"أم أميرة" بعد 25 سنة ساندوتشات.. تأتي الأسعار بما لا تشتهى "البطاطس" (تقرير فيديو)
"أم أميرة".. ملكة البطاطس المقلية، بوسط البلد، عرف الجميع الساندوتش الخاص بها، فتناوله القضاة والضباط، والعمال الأرزقية والموظفون أيضَا، حتى صارت معلمًا من معالم وسط المدينة، لا تقل أهمية عربتها عن كبرى المطاعم، ولا شهرة عن ميدان طلعت حرب، أو أحد أشهر محال جروبي والأمريكين.
استغلت ملكة البطاطس، الرزق الحلال، فى الإنفاق على صغيرتها التى لم تتخطى الـ16 عامًا، بعد أن تيتمت بفقدان أباها الذي توفاه الله عقب أختها "أميرة"، فهي على باب الله رزقها، لا تصرف الحكومة لها معاشًا أو إعانة فقر لصغيرتها حتى.
ولكن تأتي الأسعار بما لا تشتهى "البطاطس"، والتى عصفت بعربتها الصغيرة، لتسقطها حطامًا على أبواب رزقها، فبعد الارتفاع الجنوني الذي سجله الدولار أمام الجنيه، واختفاؤه من البنوك والصرافات، تأثرت عربة أم أميرة، وقررت تعليق نشاطها، وتوقفها عن العمل لحين أنخفاض الأسعار، وعودتها إلى طبيعتها، ليس لعجزها عن الشراء، ولكن لرفضها رفع الأسعار مراعاة للفقراء ومحدودي الدخل.
"الفجر تي في" التقى "أم أميرة"، بعدما علقت نشاطها، لرصد ظاهرتها الغريبة، التى قررت فيها، أن "تربط الحزام" بدلًا من ركوب موجة الجشع، عكس ما يفعله غالبية التجار وأصحاب كبرى المحال والمطاعم.
تقول "أم أميرة" إنها ظلت طيلة عمرها فى شقاء، تبتاع الحلوى والمعلبات، بمنطقة وسط البلد، حتى شار عليها جيرانها بأن تبدل نشاطها بمشروع "البطاطس"، والتي نفذته منذ 25 عامًا، رافعة شعار "بارك الله فيما رزق.. بيع كتير واكسب بالحلال قليل"، مؤكدة نجاحه الملحوظ فى الساعات الأولى من إطلاقه، والتى كانت تعمل به طباخًا، وبائعًا وعاملًا للنظافة.
"مش هقدر أغلى الساندوتش على الموظفين".. كلمات عبرت بها أم أميرة عن سبب تعليق نشاطها، مضيفة: "كارتونة البطاطس كنت بشتريها بـ25 جنيه، دلوقتي وصلت 50 جنيه، بعد ما كان الساندوتش بنص جنيه، دلوقتي بقى الساندوتش بـ2 جنيه ونص"، مستكلمة: "الزيت غلي وأنبوبة البوتاجاز زاد سعرها الضعف".
موضحة أن الموظفين هم الفئة الأكثر إقبالًا على مبيعاتها، لافته إلى أنهم لا يتقاضون رواتب مجزية، فى ظل ارتفاع الأسعار، من مآكل لملبس لمسكن.
ووعدت ملكة البطاطس "الفجر تي في" بأن تعود لمزاولة نشاطها من جديد إذا انخفضت الأسعار، مؤكده أنها لن تغير من طريقها نحو كسب لقمة حلال.