"شرم الشيخ".. بوابة "السيسي" لدعم مصر (تقرير)
المؤتمر الاقتصادي يهدي مصر 182 مليار دولار
ولقاءات لـ"السيسي" بمدينة السلام تدعم المسيرة الديمقراطية للدولة
مدينة السلام أو شرم الشيخ، منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر، ولم تصبح تلك المدينة مجرد مدينة سياحية تقدم دخلًا ماليًا للدولة، بل حولها السيسي إلى بوابة لدعم الدولة المصرية سواء اقتصاديًا أو سياسيًا.
وشهدت مدينة شرم الشيخ حدثين من شأنهم إعلاء قيمة مصر اقتصاديًا وسياسيًا، منذ أن تولي الرئيس السيسي الرئاسة، أولهما كان المؤتمر الاقتصادي وثانيهما هو الاحتفال بمرور 150 عاماً على بدء الحياة النيابية في مصر التي استغلها "السيسي" لدعم سياسات مصر.
مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي
ففي بداية فترة الرئاسية، وبالتحديد مارس 2015، أقام الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤتمرًا إقتصاديًا بمدينة شرم الشيخ تحت شعار " مصر المستقبل.. مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري"، في رؤية منه لضرورة وجود دعم اقتصادي لمصر خاصة في الفترة التي تلت ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وأعلن إبراهيم محلب، رئيس الوزراء آنذاك، أن الحصيلة النهائية للاستثمارات والقروض التي حصلت عليها مصر في مؤتمر دعم وتنمية الاستثمار المصري الذي عقد في شرم الشيخ بلغت 60 مليار دولار فضلا عن تعهدات بدعم خليجي قدره 12.5 مليار دولار، كما وقعت مصر عقود بقيمة 36.2 مليار دولار في المؤتمر وتم الاتفاق على مشروعات ممولة بقيمة 18.6 مليار دولار والسداد على سنوات طويلة بالإضافة إلى 5.2 مليار دولار من صناديق ومؤسسات دولية كقروض مع وزارة التعاون الدولي.
كما كشفت دراسات بحثية صادرة عن المجموعة المالية هيرميس إن مصر استطاعت أن تحقق مكاسب قيمتها 182 مليار دولار من خلال المؤتمي، إذ قامت الحكومة بدراسة أكثر من 120 مشروعاً فى إطار الاستعدادات للمؤتمر الاقتصادى، 52% منها فى قطاعات النقل والدعم اللوجيستى والإسكان والمرافق، وتم إعداد قائمة نهائية من 60 مشروعاً، وتوقيع مذكرات التفاهم، من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة باستثمارات 45 مليار دولار، إلى مشروعات استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعى بقيمة 21 مليار دولار، وكذلك مشروعات أخرى بقيمة 99 مليار دولار فى مجالات البنية الأساسية والتطوير العقارى.
وفيما يتعلق بالعقود المبرمة خلال المؤتمر، وقعت الحكومة اتفاقيات استثمارية بقيمة 33.2 مليار دولار، من بينها الاتفاق مع شركة سيمنز الدولية لإضافة قدرات جديدة تصل إلى 6.5 جيجاوات من الطاقة الكهربائية (مصادر تقليدية وطاقة متجددة) باستثمارات 11.6 مليار دولار، والاتفاق مع شركة بريتش بتروليوم على زيادة إنتاج الغاز الطبيعى بمعدل 20-25% باستثمارات 12 مليار دولار، علماً بأن نحو 19 مليار دولار من قيمة تلك العقود سيتم تمويلها بواسطة الشريك الأجنبى فى المشروعات الهندسية والإنشائية المتكاملة، وهى ميزة جوهرية فى هذا التوقيت الحساس الذي تحتاج فيه مصر لأكبر تدفقات استثمارية داخلة.
دعم سياسات الدولة
واليوم، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الاحتفالية التي ينظمها مجلس النواب بمدينة شرم الشيخ، بمناسبة مرور 150 عامًا على بدء الحياة البرلمانية فى مصر.
ولم يكتف "السيسي" بإلقاء كلمة إفتتاحية في الإحتفالية وحسب، بل حرص على عقد عدة لقاءات لدعم السياسات التي تمارسها مصر خلال الفترة الحالية؛ فالتقى بوفد من الكونجرس الأمريكى، لبحث المستجدات على الساحة الدولية.
كما استقبل "السيسي"سليم الجبوري" رئيس مجلس النواب العراقي، وأكد خلال اللقاء على سياسات مصر الداعمة لدولة العراق، وحرصها على مساندة كافة الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار بالعراق في مواجهة التحديات الراهنة، والتصدي لمحاولات بث الفرقة والانقسام بين مكونات الشعب العراقي.
والتقى الرئيس بمارتن تشونجونج، سكرتير عام الاتحاد البرلماني الدولي، ليؤكد على ريادة مصر في العمل البرلماني والتشريعي، مؤكدًا حرص مصر على إنجاح تجربتها الديمقراطية من خلال تكريس قيم المشاركة والتعايش السلمي، وترسيخ قيم المواطنة واحترام الآخر.
وأعرب عن تطلع مصر لقيام الاتحاد البرلماني الدولي بلعب دور أكثر فاعلية تجاه قضايا اللاجئين والهجرة غير المشروعة، والتي تفاقمت بعد تزايد حدة النزاعات والأزمات في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا على ضرورة قيام الاتحاد البرلماني الدولي بتناول تلك القضايا في كافة المحافل الدولية، بما يعزز من فرص إيجاد آليات تساعد في حل قضيتي اللاجئين والهجرة غير المشروعة.
وأكد على ضرورة مساهمة الاتحاد البرلماني الدولي في تعزيز قيم التعايش المشترك عن طريق التعريف بحضارات الشعوب المختلفة وعاداتها، والتعمق في فهم صحيح الدين، حتى لا يتم استخدامه كمظلة لتبرير ممارسات العنف والتطرف وتحقيق أهداف سياسية، وبما يساهم في نبذ أفكار التطرف والإرهاب.