العلاقات "المصرية السعودية" عند مفترق طرق.. 9 أزمات تفجر الخلافات بين البلدين
العلاقات السعودية المصرية بعد ثورة 30 يونيو مرت بأطوار عديدة، ووصلت لقمة التوافق أيام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، الذي لا أحد ينكر دوره في دعم مصر والوقوف بجانبها ماديًا ومعناويًا؛ لكن مؤخرًا بدأت الهوة تتسع والعلاقة تجف بين البلدين؛ نتيجة للخلافات في الرؤى المتعلقة بقضايا إقليمية وعربية.
وباتت تشهد العلاقات المصرية السعودية تراجعًا ملحوظًا نظرا لوجود عدة قضايا تفرض على البلدين اتخاذ مواقف مختلفة أو تفرض على كل بلد الوقوف في الاتجاه المضاد للآخر وخصوصا سوريا.
ترصد "الفجر" أهم ملفات التوتر، والقضايا الخلافية بين البلدين منذ ثورة 30 يونيو:
"أرامكو" السعودية توقف الامدادات البترولية
أكد مصدر مسؤول بالحكومة المصرية، اليوم الإثنين، أن الحكومة المصرية تلقت رسالة شفهية من شركة أرمكو السعودية للخدمات النفطية مطلع شهر أكتوبر تفيد بالتوقف عن إمداد البلاد بالمواد البترولية.
وأضاف المصدر خلال تصريحات صحفية، لأحد وكالات الأنباء العالمية "أن شركة أرمكو أبلغت مصر بعدم قدرتها على إمدادها بالشحنات البترولية."
وكانت مصر وقعت اتفاقاً مع السعودية خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر يسمح بتصدير نحو 700 ألف طناً شهرياً للمواد البترولية لمدة خمس سنوات بقيمة 23 مليار دولار.
تصويت مصر لصالح روسيا في مجلس الأمن
صوتت مصر لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا.
وأثار موقف مصر هذا في مجلس الأمن انتقادات سعودية وقطرية. فقد وصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بالمؤلم.
وقال المعلمي بعد التصويت: "كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري).. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".
معايرة السعودية بدعمها لقاهرة
كما فاقمت المطالب السعودية بمعرفة أوجه إنفاق القاهرة لحوالى 27مليار دولار، قدمتها دعمًا للاقتصاد المصرى من استياء الأخيرة التى اعتبرت الأمر تجاوزًا للسقوف التي تحكم علاقات البلدين ذلك بعد تقديم شخصيات مصرية معارضة مذكرة للجانب السعودي، تؤكد أن هذه المليارات لم توظف لخدمة الاقتصاد المصرى بل وظفتها النخبة الحاكمة لدعم مصالحها الشخصية وتمكنها من السيطرة على مفاصل البلاد.
الملف السوري
لاشك أن هناك تباين واضح في الرؤى بين مصر والسعودية بشأن سوريا خصوصًا حول ضرورة تغيير نظام الحكم أو القيادة السورية، وهو ما أكده سامح شكري خلال أحد تصريحاته بأن مصر تعارض تغيير الحكم، ولا تتبنى النهج السعودي في هذا الإطار.
صداقة مصر لروسيا
العداء بين روسيا والسعودية عداء تاريخي ممتد منذ عقود من الزمان، ويبدو أن التقارب المصري الروسي في عهد الرئيس السيسي لم يكن مزعجا للملك عبد الله إلا انه بات من الواضح أن هذا التقارب والغزل السياسي والإعلامي بين القاهرة وموسكو وبوتين والسيسي أصبح مستفزا لدوائر عليا في السعودية، وكانت تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل المهاجمة لروسيا بشدة في مؤتمر القمة العربية تعبيرا عن امتعاض وغضب شديد من سماح السيسي بتلاوة رسالة بوتين للقمة العربية.
تيران وصنافير
لم تخط القاهرة أية خطوات جادة فيما يتعلق بالتصديق على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الخاص بجزيرتي تيران وصنافير، لاسيما بعد التوتر الذي حدث في شوارع القاهرة، والمظاهرات التي خرجت لترفض التنازل عن هذه الجزر، وهو ما قابلته السعودية بوقف الحيث عن جسر الملك سلمان جاريًا.
مؤتمر غروزني
كما أججت علاقة البلدين، المشاركة المصرية المكثفة في مؤتمر غروزني الذي انعقد قبل شهر في العاصمة الشيشانية، تحت عنوان "من هم أهل السنة والجماعة"، حيث شاركت في هذا المؤتمر الذي اعتبر "الوهابية" خارج هذا التعريف، أربعة من أهم المرجعيات الإسلامية المصرية وهم، شيخ الازهر، الدكتور احمد الطيب، ومفتي مصر الشيخ شوقي علام، ومستشار الرئيس للشؤون الإسلامية أسامة الازهري، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة.
العلاقة المصرية الإيرانية
كما ساهم لقاء سامح شكري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، وبحث معه ملفات عديدة من بينها الملف السوري، في خلق حالة من الفتور بين الجانبين المصري والسعودي.
الملف الليبي
من بين المحطات الهامة التي توقفت عندها العلاقات المصرية الموقف المصري من ليبيا الذي يزعج الرياض خاصة أن الثانية لا تدعم "خلفة حفتر" وتعتبره ينفذ أجندة دولية.