"السبسي": الجامعة العربية انتهت والتغيير للأفضل يتطلب عشرات السنين.. والربيع العربي اختراع أوروبي

عربي ودولي

السبسي من الحوار
السبسي من الحوار


قال الرئيس التونسي، باجي قائد السبسي، في حوار مع "القدس العربي" أمس ردًا على سؤال "كيف ترون المشهد العربي؟"، حيث أجاب: 

"أنا لست بشاهد عدل على المشهد العربي. لكن أرى أمامي مصيبة كبرى. العرب يمتلكون  كل المؤهلات كي يلعبوا دوراً حاسماً في التوازنات الدولية لكن طبعاً "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى".. نحن ثقافتنا قائمة على "إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ            تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا"، كلها عنتريات. فالتكوين السياسي الحقيقي الصحيح ليس موجوداً، والزعامات الكبرى لم تعد موجودة، وليس فقط عند العرب بل عند العالم اجمع. رحل  بورقيبة وعبد الناصر… بورقيبة مثلاً لديه صورة يقول فيها "صبعين تلحق الطين" لكن أيضاً العالم يتغير، اذا رجعنا الى مؤتمر سان فرنسيسكو وتأسيس منظمة الامم المتحدة نجد ان المبادئ التي قام عليها المنتظم الأممي غير موجودة في الواقع. روسيا والولايات المتحدة تتزاحمان في سوريا والطرفان يستعملان القنابل ضد السوريين. مشكلة سوريا ليست (الرئيس بشار) الأسد بل إنه بعد فترة زمنية لن تكون هناك سوريا، ويلزمها خمسين سنة حتى ترجع كما كانت والشيء ذاته حصل للعراق. صحيح أن وجود صدام حسين كان مضراً، لكن في زمنه كان العراق دولة وحضارة وتقدم تكنولوجيا وكان فيه قيادا، اليوم رجع العراق الى ما قبل الدولة ويلزمه ربما خمسين سنة ليعود. العرب لم يكونوا واعين وليس لديهم قيادات فعلية. وضعنا سيء جدا ولا يوجد لدي أمل بأن يتغير، لكن ربما يحصل ذلك بعد عشرات السنين. الجامعة العربية انتهت لكن رغم ذلك وقع فيها تغيير وأتوا بأمين عام جديد كان وزير خارجية مصر سابقا وهو انسان جيد ولديه برنامج ورؤية لكن القضية تتطلب عشرات السنين وليس عاما او عامين. العرب غائبون في الحرب الدائرة في سوريا. لم يفعلوا شيئاً. الدول العربية ليست مؤهلة للدخول في عمليات دولية وهي لا تسيطر على اوضاعها الداخلية.

تمت دعوتي لحضور  قمة الثمانية الكبار في 2014، وكنا أصغر دولة مشاركة وحضرنا في المانيا، وعرفت يومها أوباما عن قرب. قالوا لي ان هناك ربيعاً عربياً، فأين هو هذا الربيع العربي؟ هذا اختراع اوروبي؟ ارادوا ان يجمعوا الدول العربية ولم يجدوا الإ تونس ومصر في ذلك الوقت. وبعدها مصر خرجت برأيهم من هذا الربيع. وانا قلت لهم ليس هناك ربيع عربي هناك بداية ربيع تونسي قد يتأكد أو لا يتأكد، وإذا تأكد يمكن ان يصبح ربيعاً عربياً لاحقاً.  في تونس كانت لدينا مؤهلات حقيقية نتيجة العمل الذي قام به بورقيبة مثل تحرير المرأة، التعليم، الأمور الصحية، كلها من انجازات بورقيبة وقت كان الجميع ضده. ورغم كل ما وصلنا إليه مازلنا مهددين بالخريف ومهددين بالإرهاب. وتونس وحدها لا تستطيع مقاومته."