فايننشال تايمز: المراهقون في مصر يعرضون حياتهم للخطر من أجل الهجرة

أحد هؤلاء الأطفال سعد القمري 17 عاما، والذي تسلل من منزله في منتصف الليل للوصول إلى المهربين الذين وعدوه بنقله عبر البحر الأبيض المتوسط، ليصعد على قارب صيد صغير معبأ بحوالي 500 شخص، وقال إنه يحلم بحياة جديدة يرسل فيها الأموال لوالده المريض وأربعة من إخواته. 

حلم سعد لم يكتمل حين بدأ القارب يهتز بسبب زيادة الحمل، وانقلب القارب ليواجه من داخله أهوال الغرق في المياه قبالة السواحل المصرية، ويغرق 203 أشخاص من بينهم 10 على الأقل من أصدقاء سعد، الذين لا يزال الكثير منهم في عداد المفقودين. 

سبح سعد لمدة سبع ساعات قبل أن يتم إنقاذه من قبل الصيادبن المحليين، وعلى الرغم من معاناته في التجربة القاسية التي عاشها، لكنه يصر على أنه يريد المحاولة مرة أخرى قبل أن يتم عامه ال18. 

وقال سعد: "إما أن أموت في البحر أو أصل إيطاليا، لا يوجد عمل هنا في مصر وإذا لم أسافر لن أقدر على العيش لذلك يجب أن أسافر بطريقة قانونية أو غير قانونية". 

سعد هو واحد من العديد من المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما على استعداد للمخاطرة بحياتهم بحثا عن حياة أفضل فى أوروبا، ويستغلهم المهربين ليدفعوا مايقارب 5 آلاف دولار للرحلة على قارب صغير محفوف بالمخاطر. 

الصحيفة ذكرت أن ليبيا التي انحدرت إلى الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي كانت نقطة الانطلاق الرئيسية، ولكن بعد تهديد الميليشيات والمتطرفين الإرهابيين، أصبحت أعداد متزايدة تستخدم مصر من العديد من البلدان مثل السودان أريتريا وأثيوبيا والصومال.