عادات وممارسات يحرص عليها قائدي السيارات
يحرص أغلب قائدي السيارات علي ممارسة واتباع عادات بعينها داخل سياراتهم .. فهناك من تستهويه سماع الأغنيات وهناك من يحرص علي الاستماع للنشرات الإخبارية .. وهذا يفضل وضع بعض الفواحات العطرية، وهذه تحرص على تزيين سيارتها بوضع صورة ما أو رسومات على خلفيتها ..إنها عادات يحرص عليها قائدو السيارات.
ولكن فى بعض الأحيان تتجاوز تلك العادات حدود الحرية الشخصية وتؤذى الآخرين.
" أخبار السيارات " .. تستعرض أبرز تلك العادات من خلال التعرف على بعض آرائهم وما الدوافع وراء اتباع مثل تلك العادات ؟
- تقول مريم محمد " 28 سنة " - موظفة : أول ما أقوم بفعله فور دخولى سيارتى فى الصباح الباكر قبل ذهابى إلى العمل هو "رش" عطر الياسمين والفانيلا فى الصالون الداخلى حيث أفضله أكثر من أى عطر أخر فهذا العطر فضلاً عن رائحته الزكية الآخاذة إلا أنه يجعلنى أشعر بالهدوء والراحة لأبدأ رحلتى مع القيادة بكل ارتياح ورومانسية ، بعدها أستمع إلى الراديو ولاسيما إذاعات الأغانى حيث أعشق أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم وكذا وردة وفايزة أحمد التى تأخذنى بروعة كلماتها وعذوبة ألحانها إلى عالم آخر ملئ بالرومانسية والحب بعيداً عن ضوضاء وصخب الحياة اليومية .
- وتقول جيهان رؤوف " 26 سنة " - محامية ـ : إن أكثر ما تحرص على ممارسته داخل سيارتها هو سماع الأغنيات المليئة بالحزن والشجن والتى ترى أنها تتماشى مع شخصيتها كما تعبر عما بداخلها من مشاعر وأحاسيس ، وتؤكد أنها تعشق سماع الأغنيات أثناء القيادة بغض النظرعن كونها وسيلة تساهم فى تمضية الوقت خلال المسافات الطويلة فهى تعمل على الترويح عن النفس ، حيث تفضل أصوات حسين الجسمى وفضل شاكر ووائل جسار وآمال ماهر ، ولفتت إلى أنها لا تهتم بوضع فواحات عطرية داخل سيارتها.
آيات قرآنية
- أما أحمد توفيق " 30 سنة "- محاسب بإحدى الشركات، فأكد أنه يحرص يومياً على أن يستهل قيادة سيارته بسماع بعض آيات القرآن الكريم لتحفظه وتحفظ سيارته على الطريق ، لافتاً إلى أنه اعتاد على ذلك منذ شرائها فى العام قبل الماضى كما يقوم بتعليق بعض الآيات القرآنية على المرآة الجانبية لها، أيضاً يحرص على نظافة سيارته وأن تبدو دائماً فى أبهى صورة لكون السيارة عنواناً لصاحبها فيقوم بإضافة بعض الكماليات عليها أو تغيير فرشها الجلد ، بالإضافة إلى اهتمامه بشراء الفواحات التى تحمل عطوراً طيبة لتضفى رونقاً على السيارة.
عادات مرفوضة
- فيما يؤكد عمر عبد الخالق " 33 " سنة - مهندس ، أنه يرفض وضع أى ملصقات أو كتابة عبارات أو شعارات أو رسومات على خلفية سيارته ليس لكونها تعد مخالفة مرورية فحسب ولكن من حيث المبدأ حيث يراها تشوه المظهر الخارجى للسيارة فضلاً عن أن بعضها قد يحمل ألفاظاً خادشة للحياء أو رسوماً غير أخلاقية ، لذا يكتفى بتعليق فواحة بعطر اللافاندرالمنعش على المرآة الأمامية لسيارته و مسبحة .
- تقول رغدة ياسين " 36 سنة " - مدرسة ، أنها تهتم بين الحين والأخر بتزيين سيارتها من الداخل ببعض الإكسسوارات مثل تزيين عجلة القيادة " الدركسيون " وفرشها الداخلى باللوان " الفوشيا " الذى يبعث بالبهجة ،بالإضافة إلى طلاء السيارة باللون ذاته الذى يجذب الأنظار ، وقد قامت مؤخراً بتجديدها وإضافة بعض التعديلات عليها التى استغرقت نحو 3 أسابيع لتصبح أكثر أناقة وتميزاً وجاذبية .
