المناظرة الثانية لطرفي النقيد الأمريكيين.. "وصلة ردح" بين "كلينتون وترامب".. من سحب البساط من تحت الآخر؟
شهدت المناظرة الثانية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية الجمهوري "دونالد ترامب" والديمقراطية "هيلاري كلينتون"، أجواء شرسة بين الطرفين، متبادلين الانتقادات والاتهامات اللاذعة بينهما، وهو ما وصفه أحد المختصين بالشئون الدولية بـ"وصلة الردح" التي لا تليق بمرشحي الرئاسة الأمريكية، مستنكرًا الانطباعات الشخصية التي غلبت على المناظرة، وتطرق الحديث لأمور بعيدة عن البرنامج الانتخابي الخاص بهم.
ودخل ترامب وكلينتون إلى قاعة المناظرة، التي جرت في جامعة واشنطن بسانت لويس بولاية ميزوري، دون أن يصافحا بعضهما، لكنهما تصافحا في ختام المناظرة.
إساءة "ترامب" للنساء
وتركز النقاش في أول جزء من المناظرة بشأن الفيديو المسرب لترامب والذي اتهم فيه بالإساءة للنساء، إذ قال ترامب أنه لا يسيء إلى النساء، مبينًا أنه "حديث يجري في غرف تغيير الملابس"، وأنه ليس فخورًا بما تم واعتذر للمواطنين عن ذلك.
بينما أكدت كلينتون أن تعليقات ترامب المسيئة حول المرأة تظهر أنه لا يليق أن يكون رئيسًا للولايات المتحدة أو قائدا للقوات المسلحة، خصوصا بعد الفيديو المسرب له، وحديثه السييء عن النساء.
مسح رسائل البريد الالكتروني
ليعلق ترامب مخاطبا كلينتون: "عليك انت أن تعتذري عن مسح 33 ألف رسالة من البريد الإلكتروني وغيرها"، متهمًا كلينتون بأنها تكذب، قائلا: "إذا فزت في الانتخابات سأطلب من وزير العدل أن يكون هناك وكيل نيابة خاص للنظر في موقفك، الذين كانوا يعملون في مكتب التحقيقات غاضبون جدا، هناك استدعاء، وبعد الاستدعاء، قمت بتبييض هذه الرسائل.
ودافعت "كلينتون" عن نفسها بالقول: "كلام ترامب خطأ، أتعامل مع المواد المصنفة سرية بجدية، وليس هناك أي دليل على أن رسائلي وقعت في الأيدي الخطأ".
الموقف من المسلمين
واختلف المرشحان بشأن قضايا الرعاية الصحية والموقف من المسلمين والهجرة، حيث هاجم ترامب في بداية المناظرة، النظام الصحي "أوباما كير"، قائلا إنه تسبب في عجز الموازنة، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي سيء جدا، مضيفًا: "سنضبط الحدود ولن ندع أشخاصا غير مرغوب فيهم في الدخول إلى أميركا".
من جانبها، قالت هيلاري: "أريد أن أكون رئيسة لكل الأميريكيين"، مضيفة: "سنعمل معا من أجل أميركا"، مؤكدة أن أمريكا لن تنهض سوى بوقوف جميع المواطنين يدا واحدة، واعدة بأنها ستكون رئيسة لكل الأمريكيين، مضيفة: "أتمنى أن أحصل على أصوات أغلبية المواطنين في الانتخابات التي تجرى في نوفمبر، وأنا متفائلة ولدي أهداف كبيرة، منها أن أصل إلى كل شاب وفتاة، وندمجهم في الحياة السياسية والمجتمعية.
العنصرية
واستمرت "كلينتون" في هجومها الحاد ضد منافسها ذاكرة حوادث مثل انتقاده لأسرة الجندي الأمريكي المُسلم الذي قتل في العراق "خرز خان"، وإهانته للنساء، وتشكيكه الذي وصفته بالعنصري في محل ميلاد الرئيس الحالي "باراك أوباما"، لافتة إلى أن المرشح الجمهوري لم يعتذر عن تلك السقطات التي تصعب مهمته كرئيس لأمريكا.
