"العامر": التعليم عن بُعد كسر حواجز الجغرافيا وحقق الرؤية
أوضح عبدالعزيز
بن سعد العامر عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد في جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية، قائلاً: إن التعليم عن بعد جاء ليرسّخ تطور نظم التعليم في المملكة، ويكون
شاهداً على مواكبة العصر الحديث بكل متطلباته.
وأضاف لـ"سبق":
إذ بات بالإمكان تقديم المحتوى التعليمي للطالب الذي لا تسمح له طبيعة عمله وظروفه
الجغرافية والاجتماعية وظروفه الخاصة بالالتحاق بالتعليم المنتظم، وذلك اعتماداً على
تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بطريقة تسمح للمتلقي بالتفاعل النشط
مع المعلم والزملاء والمحتوى، وفقاً للوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته.
وتابع: شهد التعليم
في المملكة تطوراً مستمراً في كل المجالات لتهيئة الأجيال ورصنهم بالتخصصات التي ترتقي
بالوطن كرؤية تخطيطية من ولاة الأمر يحفظهم الله لتحقيق تنمية شاملة في مختلف مناحي
الحياة الاقتصادية والاجتماعية وإخراج جيل جديد قادر على مواكبة التقدم التكنولوجي
والعلمي الهائل، بل والمساهمة فيه.
وأردف: ما المكانة
الكبيرة التي اكتسبها التعليم في رؤية السعودية 2030، التي تحمل نقلة تنموية تاريخية،
والتي تسعى للتحول الوطني الذي يواكب المتغيرات الوطنية والإقليمية والعالمية، إلا
تجسيداً لهذا الإيمان.
وقال "العامر":
لقد لخّص سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- دور التعليم
في رؤية السعودية 2030 بقوله: "لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جداً واحترافية
خاصة في جيل الشباب، وعلينا العمل لصناعة السعودية التي نريدها في المستقبل، نركز ونكثف
في كيفية تثقيف وتعليم وتطوير أجيالنا المقبلة، وهذا عنصر مهم في الرؤية".
وتابع: تسعى القيادة
لبذل كل غالٍ ونفيس وتذليل العقبات أمام ملايين الطلاب والطالبات على مقاعد الدراسة
لتخرج من بينهم الكوادر والقيادات التي ترسم مستقبل السعودية وتقودها إلى أفاق أرحب،
وفي هذا يحدو الأمل كل السعوديين مقروناً بالدعاء بأن يوفق الله القيادة والوطن في
تنفيذ هذا المشروع العملاق الذي ينقل المملكة إلى مصافّ الدول المتقدمة التي فطنت مبكراً
إلى دور التعليم في تحقيق التنمية الشاملة، فأصبح تقدمها في الأساس نتاجاً لاهتمامها
بالتعليم وإعطائه الأولوية في البرامج الوطنية التنموية.
وكشف الدكتور
"العامر" أن المحاور الخاصة بالتعليم التي تضمنتها "الرؤية" تتضمن
مواصلة الاستثمار في التعليم وتزويد أبنائنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل،
وحصول كل طفل على فرص التعليم الجيد، وأن يسهم التعليم في دفع عجلة الاقتصاد من خلال
سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وكذلك أن تصبح خمس جامعات
سعودية على الأقل من أفضل 200 جامعة دولية بحلول عام 2030، فإن الدلائل والمؤشرات الحالية
تبشر بالخير، وأن السعودية تسير على الطريق السليم لتحقيق أهدافها في هذا المجال، عبر
تحقيقها نجاحات مذهلة ليس على المستوى الإقليمي فحسب وإنما على المستوى الدولي.
وبيّن في تصريحه
لـ"سبق": كانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من أهم الجامعات التي
لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال عبر تشجيع التعليم عن بُعد والرفع من جودته ليخدم
أكبر شريحة من أبناء المجتمع وبناته، في ظل الدعم الذي تتلقاه الجامعة ونشاطاتها المختلفة
من الحكومة الرشيدة، وتعد الجامعة دليلاً شاخصاً على الدور الذي يمكن أن تلعبه في خدمة
المجتمع بعيدا عن دورها التعليمي وذلك من خلال تقديم خدماتها للمجتمع أفراداً وجماعات
ومؤسسات وتسخير مواردها وإمكاناتها لتلمس مشكلاته والعمل على حلها عبر مختلف البرامج
والأنشطة كتقديم الدورات التدريبية لتنمية مهارات الملتحقين بها، وعقد شراكات مع عدد
من المؤسسات الحكومية لتثقيف منسوبي تلك المؤسسات، وبرامج الدبلومات التأهيلية لحملة
الثانوية العامة، وغير ذلك من خدمات لا تبخل الجامعة عن تقديمها للمجتمع.
وأكد أن جامعة
الإمام سباقة بمبادرة قبول العسكريين المرابطين في الحدِ الجنوبي في جميع التخصصات
الشرعية والعربية والإدارية، بدعم واهتمام مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله
أبا الخيل الذي اعتبر هذه المبادرة تعبيراً رمزياً عما نُكنّه لجنودنا البواسل، وهم
فئة غالية يبذلون الغالي والنفيس في سبيل خدمة دينهم ثم وطنهم وتحقيقاً لتطلعات ولاة
أمرهم وحفظ حدود وطنهم.
وعندما نتحدث عن
التطور الذي شهده التعليم العالي، فلا يمكن بحال إغفال برنامج الابتعاث الخارجي الذي
دشنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 2005، بواقع ثلاث مراحل تمتد كل واحدة
منها 5 سنوات، ونجح خلال السنوات العشر الماضية في ضخ عشرات الآلاف من الكفاءات الوطنية
في مختلف التخصصات التي يحتاجها القطاعان الحكومي والأهلي نقلًا عن وكالة واس.