اتهامات لتعليم مكة بالفشل في تجربة إدارة مدارس الجاليات

السعودية

بوابة الفجر

طبقت إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة المثل الشعبي: "جاء بيكحلها عماها" حين بدأت مع انطلاقة العام الدراسي بإصدار قرارات ضم مدارس الجاليات للبنات والبنين مع مدارس التعليم العام، ففاقمت المشكلة؛ فالواقع مع مدارس الجاليات بعد ضمها أصبح تكدس طلاب وطالبات يزيد تعرضهم للأوبئة والأمراض، بالإضافة إلى ضعف مقومات البيئة التعليمية الصحيحة والتجهيز، وانعدام وسائل السلامة من انعدام التهوية والتكييف، وعدم وجود عاملات نظافة، وضيق مساحة الفصول، كما أن بعض المدارس لا تزال تقبع بين الأزقة الضيقة وسط انتشار النفايات والأخطار تكمن بصعوبة الوصول لها بسبب ضيق الشوارع والمواقف.

"سبق" سلطت الضوء في الفترة الماضية على معاناة المعلمات والمعلمين الذين تم تعيينهم بعد النقل الخارجي إلى مكة المكرمة، وجاء التقرير بعنوان: "شاهد.. معاناة رحلة المعلمين والمعلمات فوق 500 قدم في جبال النكاسة بمكة"، بعد التقرير أصدر تعليم منطقة مكة المكرمة، وتم نشره بعنوان "بعد تحرُّش ومعاناة الـ500 قدم .. نقل طالبات 6 مدارس "جاليات" لمواقع بديلة بمكة".

ومن جانبهم قال عدد من المعلمين والمعلمات المنقولين خارجيًّا إلى مكة المكرمة: تم توجيه بعضنا إلى مدرسة جاليات برماوية، وبعضنا شمله الدمج، والبعض الآخر لا يزال يعاني الأمرَّين في المدارس التي شملها الدمج، ولم تنته المعاناة عند ذلك فحسب؛ ما يعني أن تعليم مكة فشل في تجربة إدارة مدارس الجاليات.

وبيّنوا أن التعليم اتخذ قرارات ارتجالية غير مدروسة وسارع بضم عدد من مدارس الجاليات إلى مدارس التعليم العام دون مراعاة للبيئة التعليمية في تهيئة المدارس من ناحية التجهيز المتكامل وتجدد معاناتهم بتكدس الطلاب والطالبات في الفصول بواقع أكثر من 40 طالبًا وطالبة في فصول لا يتخطى بعضها 16 مترًا وفي بيئة غير صالحة للعملية التربوية في مبانٍ مستأجرة متهالكة.

وأشاروا إلى أن بعض الطلاب يفترشون الأرض؛ حيث لا تتوفر طاولات ولا كراسي، مع ضعف التكييف، بالاضافة لعدم التهوية وظلمة الفصول، فيما السلالم غير آمنة ودورات المياه غير صالحة للاستخدام، ولا توجد ساحات داخلية ولا خارجية، وممرات الطوارئ مغلقة تنذر بكارثة حين وقوع حوادث حريق لا سمح الله. 

وأضافوا: الوضع مزرٍ؛ فإدارة تعليم مكة المكرمة دمجت المدارس لتحرز نجاحات على حساب البيئة التعليمية فلم تراعِ الأعداد الهائلة من الطلاب والطالبات وكدستهم فوق بعضهم البعض، بالإضافة إلى أن المباني غير مهيئة إنشائياً؛ فالبعض منها مهدم وغير صالح نهائيًّا للتعليم، والمباني مستأجرة ومن بينها مدارس كانت للبنين كمدرسة "سليط بن عمرو".

ولفتوا إلى أنه لا يوجد مكان مؤهل للمعلمات، وعدد الطالبات ٧٠٠، الفصول ممتلئة بالعدد قد يصل إلى ٤٠ طالبة وهو لا يستوعب سوى ٢٠ طالبة.

وتابع المعلمات: المدارس باتت بيئة حاضنة وخصبة للأمراض والجراثيم ونقل العدوى، وليس لنقل العلم والمعرفة، مع العلم بوجود كوادر تعليمية بشهادات عالية وليس من الحق وضعهن في هذا المكان، مع العلم بدوام مدرستين صباحاً ومدرستين مساءً، مما يجبرهن على حمل الأغراض الخاصة يوميًّا من وإلى المنزل، كذلك وقت الخروج قبل دوام المدرسة المسائية بنصف ساعة؛ مما يؤدي إلى تكدس الطالبات وحدوث الزحام في داخل المدرسة وفي خارجها .

وتساءلن: أين حقوقنا من هذا كله؟ لماذا يمارس علينا التعسف والاستفزاز والتقليل من شأننا ويطلب منا التأقلم والاحتواء للطالبة والتكيف مع الوضع ونحن لم يقدم لنا حقوقنا؟ أين احتواء إدارة التعليم لنا وتلبيتها لمطالبنا من توفير غرف خاصة للمعلمات، وتأمين أدوات النظافة والأدوات المدرسية وتوفير عاملات يساعدن في النظافة، لسنا مجبرات على إيجاد عاملات لنظافة المكان، أو أن نتولى ذلك، لم نترك منازلنا وأولادنا لنقوم بترتيب المدرسة وسحب الطاولات والكراسي من دور إلى آخر.

وطالبن وزارة التعليم بالنظر إلى وضع مدارس الجاليات التي تم ضمها حديثاً للتعليم العام، وكذلك التي لم يشملها الضم بالتحقيق وتشكيل لجنة من الوزارة للاطلاع على وضعهن المزري فالوضع لا يطاق مع تكدس الطلاب والطلبات في بيئة غير سليمة لا صحياً ولا تعليمياً، وفق قولهن.