الأخبار أولاً
- أما هشام فهمى " 29 سنة " - محاسب باحد البنوك ، فأكد أن أول ما يحرص على فعله فور تشغيل محرك سيارته هو تشغيل الراديو وتحديداً راديو 9090 لسماع نشرات الأخبار اليومية التى يقدمها لمستمعيه وذلك من أجل التعرف على مستجدات الحداث على الصعيد السياسى والاقتصادى بالإضافة إلى متابعة أخبار الرياضة ولاسيما كرة القدم التى يعشقها .
الشعبى يكسب
- أما وائل حمدى " 25سنة ـ محاسب ـ " فيفضل سماع الأغنيات الشعبية داخل سيارته والمعروفة بأغانى المهرجانات " المطرقعة " حيث يقوم بتشغيلها بصوت مرتفع لأنها " ما تتسمعش غير كدة " على حد قوله ، لافتاً إلى أنه لا يكترث إذا كانت تلك الأغنيات تتسبب فى إزعاج الخرين من حوله فى الشارع أم لا من خلال ما يصاحبها من ضجيج وضوضاء ، فالمهم أن يشعر هو بالسعادة والبهجة والانطلاق أثناء قيادته لسيارته .
عودة الأخلاقيات
- تقول د. سامية الساعاتى - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة: إن العادات التى يحرص على اتباعها قائدى السيارات وخاصة الشباب والفتيات كسماع الأغنيات والموسيقى أو كتابة بعض العبارات والشعارات ووضع الملصقات على خلفية السيارة أو وضع فواحات عطرية معينة داخلها تعكس شخصية صاحبها الذى يعد جزءاً من الشخصية المصرية التى تعانى من غياب القيم الأخلاقية حيث غاب دور الأسرة بعد أن خل الآباء والأمهات بأدوارهم الأساسية فالأم باتت غير موجودة لانشغالاتها بأمورعدة من بينها اهتمامها بعملها والأمورالمنزلية ما أثر سلباً على دورها الأساسى المتمثل فى تربية الأبناء وزرع القيم والمبادئ والأخلاقيات السليمة بداخلهم ورعايتهم قبل رقابتهم وذلك على النقيض تماماً من دور الأم التى كانت فى السابق تهب ذاتها وروحها لأبنائها وأسرتها حيث كانت الشغل الشاغل لها ،
الأمر الذى انعكس على الشباب والفتيات الذين تم منحهم حرية مطلقة وغير مسئولة دفعتهم إلى ممارسة عادات مرفوضة من قبل مجتمعنا حيث انطلقوا بسياراتهم التى تحولت إلى محل لممارسة السلوكيات الخاطئة وغيرالأخلاقية التى نلفظها تماماً كالتدخين وتعاطى بعض المواد المخدرة ناهيك عن التحرش بالفتيات بداخلها ، فضلاً عن كتابة عبارات غير لائقة على سياراتهم أو سماع أغنيات تحمل كلمات غير لائقة وموسيقى صاخبة تضر بالذوق العام دون مراعاة لحقوق وحرية ومشاعر قائدى السيارات الموجودين بجوارهم فى الشارع ، لافتة أيضاً إلى غياب دور الأب جراء انشغاله بجمع المال وتحسين مستوى المعيشة عن متابعة ورقابة تصرفات وسلوكيات أبنائه ، ليس هذا فحسب بل نجد كثيرا من الآباء الأثرياء يقومون بشراء أحدث وأفخم السيارات لأبنائهم فيحصلواعلى كل شئ فى حياتهم بسهولة ويسر وينالوا ما يتمنونه من رفاهية وحياة رغدة دون شعورهم بأى تعب أوعناء يذكر ،
كل ذلك ينجم عنه حالة الانفلات الأخلاقى التى نراها فى الشارع جراء غياب دور الكثير من الأسر، من هنا أطالب بضرورة عودة دورالأسرة الغائب فالإصلاح يبدأ من داخل الأسرة لكونها تعد عماد المجتمع وأهم مؤسسة به فالنبتة الصالحة والسلوكيات الصحيحة تنبع من الأسرة والتربية السليمة ويأتى ذلك من خلال تفعيل دور الآباء والأمهات فى أن يكونوا على دراية تامة بسلوكيات الأبناء ومتابعتهم عن كثب وعدم تركهم فريسة لأصدقاء السوء الذين يتسببون فى تدمير أخلاقهم وضياع مستقبلهم ،كذا لابد من عودة الأخلاقيات التى غابت عنا وذلك من خلال أن يحمل كل شخص بداخله رقابة ذاتية أى يكون رقيبا على ذاته وأن يكون لديه حرية مسئولة تراعى الأخلاقيات وتحترم القيم المجتمعية والعادات والتقاليد الموروثة وأن يسعى جاهداً للتغيير نحوالأفضل فبالأخلاق والقيم ترتقى الأمم .