بعد تقدير تكلفتها بـ 33 مليون جنيه.. خلاف حول احتفالية "150 سنة برلمان"
انقسم نواب البرلمان حول إقامة احتفالية مرور 150 عام على الحياة النيابية، بمدينة شرم الشيخ، فمنهم من رآها دعاية سياحية هامة بهذا التوقيت وآخرون رفضوا إقامتها لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، رافضين أن يشاركوا في الاحتفال على نفقة الرعاة أو مجلس النواب، معلنين سفرهم على نفقاتهم الخاصة.
شرم الشيخ تتزين
هذا وقد بدأت مدينة "شرم الشيخ" في التزيين والاستعداد لاستقبال الاحتفالية، كما شهدت المدينة استعدادت أمنية مكثفة لتأمين الاحتفالية التي سيحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي وشخصيات سياسية وبرلمانية من 38 دولة، إضافة إلى نواب البرلمان المصري والشخصيات العامة والوزراء.
33 مليون جنيه تكلفة الاحتفالية
وتردد مؤخرًا أن تكلفة الاحتفالية تبلغ 33 مليون جنيه، يتكفلها البرلمان وبعض الرعاة الرسميين للاحتفالية، على رأسهم وزارتي الثقافة والشباب والرياضة، بالإضافة إلى شركة مصر للطيران، ووزارة السياحة، بحيث يكون متوسط تكلفة إقامة الفرد الواحد من الضيوف 5 آلاف جنيه.
دعوات لتحمل النواب نفقات الاحتفال
ونظراً للحالة الاقتصادية التي تمر بها الدولة، نادى عدد من النواب بضرورة تحمل النواب مصاريف سفرهم وإقامتهم، حيث طالب النائب مصطفى بكري بتحمل النواب مصاريف انتقالهم.
و تقدم 50 نائبًا من تكتل «25 -30» بخطاب رسمي يطالب الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، بتحمل كل نائب مصاريف السفر والإقامة على نفقته الخاصة، في محاولة لتخفيف الأعباء على اقتصاد الدولة المنهك، وأن يتم عرض الطلب للتصويت عليه في الجلسة العامة .
خالد يوسف: نواب «25 – 30» يحتفلون على نفقاتهم
ومن جانبه أكد النائب، خالد يوسف، عضو تكتل «25-30»، أن رئيس البرلمان سمح لكل من سجل اسمه في خطاب المطالبة بتحمل نفقات سفره للاحتفال، بأن يقوم بتحمل نفقاته الشخصية، قائلاً: «سافرنا أنا وكافة أعضاء التكتل وبعض الأعضاء الآخرين على نفقتنا الشخصية، ولم نحمل الدولة عبء أكبر على أزمتها الاقتصادية الطاحنة».
وأضاف يوسف، في تصريحه لـ«الفجر» تكلفة الاحتفال باهظة جداً وستتحمل الكثير من نفقات خاصة بوفود صحفيين خارج وداخل البلاد، ونفقات رؤساء البرلمانات، ووزراء حكومة شريف إسماعيل، موضحاً أن تكلفة الاحتفال قد تصل إلى 33 مليون جنيه، في وقت تمر فيه الدولة بظروف اقتصادية سيئة.
هيثم الحريري: تحمل الرعاة لنفقاتنا «إهانة للبرلمان»
وفي سياق متصل أكد النائب هيثم الحريري، أن عدد من النواب سافروا على نفقتهم الشخصية، حيث قام البرلمان بدفع تكاليف انتقالاتهم، على أن تخصم من رواتبهم الشخصية.
وأشار الحريري في تصريحه لـ«الفجر» إلى أن الاحتفالية ضرورية على المستوى السياسي كون مضى 150 عاماً على الحياة النيابية في مصر، واقتصادياً كونها ستكون أحد مصادر دعم الاقتصاد، وعالمياً لمشاركة أكثر من دولة في الإحتفال.
وتابع قائلاً: «طالبنا السفر على نفقاتنا الشخصية للتضامن مع الوطن والمواطن، فالدولة تمر بأزمة اقتصادية، والمواطن يعيش في أعباء تلك الأزمة، لذا قررنا الوقوف بجانبهم»، مؤكداً أن السماح لجهات غير الدولة بتمويل إحتفالية البرلمان إهانة لتاريخ البرلمان، وإهانة للنواب أنفسهم، قائلاً: «محدش يموّل احتفالاتنا غيرنا.. يا إما احنا نمول نفسنا يا إما الدولة غير كده إهانة كبيرة».
باسم كامل: تكاليف باهظة تهز ثقة المواطنين في المسؤولين
ومن جانبه قال باسم كامل، القيادي بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن الاحتفال على مرور 150 عام على البرلمان من المنظور السياسي خطوة جيدة، ولكن من المنظور الاقتصادي خطوة سيئة بها معالجة ومبالغة في الاحتفال، وتلك المبالغة ستقوم بإحراج الرئيس أمام الشعب، وستهز ثقته لديهم.
وتابع قائلاً في تصريحه لـ«الفجر»: في الوقت الذي تقوم فيه الدولة بـ«لم الفكة» وتطالب المواطنين بالتبرعات لصالح إنقاذ اقتصاد مصر المنهك، الحكومة والبرلمان تقوم بعقد احتفالية كبيرة ستؤثر بالفعل على الاقتصاد، فكيف يطالب الرئيس شعبه بترشيد الاستهلاك، في وقت حكومته وبرلمانه يقومون بالمغالاة في احتفالاتهم، الدولة لازم تكون القدوة عشان الناس تستجيب».
وطالب كامل، أن تتحرى الدولة في تصرفاتها وأن تتبع سياسة التقشف كما تطالب المواطنين بها، لافتاً إلى أن الاحتفال كان يجب أن ينعقد في بالقاهرة بدلاً من إنعقاده بشرم الشيخ.
ناجي الشهابي: صورة سلبية عن سيطرة رأس المال
وانتقد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، ما وصفه بالبذخ الشديد للمجلس فى تنظيمه احتفال «150 عام برلمان»، متسائلاً عن التكلفة المالية فى ظل الأزمة المالية التى تمر بها البلاد.
وتابع متسائلاً في بياناً له اليوم: «ما الرسالة التى يريد البرلمان إرسالها للشعب بهذا الإنفاق المالى الكبير وحضور وفود 84 دولة يتحمل المجلس تكلفة ضيافتها فى وقت نطالب المواطنين بالتحمل والتقشف».
ورفض الشهابى، استعانة المجلس برعاة للاحتفالية للإنفاق عليها وأكد أنه لا يليق بالبرلمان المصرى صاحب سلطة الرقابة والتشريع، أن يستعين بأحد لينفق على احتفالاته، موضحاً أنه بذلك سيعطي رسالة سلبية عن دور رأس المال الحاكم والمسيطر، موضحاً أن ممارسات البرلمان وغيره من مؤسسات الدولة تعطى رسالة سلبية للمواطن فى وقت تزداد التحديات على البلاد .