في يوم الفتيات.. 4 حكايات تسرد تفاصيل كفاح البنت المصرية لتلقب بـ"100 راجل"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



"بنت بميت راجل"..جملة اعتدنا سماعها على الفتيات كنوع من أنواع المجاملة، ولم يخطر ببالنا أن تتحول تلك المجاملة لحقيقة تُفعّلها بعض الفتيات، ليخرجوا بها من  عباءة العادات والتقاليد التي أجبرت البنت على الظهور بمظهر الضعيف المغلوب على أمره.


وتزامنًا مع "يوم الفتاة العالمي" الذي أعلنته الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم الموافق الحادي عشر من أكتوبر من كل عام، لدعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات، تستعرض "الفجر" نماذج لفتيات تحدّوا الواقع وتمكن من الحصول على كافة حقوقهن حتى وإن كانت تتعارض مع العادات والتقاليد.



"لقاء".. تتحدى تقاليد الصعيد وتعمل ميكانيكية

نبدأ اول نمودج لنا لفتاة تحدّت عادات مجتمعنا الذي بلور صورة الفتاة بأنها مخلوق ضعيف له مهن معينة فقط يسمح له بممارستها، نظراً لبنيان المرأة الضعيف، وهي "الأسطى" لقاء الخولي الميكانيكية.

لقاء مصطفى الخولي، أول وأصغر ميكانيكي أنثى في مصر والصعيد، عمرها عشرين عام، حاصلة على دبلوم تجارة، صنعت لنفسها عالم خاص بها رغم التحديات والعادات القبلية والموروثات البالية التي لا تعدو كونها محاولة لسلب حقوق الفتيات.

تقول لقاء، في حديثها لـ"الفجر": بدأت حكاية عشقي للميكانيكا في السابعة من عمري، حينما كنت أرافق أبي إلى ورشة الميكانيكية، وهو من حببني في الميكانيكا، فكنت أساعده في البداية، حتى أصبحت هي مهنتي، التي شجعني عليها والدي وعائلتي، واستطعت من خلالها تقديم نموذجا مشرفا للفتاة المصرية. 

وعن نظرة المجتمع لها تقول: نظرة المجتمع تغيرت تماما وأصبح الجميع يعاملوني بفخر، فكثير من البرامج تتصارع للقائي، وتم تكريمي أكثر من مرة كوني فتاة ميكانيكية تمكنت من العمل بتلك المهنة، كما أن المجتمع تقبلني وأصبحت مصدر فخر الكثيرين منهم.





"أسماء" تقتحم مهنة "النجارة" وتساعد زوجها

نموذجنا الثاني، كان مع " أسماء مجاهد " التي اقتحمت مهنة "النجارة" لتحطم قاعدة المهن الرجالية، ولتثبت أن السيدات قادرات على امتهان أي مهنة حتى وإن كانت خاصة بالرجال فقط، مهما بلغت صعوبتها.

أسماء، 29 عاماً بدأت العمل في هذه المهنة عن طريق مساعدة زوجها في ورشته لتوفير احتياجات حياتهم، ولكن شغفها للنجارة دفعها لتعلم المزيد في هذه المهنة.

وتروي أسماء قائلة: أهلي في البداية اعترضوا على عملي في هذه المهنة ولكنهم غيروا موقفهم بعد أن رأوا نجاحي، ومن الصعوبات التي واجهتني في مهنة النجارة، هي نظرة المجتمع لي، وسخرية الشارع مني كوني فتاة.






"صافي ونهلة ".. رحلة بحث شاقة تنتهي بـ"عربة فول"

ويأتي نموذجنا الثالث مع "صافي محمود" بكالوريوس إعلام، وصديقتها "نهلة دماطي" خريجة الهندسة، اللتان قررتا بعد خوض رحلة شاقة في البحث عن عمل أن يفتحوا مشروع خاص بهن وهو مشروع "عربة فول".


وتقول نهلة: "كوننا بنات لا يعيق أحلامنا.. عملنا على عربة الفول فالبنات حاليًا بتعمل كل شىء، والناس أصبحت أوعى من الأول وتقبلوا الفكرة ولم يستغربوا من وجود فتاتان خلف عربة الفول بل عبر البعض عن فرحتهم بجرأتنا وأننا اتخذنا الخطوة دون النظر لرؤية المجتمع طالما نسير على خطى مدروسة".


ولفتت إلى أن فكرة اختيار المكان ارتبطت بالتقاليد، حيث أنهم ابتعدوا عن الأماكن الشعبية تخوفا من عدم تقبلهم، وتابعت: "في بنات كتير جات وقالت لنا إنهم كانوا نفسهم يعملو زينا بس كانوا خايفين من نظرة المجتمع، وقالوا أنتم مثل لينا، وسبب إلهامنا وكسر الروتين والجلوس في البيت ندور على شغل في الجرائد".








"ميار" تحارب البطالة بـ"كنافة ودرة"

ونموذجنا الأخير كان لـ"ميار مدحت " صاحبة الخمسة والعشرين من عمرها، والحاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، والتي تخرجها من الجامعة لتواجه العديد من المشاكل في الحصول على عمل مثلها مثل الكثير من الشباب، وبعد رحلة شاقة في البحث عن العمل لم تجد سوى بعض الأماكن والتي لحقت بها لفترات قصيرة وعادت عاطلة مرة أخرى؛ ولكنها لم تستسلم حتى خطرت ببالها فكرة "عربة بيع الكنافة".



تتحدث ميار لـ"الفجر" قائلة: في البداية كنت عاجزة إلا أني رأيت مثال ناجح لبنت تبيع كبدة على عربة صغيرة في القاهرة فبدأت افكر بمشروعي الخاص؛ ولكن لم أفكر بشكل جدي إلى أن شاهدت فيلم "الفار والطباخ" والذي كان البداية لمشروعي واستوحيت منه الفكرة وكانت شرارة "عربة الكنافة".


وتابعت: " كان أول يوم الناس مستغربة وقوفي بعربية في الشارع والفضول كان سبب شرائهم مني بالبداية، كانو يتساءلوا دي بتعمل ايه وبدأت أشجعهم وأطلب منهم أن يتذوقوا.


وعن نظرة المجتمع لها وموافقة أهلها تقول "ميار": إنها لا تبالي لنظرة المجتمع طالما تسير بخطى واضحة ومدروسة، أما أهلها فوالدها متوفي، والدتها من دعمتها وذهبت معها لشراء العربة مفتخرة بها أمام الجميع، مشيرة إلى أنها كانت تعمل مدير مالي سابق بإحدى الجهات، ولها العديد من الصداقات وتفتخر بها أمامهم دائمًا.