فضل "الإقراض" في حديث نبوي شريف
ورد في السنة النبوية حديث عجيب في فضل الإقراض به الكثير من المغانم والمكارم؛ فعن بُريدة بن الحُصَيْب الأسلميِّ رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أنظَر معسرًا فله كل يومٍ مثله صدقةٌ، فقلت: يا رسول الله، سمعتك تقول: مَن أنظر مُعسرًا فله كل يومٍ مثليه صدقةٌ، قال له: كل يومٍ مثله صدقةً قبل أن يحل الدَّين، فإذا حل فأَنظَر فله كل يومٍ مثليه صدقةٌ»(صححه الألباني)، فالإقراض باب للغنى وسد لفقر من يجعل الإقراض نهجا في حياته لتفريج كرب الغير، ولقد وعد الله الكريم في كتابه العظيم بالخلف لمن أنفق في سبيله؛ قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39]، وفي الآية الكريمة يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "أي: مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب" (تفسير ابن كثير).
إن إقراض الغير من أبواب المعروف المشهود لها في الشرع المطهر، ولتفعيل الحصول على الأجر من هذه العبادة الكريمة يحرص المسلم على إقراض الغير، والبحث عن المحتاجين والتيسير عليهم، وتقديم القرض بالحسنى والود، وليعلم المسلم أن الملك لله تعالى، وأن حاجة المقرض لإقراض الغير أشد من الحاجة للمال، وأن الإنفاق من مال الله العظيم هو سبيل لشكر الله العزيزعلى نعمه العظيمة وآلائه الكريمة، ولنتدبر عاقبة إقراض الغير ليكون ذلك باعثا محفزا على جنى الحسنات، ومضاعفة الأجور، قال الله جل جلاله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 245].
نسأل الله الكريم أن يرزقنا من فضله الواسع، وأن يجعلنا من المحسنين الشاكرين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.