"ابني بيتك" ببني سويف.. مشروع "مبارك" الذي تحول إلى "بيوت أشباح" (فيديو وصور)
"ابني بيتك يا ابن بلدي كلنا نفضل وراك راحتك انت أهم عندي وانت أولى نكون معاك".. كلمات حالمة عاش على أنغامها ملايين البسطاء في عام 2009، أثناء حكم الرئيس الأسبق مبارك، وأوهمتهم الدولة آنذاك بشراء أراضي وبناء مجمعات سكنية، لكنهم فوجئوا بالوعود الزائفة، ولم يهنأوا بالخدمات والمرافق لمنازلهم، التي تحولت إلى مبانٍ مع وقف التنفيذ، واضطر البعض أن يعيش بها لعدم وجود بديل، وهرب البعض الآخر ليتكلف أعباءً مادية جديدة للاستئجار بالقانون الجديد.
تأخر المرافق
انتقلت "الفجر" لمنطقة مساكن مشروع "ابني بيتك" بمدينة بني سويف الجديدة بشرق النيل، لرصد شكاوى السكان بسبب تأخر توصيل المرافق كاملة، وكذلك سوء حالة "مواسير" المياه التي لم يتم توصيلها حتى الآن، فضلًا عن عدم إعادة شركات المقاولات رصف الطرق بعد الانتهاء من الإصلاحات.
ناصر محروس، موظف، قال إن مشروع "ابني بيتك" حدث به العديد من المشاكل التي لم تنته حتى الآن، بدأت بالتأخير في تسليم قطع الأراضي وصولًا إلى الفشل الكبير حتى الآن في إنهاء أزمة توصيل المرافق للمشروع، وأصبحت المنطقة جسدًا بلا روح، مناشدًا محافظ بني سويف ووزير الإسكان بمتابعة المقاولين حتى تصبح المنطقة جاهزة تمامًا لاستقبال السكان وإعمارها فعليًا، والاستفادة من الملايين التي أنفقتها الدولة.
شكاوى للمسؤولين.. ولا حياة لمن تنادي
وأشار محمود بلال، محاسب، إلى أن المشروع تم طرحه عام 2008، ومنحت الدولة وقتها المشترين سنة و3 أشهر لتنفيذ البناء على الأراضي، مقابل الحصول على المرافق، وهو ما أجبر جميع المشترين إنهاء البناء أواخر 2010، ومن وقتها هناك أزمة في توصيل المرافق، لافتًا إلى أنهم نظموا عشرات الوقفات، وتقدموا بمئات الشكاوى، حتى يصل صوتهم للمسؤولين، لكن لا حياة لمن تنادي، على حد وصفه.
وذكر علي بكري، مهندس زراعي، أنهم تقدموا لجهاز مدينة بنى سويف الجديدة بالعديد من الشكاوى، ولم يجدوا أي رد إيجابي منهم، وتكبدوا مصاريف باهظة في إتمام عملية البناء في هذا المشروع، ولم يتم إتمام المرافق خاصة المياه والصرف، على حد قوله.
المنطقة تتحول إلى بيوت أشباح
وقال المحامي محمد سلامة، إن منطقة "ابني بيتك" تحولت إلى بيوت أشباح بعد أن هجرها السكان، فاقدين الأمل في توصيل المرافق والخدمات، بعد أن دفعوا كل ما لديهم لامتلاك منزل بالمشروع، مشيرًا إلى أنه كان أحد المخدوعين الذين باعوا شققهم التمليك واقترضوا من البنوك للتقديم في المشروع، عندما تم الإعلان عنه، ونفذ البناء والشروط كافة التي وضعتها الدولة آنذاك، على أمل أن يقطن فيه، منوهًا بأنه مرت حتى الآن 7 سنوات رغم اكتمال البناء، وظلت المنازل خاوية من الخدمات، بلا كهرباء ومياه وصرف صحي.
واشتكي رجب عبدالهادي، باحث قانوني، من عدم إرجاع الشيء لأصله من قبل الشركات المنفذة للمشروعات، كالصرف والكهرباء والمياه وعدم وجود المرافق والخدمات، كالمدارس والصحة والأسواق، ما سبب هجرة الأهالي من المكان وغلب على المكان طابع الصحراء المهجورة.
وعود وزير الإسكان "سراب" بعد سقوط المنطقة من ذاكرة الوزير
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، قد زار المنطقة منذ عام ونصف تقريبًا، وكلف رئيس جهاز المدينة بالمتابعة الدورية والميدانية واتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لسرعة نهو الأعمال وتوفير المرافق والالتزام بالبرنامج الزمني المحدد بـ6 أشهر، إلا أن المهلة المحددة انتهت دون أي تدخل من جهاز المدينة، ويبدو أنها سقطت من ذاكرة الوزير.