سيناريو غير متوقع بين مؤيدي "السيسي" و"الغلابة" في 11 نوفمبر
بالتزامن مع تصاعد النداءات على مواقع التواصل الاجتماعي، والمطالبة بالاحتشاد في الميادين والمحافظات، تنديدًا بارتفاع الأسعار وسوء الحالة الاقتصادية التي وصلت إليها مصر، يوم 11 نوفمبر المقبل، ظهرت بعض الدعوات المؤيدة للرئيس عبدالتفاح السيسي بالنزول لتأييده، وهو ما استنكره محللين السياسة مؤكدين أن هذه الدعوات مجهولة ومن شأنها أن تؤدي إلى حالة انقسام بالمجتمع.
"ثورة الغلابة"
البداية كانت مع دعوات "ثورة الغلابة" يوم 11 نوفمبر المقبل، بسبب أزمة ارتفاع الأسعار، وفشل الحكومة في السيطرة على الأسواق، مواكبة مع رفع الدعم عن المواطنين وانهيار الحالة الاقتصادية في البلاد، والاعتماد على المنح والقروض.
وتبنت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي تابعة لحركات مستقلة مثل"ضنك"، و"الغلابة"، حملة (ثورة الغلابة)، حيث دعت الحركتين، جميع المصريين إلى المشاركة في ثورة الغلابة في 11 نوفمبر المقبل، لمواجهة ارتفاع الأسعار الطاحنة في الأونة الأخيرة في مصر.
دوافع "ثورة الغلابة"
وتباينت دوافع الداعين لـ "ثورة الغلابة"، على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك"، كالآتي.
دعت ريم محمد، أحد نشطاء موقع "فيس بوك"، الجميع للنزول يوم 11 نوفمبر، قائلة:" الكل ينزل يوم 11 نوفمبر، احنا مش إخوان.. احنا الغلابة اللي متاكل حقهم".
وعلق محمد صبحي، أحد النشطاء،: " أنا عندي 15سنة ونازل واللي يحصل يحصل.. وأنا نازل علشان الشباب اللي ماتت غرقانه في البحر والشباب اللي في السجون وارتفاع الأسعار وراجعين للميدان".
"كلنا عبد الفتاح السيسي"
على الجانب الآخر دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صفحة تحت شعار "كلنا عبد الفتاح السيسي وحماة الوطن ضد أي خائن وعميل"، ردًا على الدعوة السابقة، معلنين دعمهم للرئيس السيسي، مستنكرين دعوات النزول إلى الميادين والتنديد بارتفاع الأسعار، مؤكدين أن الدولة في حالة حرجة من الجانب الاقتصادي وأي ثورة ستقام الآن ستحرق الأخضر واليابس.
دوافع مؤيدي "السيسي"
وتباينت آراء نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث قالت ياسمين محمد، أحد نشطاء موقع التواصل "فيس بوك"، إن" ثوره جياع يعني ناس تنزل تسرق أي حاجة قدامها وتقتل وتكسر عشان تاكل.. فكر كويس وخلي مره عندك مسؤولية البلد بتمر بأزمة جامدة مش عاجبك أي رئيس كلها سنتين وفي انتخابات".
فيما علق أنس هندام، أحد النشطاء، على دعوة النزول في 11 نوفمبر المقبل: "السيسي بتاعنا والخاين مش تبعنا".
ونصح لطفي زكريا، الداعين للنزول في "ثورة الغلابة"، بالتريث لعدم استطاعة مصر تحمل أي نوع من التظاهرات والثوارات، معلقًا: "ياريت كلنا نقف ايد واحدة مع الرئيس لأن احنا داخلين في ظروف متسمحش أبدا بمظاهرات، احنا في مرحلة تاريخية حقيقية حاسمة يجب عندما نصل إلى ذروة هذه المرحلة أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس أي فقرة".
وقال علي السعدني، أحد نشطاء "فيس بوك": "ربنا معاك يا سيادة الرئيس وتفضل رئيس مصر لحد 2100000 سنة، بيع يا ريس كل شبر في البلد لحد يعمره، هنستفيد ايه وهي صحرا وشبابنا الكسلان مش عايز يعمرها، بيع يا ريس للخلايجة خليهم يعمروها زى ما عمروا بلادهم".
وقفة ضد سياسات الحكومة
في هذا السياق قال محمد محي الدين، المحلل السياسي، والنائب البرلماني السابق، إن مصر حاليًا لا تتحمل ثورة جديدة، ولكن بحاجة لوقفة لما يحدث بها من ارتفاع بالأسعار ينهش بجسد المواطنين دون تحرك إيجابي من قبل الحكومة، محذرًا بأنه عليها التصرف بشكل فوري وإلا فعلاً سنرى مالا يحمد عقباه.
وأضاف"محي الدين"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن الدعوات المؤيدة في الوقت الراهن لدعم الرئيس السيسي، لا داعي لها، لأنها ستشعل الموقف بين الطرفين، موضحًا أن "ثورة الغلابة" نابعة من إحساس المواطنين بالظلم وتقاعس الحكومة، ووسيلة للضغط على الحكومة للتحرك والاهتمام بمشاكلهم وخفض الأسعار، مستبعدًا وجود أي أهداف سياسية ورائها.
وشدد "محي الدين"، على التعامل بحكمة مع الطرفين، وعدم تجاهل هذه الدعوات، والرد عليها من قبل الحكومة عن طريق سماع أصوات هؤلاء.
دعوات تحريضية غير معلومة المصدر
فيما قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن دعوات القيام بثورة على السوشيال ميديا ما هي إلا دعوات من الممكن أن تكون تحريضية لصالح جهة ما، معلقًا: "ممكن أي شخص يكتب أي حاجة ويحولها لقضية هنجري وراه ونسيب مشاكل البلد".
وأضاف"كمال"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن استطلاع نبض الشارع يكون عن طريق وسائل كثيرة مثل استطلاعات الرأي، والدراسات العلمية، مشيرًا إلى أن الثورات عمل تلقائي له ظروف اقتصادية واجتماعية، وليس رأي فردي.
وأوضح"كمال"، أن جزء من الشعب مؤمن بأن قيام ثورة وتغير حاليًا له أضرار سلبية، والجزء الآخر يرى أن الدولة في حاجة إلى ثورة، مشيرًا إلى أن ذلك يكشف أن هناك انقسام بالمجتمع، وهو ما يؤدي إلى فشل أي ثورة.