معاملة المسلمين
وقال "ترامب"، إن المسلمين القادمين إلى الولايات المتحدة يجب عليهم أن يتعاونوا ويبلغوا عن المشاكل الأمنية.
وردت كلينتون أن "هناك مسلمين في أميركا منذ عهد جورج بوش، رؤيتي أن هناك مكانا لأي شخص بغض النظر عن خلفيته"، مشيرة إلى أن ترامب يثير العنصرية بتصريحاته ضد الإسلام وأن ما يقوله عن الإسلام يمثل هدية لتنظيم داعش.
الشرق الأوسط
وبشأن الشرق الأوسط، قال ترامب إن الطريقة التي أخرجت فيها كلينتون والرئيس أوباما القوات الأميريكية من العراق دعمت ظهور تنظيم داعش، الذي ينتشر في 32 دولة.
وعن الأزمة السورية قالت كلينتون هناك مئات الآلاف من الناس مازالوا عالقين في حلب، و"هناك مجهود متعمد من القوات الروسية للقضاء على المعارضين الذين يناهضون الأسد".
وتأمل كلينتون في حال انتخبت رئيسة للبلاد أن تتمكن من "دفع داعش خارج العراق"، عبر " دراسة إمكانية تسليح الأكراد لأنهم من أفضل الحلفاء لدينا".
سياسة هيلاري دمرت دولا عربية
وانتقدها " ترامب"، قائلًا إن هيلارى كلينتون تواجدت كوزير خارجية فى سوريا، ولكنها وضعت رأسها في الرمال مثل النعام، مؤكدًا أن إيران تدعم الأسد بالأموال التي أفرج عنها أوباما.
وأضاف ترامب، أن إيران وروسيا والأسد تحالفوا بسبب ضعف سياسة أوباما الخارجية، مشيراً إلى أن برنامج النووي الأمريكي تراجع إلى وراء رغم تقدم برنامج روسيا النووي إلى الأمام، وكل ما قامت به هيلاري في الشأن خارجي أصبح كارثيا، وذلك يظهر بعد ما حدث في ليبيا والعراق وغيرها من الملفات التي عملت عليها.
انطباعات بعد المناظرة
في سياق ما سبق قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الدولية، إن المناظرة الثانية لمرشحي الرئاسة الأمريكية أشبه ما يمكن بـ"انطباعات شخصية"، وكان لابد عليهما أن يقدما برنامجهما الانتخابي، لكن ماحدث ما هو إلا "وصلة ردح" لا تليق بمرشحي رئاسة دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد "اللاوندي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن المناظرة الثانية أضافت إلى "ترامب"، بشكل كبير بعكس الأولى التي كانت تحسب لـ"كلينتون"، موضحًا أن ترامب كان يتسم بالشفافية والوضح هذه المرة، لافتًا إلى أن "كلينتون"، كانت ضعيفة في نقاط كثيرة أبرزها تهديدها لترامب بالسجن، مشددًا على أن المناظرتين لم يحسموا نسبة النجاح فلابد من مناظرة ثالثة للحسم.
فرصة "ترامب" بالفوز أكبر
وتابع اللاوندي، أن باب النجاح مفتوح حاليًا أمام ترامب وفرصته أكبر، رغم أن "كلينتون"، تمثل الدولة الرسمية في هذا السباق الرئاسي، وكانت مدافع قوي عن أوباما لأنها جزء من نظامه عندما كانت وزيرة الخارجية، وبالتالي كانت الفرص متاحة أكثر منها، ولكن عقب المناظرة الثانية اقتربت من منافسها "ترامب".
وأشار"اللاوندي، إلى أن نقاط ضعف كلاً منهم، قائلاً: " أخطأت كلينتون عندما اتجهت إلى أمور شخصية، واعترفت بأن البريد الالكتروني وقع في يدها بالخطأ واعتذرت عنه، بالإضافة إلى أنها امتداد لأوباما، أما "ترامب"، فكانت نقاط ضعفه هي "التحرش الجنسي" الذي أوضحه خلال المناظرة بأنه كان بقبول الشخصيات وليس تحرشًا كما اتهمته منافسته".