لأول مرة في مصر.. غرفة "صراخ" للمصابين بالضغط النفسي
هل شعرت يوماً أن هناك رغبةً داخلك للصراخ، لكنك عجزت عن ذلك لوجودك بين الأشخاص؟ إن كنت في مصر مقيماً أو زائراً ومررت بتلك الرغبة، فإنه أصبح ذلك متاحاً من خلال أول غرفة صراخ "scream room" في بلد الفراعنة على غرار ما يتواجد في عدد من دول الغرب.
كل ما عليك فعله، هو التوجه إلى مدينة 6 أكتوبر "محافظة الجيزة" والذهاب إلى مقهى الكتب "باب الدنيا"، هناك يحق لك تسجيل اسمك ضمن راغبي الدخول للغرفة وانتظار دورك دون دفع أي مقابل مالي.
عليك أن تترك هاتفك بالخارج، وتكون بداخل الغرفة لمدة 10 دقائق، وتصرخ كما تشاء ولن يسمعك احد، إذ إن الغرفة محاطة بعازل للصوت، وكذلك تم تجهيز آلة درامز إذا ما رغبت في استخدامها، ثم تخرج بعد أن فرغت شحنة الطاقة السلبية بداخلك.
صاحب "باب الدنيا" عبدالرحمن سعد تحدث لـ"هافينغتون بوست عربي"، قائلاً إن المشروع بدأ قبل 3 سنوات، وكانت الفكرة الأولى تكوين مؤسسة ثقافية شاملة يكون بها مكان مخصص للقراءة في ذات الوقت نقوم بعمل ورش لتعليم المزيكا وحفلات أندرجراوند.
وذكر سعد أن فكرة غرفة الصراخ جاءت باقتراح من صديق له، أشار عليه باستغلال إحدى غرف البروفات الموسيقية، وبالفعل تم تجهيز الغرفة وخلال أسبوعين أصبحت متاحة للزائرين.
وتابع سعد أن الهدف منها هو تفريغ الطاقة السلبية، والصراخ بحرية في أماكن لا يسمعهم أو يراهم فيها أحد، وبعيداً عن انتقاد الناس.
ويضيف: "الصراخ مهم جداً في مصر في ظل الحالة المزاجية السيئة لدى عموم الشعب، وفئة الشباب بشكل خاص"، فعدد كبير من المصريين شعروا بوجود أمل عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، لكن سرعان ما أصيبوا بالإحباط واليأس بسبب الأحداث الجارية في البلاد.
شروط الدخول للغرفة:
وحددت إدارة المكان عدة شروط لدخول الغرفة منها منع دخول الموبايلات، وفي حال رغب أحدهم في أخذ صورة تذكارية داخل المكان سيكون بإشراف المسؤولين عن الغرفة.
وألا تزيد مدة التواجد بالغرفة على 10 دقائق، وسيكون دخول الغرفة فردياً ولا يجوز أن يوجد أكثر من شخص واحد مهما كانت الأسباب والمبررات.
ويخطط سعد لإضافة مجسّم "فش الغل" في الغرفة، وهو عبارة عن مجسم محاط بالإسفنج على غرار أداة التدريب للاعبي البوكس، يمكن لمن داخل الغرفة أن يعلق أي صورة تغضبه عليها.
وطمأن عبدالرحمن الراغبين في الدخول إلى الغرفة باصطحاب أي صورة وتجربة الصراخ بحرية قائلاً: "لا توجد أي وسيلة للتصوير أو التنصّت بداخلها، وستكون متاحة للجميع رجل أو امرأة، شاب أو كهل، فالفكرة ليست متاحة لفئة دون فئات أخرى من المجتمع؛ لأن الكل يعاني من ضغوط في الحياة".
وعن مدى التأثير الطبي لتلك الطريقة في العلاج النفسي، يقول الدكتور عماد محجوب، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، إنها مفيدة للأشخاص الذين يتعرضون لضغوط شديدة أو الإهانة الشديدة وليس لديه قدرة للتعبير عنها.
وهنا يعتبر الصراخ بداية لتخفيف حدة تلك الضغوط، لكنها ليست الوسيلة الأنسب علمياً فهي تعتبر بمثابة "وصفة بلدي" لتخفيف مبدئي لحدة الضغوط.