن كما هو الآن، فحالة الانقسام السياسي والمجتمعي والقبلي، لم تكن موجودة، فكان القذافي يملك الحنكة والذكاء والحضور، وكان فعلا يملك صفة القائد كما يجب أن تكون، ليس الرئيس بل القائد، فكان عراباً للدولة الليبية.
"سبوتنيك": هل يمكن القول إن المناخ الحالي في ليبيا من الممكن أن ينتج "قذافي" جديد؟
بن هامل: القذافي لم يكن شخصاً بل كان حالة، رجل لا يتكرر، ونحن نتمنى أن يأتي رجال قادرون على انتشال ليبيا من هذا المستنقع، والتاريخ يقول إن الأمر ممكن وحدث، بداية من عهد عمر المختار ونضاله ضد الاحتلال.