قائد قوات الدفاع الجوي بحرب أكتوبر: قضيت أيام المعركة "تحت الأرض" وأسقطت 52 طائرة
سطر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ، بعد أن تسببت تعليماته أثناء معركة أكتوبر 1973 في اسقاط 52 طائرة للعدو الإسرائيلي، إنه البطل اللواء «علي أحمد حسين» قائد أحد لواءات الدفاع الجوي، الذي تحدث لـ"الفجر" بكل فخر عن ذكراياته حول بطولته في حرب أكتوبر.
مفاجأة موعد العبور
روى اللواء أركان حرب علي أحمد حسين، قائد أحد لواءات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر لـ«الفجر» عن ذكرياته عن العبور، قائلًا: « لم نكن نعرف موعد العبور إلا قبل الهجوم بساعات قليلة لكننا شعرنا يومين أن موعدنا للثأر من إسرائيل قد بدأ من خلال بعض التحركات التى تمت بتحريك بعض الوحدات وتقريبها من القناة، وتلك التحركات فاجأت العدو الذي دخل في مناطق تدميره دون أن يعلم».
قصة تدمير 16طائرة إسرائيلية
وأضاف: «كنت قائد لواء صواريخ موجه أرض جو فى الجبهة ضمن منظومة حائط الصواريخ ومهمتي كانت توفير الوقاية لفرقة مشاة ولواء مدرع على المحور الشمالي، وتمكن هذا اللواء تحت قيادتي من تدمير «16» طائرة إسرائيلية في اليوم الأول من بدء القتال، الأمر الذى جعل قائد القوات الجوية الإسرائيلية يصدر أوامره بعدم اقتراب طائراته من شرق القناة بمسافة 15كم، ما أتاح الفرصة لقواتنا البرية أن تعمل على إنشاء الكبارى ورؤس الكباري فى شرق القناة دون أن تحدث فيها خسائر».
مكان سري لاصدار التعليمات
واستكمل قائلاً: « منذ بداية القتال وحتى الـ23 من أكتوبر، استطاع اللواء الذي كنت أقوده بتدمير 52 طائرة، وكنت أقوم طوال أيام الحرب بالمكوث داخل مركز قيادة محصن وسط التشكيل ويكون عرضه 50 متر في طول 50، ويكون تحت الأرض مغطى ومخفي، أقوم بإصدار تعليماتي بالإشتباك».
عناية الله التي أنقذت القوات المصرية أثناء الحرب
وعن أصعب مواقف أثناء العبور، يقول اللواء: «أصعب موقف مررت به خلال الحرب، كان يوم 10 أكتوبر، أثناء عبور قواتي في الساعة الثانية عشرة ليلاً، حيث تم تدمير الكوبري الذي سيساعدنا في العبور، فنقلت المعدات الثقيلة على معديات وكانت مخاطرة كبيرة لأن المعدية تنزل بميل وهذا تحمّل على المعدية عكس الكوبري الذى نمر عليه وهى مستوية، ولكن العبور على المعدية يجعل جزءاً من المعدات يكون ساقطاً فى المياه وآخر فوق المياه وبهذه الطريقة تم غرز جرار وقاذف الصواريخ وزنه «28» طناً، فأغلق الفتحة التى فى الشرق فأصبح جزءاً من قواتى فى الشرق الذى عبر أولاً وجزءاً فى المياه وجزءاً فى الغرب».
وتابع: « وكان موقفًا عصيباً جداً وفجأة وجدت دبابة قادمة من الشرق اعتقدت أنها من دبابات العدو ولكن كأن الله أرسلها لنا فقد كانت تتبع تشكيل العقيد تحسين شنن وكانت دبابة نجدة فقلت للسائق حاول فتح الثغرة ففتح جنزيرين وجذب القاذف والجرار الخاص به ففتح لى الثغرة التى سدت فى الشرق وحجزت الدبابة معى حتى تم عبور باقى قوات اللواء وعندما عبرت وجدت أن القوات التى سبقتنا للشرق تعرضت للضرب فنقلتها إلى موقع تبادلي فى القنطرة وهذه من القرارات الفورية التي اتخذتها على مسئوليتى لأن قرار العبور ونقل الموقع التبادلى كان على مسئوليتي».