ننشر تفاصيل رحلة شباب الجامعتين الألمانية والأمريكية لفك حصار غزة

عربي ودولي


أنطلق شباب مصري وطني, يحلم في أن يساهم في تحرير فلسطين, وهما طلاب الجامعتين الألمانية والأمريكية, في قافلة شعبية إلى قطاع غزة المحاصر, للتضامن مع الشعب الفلسطيني الحر في نضاله ضد العدوان الإسرائيلي علي القطاع, والذي كان أخره قبل أيام قليلة, في العملية العسكرية التي سميت بـ عمود السحاب , والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 160 فلسطيني بين طفل ومسن, وإصابة المئات.

القافلة التي ضمت ما يقرب من 100 شاب وفتاة وصحفي, انطلقت في فجر الخميس, الماضي في طريقها إلى معبر رفح للعبور إلى داخل الأراضي المقدسة, كل شيء كان منتظما, حتى جاء معبر كوبري السلام بالإسماعيلية, حيث حاولت قوات الداخلية والجيش منع النشطاء من العبور إلى داخل سيناء, لكن إصرارهم علي الدخول وتوصيل رسالتهم كان هو الأقوى, حيث قرروا قطع الطريق, حتى تراجعت الأجهزة الأمنية عن منعهم ودخلوا بالفعل.

ووجهت القافلة خلال طريقها داخل أرض سيناء العديد من المعوقات بهدف إثنائها عن الوصول إلى المعبر, أو تعطيلها حتى موعد غلق المعبر حتى تضطر إلى العودة إلى القاهرة, ووصلت في النهاية القافلة إلى مدينة العريش علي بعد 50 كيلو من معبر رفح البري, وقرر المشاركون المبيت هناك حتى ساعة الصباح.

وفي صباح اليوم التالي, الجمعة, تحركت القافلة في طريقها إلى المعبر, وعند وصولها أصر المشاركون علي دخول القطاع بـ البطاقة الشخصية , ومبررهم في ذلك توصيل رسالة إن مصر وغزة بلد واحدة لا تحتاج إلى جوازات سفر كما هو الحال مع باقي الدول, وبعد ضغوط ومناشدات نجحت القافلة في فعل ذلك, وعبرت القافلة بكل من كانوا فيها إلى داخل فلسطين المحتلة .

كانت عناصر من حركة المقاومة الفلسطينية حماس, في استقبال أعضاء القافلة, وتوجهنا إلى منزل الشهيد خالد أبو مر أحد قيادات كتائب القسام الجناح الخاص, والذي استشهد قبل يومين في استهداف له وشقيقه في أحد شوارع القطاع, وهو الشهيد الذي كتب وصيته منذ أن كان عمره 16 عاما فقط.. بعنوان وصية الاستشهادي الحي , وبعد ذلك توجهنا إلى أحد مساجد القطاع للمبيت هناك, في حراسة راجل المقاومة.

في الصباح تحركت القافلة في طريقها إلى قلب القطاع, مررنا علي المستوطنات الإسرائيلية التي تحررت علي يد المقاومة عام 2005, مررنا علي شارع صلاح الدين, حيث استشهد الطفل محمد الدرة , الشهيد الذي أشعلت دمائه انتفاضة الفلسطينيين عام 2000, مررنا علي الشريط الزائل كما يسميه الفلسطينيين, وهو الطريق الفاصل بين غزة ودولة الاحتلال.

وعبرت القافلة من أمام حي الشجاعية, مسقط رأس الشهيد القائد أحمد الجعبري, قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام, الذي اغتالته الطائرات الحربية الصهيونية في أحدي شوارع القطاع الأربعاء قبل الماضي, ثم ذهبت إلى المناطق التي لحقها القصف, مجلس الوزراء الفلسطيني, مقر الخدمات الأمنية, البنك الإسلامي, ملعب اليرموك, ثم ذهبنا إلى جامعة الأقصى وجامعة غزة.

وقدم المشاركون في القافلة العزاء في استشهاد أفراد عائلة الدلو العائلة التي فقدت 15 من أعضائها, من أكثر من نصفهم أطفال ونساء ومسنين, منزل لم يتبقي منه سوي لعب وكراسات أطفال ارتقت أرواحهم إلى السماء في أقل من دقيقة, أطفال في عمر الزهور فارقوا الحياة, وتبددت أحلامهم في رؤية وطنهم حر.. وتحركت القافلة عقب ذلك في طريقها إلى مجمع الشفا الطبي, حيث يتواجد عشرات المصابين من الأطفال والنساء والمسنين.

هنا تكون قد انتهت الرحلة داخل فلسطين المحتلة , وتجدد لدي الشباب المصري ضرورة الاستمرار في الفعاليات لحين فك الحصار الصهيوني الغاشم علي القطاع المحاصر, قرروا أن هذه الزيارة لن تكون الأخيرة, شباب قرر أن يساهم في دفع الشعب الفلسطيني للحصول علي حريته, شباب وطني يعمل من أجل القضية بكل إخلاص.. شباب الجامعتين الألمانية والأمريكية.