في ذكرى اغتياله.. "السادات" زعيم حفر قبره بيده وتنبأ نهايته على يد "الجماعة"

تقارير وحوارات

السادات بالمنصة -
السادات بالمنصة - أرشيفية



استعد بفرحة كبيرة لحضور الحفل العسكري لانتصار السادس من أكتوبر 1973، لم يكن يتوقع أن تتحول هذه الفرحة إلى صراخ وعويل وأن تذهب روحه إلى السماء، إنه الرئيس محمد أنور السادات الذي اغتيل في مثل هذا اليوم الموافق 6 أكتوبر من عام 1981، وهو نفس اليوم  الذي انتصرت فيه مصر على العدو الإسرائيل قبلها بثمان سنوات.


اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات أو حادث المنصة أو عملية الجهاد الكبرى، كانت خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر، وهو ما نوضحه في السطور التالية.


مكالمة جمال السادات
استيقظ السادات على صوت هاتف من نجله جمال من الولايات المتحدة الأمريكية لكى يهنئه بذكرى انتصار أكتوبر، بعدها أجرى السادات العديد من الاتصالات مع نائبه وقتها حسني مبارك وفؤاد محي الدين رئيس الوزراء واللواء عبد العزيز نصار مدير المخابرات العامة وغيرها من الاتصالات.


البدلة والقميص الواقي
ارتدى السادات بدلته الهتلرية، التي صنعت في لندن، وكان مغرماً بها، ألحت عليه زوجته جيهان السادات لكى يرتدي القميص الواقي- والذي يستخدمه الرؤساء لحمايتهم من الطلقات النارية- ولكنه رفض.


"السادات" يصل أرض العرض
وتوجه السادات إلى أرض العرض وجلس على مقعده بالمنصة، وكان يجلس على يمينه حسني مبارك وعلى يساره المشير أبو غزالة.
 

الاستهداف
 كان الحاضرون يستمتعون بمشاهدة العرض، خصوصاً طائرات "الفانتوم" وهي تمارس ألعاباً بهلوانية في السماء، ثم انطلق صوت المذيع الداخلي "الآن تجيئ المدفعية".

وتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وحوله عدد من راكبي الدراجات النارية، وفجأة توقفت إحدى الدّراجات بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ، ونزل قائدها وراح يدفعها أمامه، لكن سرعان ما انزلقت قدَمه، ووقع على الأرض، والدّراجة فوقه فتدخّل جندي كان واقفاً إلى جوار المنصة، وأسعفه بقليل من الماء.


كل هذا حدث أمام الرئيس والجمع المحيط به، وأسهمت تشكيلات الفانتوم وألعابها في صرف نظر الحاضرين واهتمامهم، لذا عندما توقفت سيارة خالد الإسلامبولي، فيما بعد ظُنَّ أنها تعطّلت، كما تعطّلت الدّراجة النارية.


ففي تمام الثانية عشرة وعشرين دقيقة، كانت سيارة الإسلامبولي، وهي تجرّ المدفع الكوري الصنع عيار 130مم، وقد أصبحت أمام المنصة تماماً، وفي لحظات وقف القناص (حسين عباس)، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، بينما صرخ خالد الإسلامبولي بالسائق يأمره بالتوقف، ونزل مسرعاً من السيارة، وألقى قنبلة ثم عاد وأخذ رشاش السائق وطار مسرعاً إلى المنصة.


كان السادات قد نهض واقفاً بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم. وتحت ستار الدخان، وجّه الإسلامبولي دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات، في الوقت الذي ألقى فيه كل من عطا طايل بقنبلة ثانية، لم تصل إلى المنصة، ولم تنفجر، وعبدالحميد بقنبلة ثالثة نسي أن ينزع فتيلها فوصلت إلى الصف الأول ولم تنفجر هي الآخرى. بعدها قفز الثلاثة وهم يصوّبون نيرانهم نحو الرئيس. وكانوا يلتصقون بالمنصة يمطرونه بالرصاص. 


سقط السادات على وجهه مضرجاً في دمائه، بينما كان سكرتيره الخاص فوزي عبد الحافظ يحاول حمايته برفع كرسي ليقيه وابل الرصاص، فيما كان أقرب ضباط الحرس الجمهوري، عميد يدعى (أحمد سرحان)، يصرخ بهستيريا "إنزل على الأرض يا سيادة الرئيس"، لكن صياحه جاء بعد فوات الأوان. 


صعد عبدالحميد سلم المنصة من اليسار، وتوجّه إلى حيث ارتمى السادات، ورَكَله بقدَمه، ثم طعنه بالسونكي، وأطلق عليه دفعة جديدة من الطلقات، فيما ارتفع صوت الإسلامبولي يؤكد أنهم لا يقصدون أحداً إلا السادات. بعدها انطلقوا يركضون عشوائياً، تطاردهم عناصر الأمن المختلفة، وهي تطلق النيران.
 

 قتلى الحادث
لم يكن اغتيال السادات الضحية الوحدية في الحادث ولكن سبقه 7 أشخاص وهم اللواء أركان حرب حسن علام، خلفان ناصر محمد (من الوفد العماني)،المهندس سمير حلمي إبراهيم، الأنبا صموئيل. محمد يوسف رشوان (المصور الخاص بالرئيس)، سعيد عبد الرؤوف بكر، شانج لوي (صيني الجنسية(.


 
جيهان السادات:  زوجي كان يريد أن يخرج الإخوان للنور
وكشفت زوجة الرئيس المصري الراحل أنور السادات مؤخراً أن زوجها عندما استلم الحكم كان يريد للإخوان المسلمين أن يعملوا فوق الأرض لا تحتها، ويمارسوا كل نشاطهم ( يشتغلوا في النور).

 
وقالت السادات في لقاء مع الإعلامي "أحمد موسى" في برنامجه "على مسؤوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد" إنها كانت دائمة الخوف على زوجها وخاصة في السنوات الأخيرة التي سبقت اغتياله أي بعد معاهدة السلام، وكان يطلب منها دائماً أن لا تخاف قائلاً لها :"عمري محدش هياخد منه ثانية ولا هيضفله ثانية، ثانياً اللى هيقتلني صاحب عقيدة  مش أي أحد".

وتصريح حرم الرئيس السادات يثبت أنه كان يعلم أن الضربة سوف تأتي له من إحدى الجماعات الإسلامية.

واتهم في قتل السادات كلًا من خالد الاسلامبولي وعبود الزمر والرقيب حسين عباس محمد والملازم أول عبد الحميد عبد السلام والملازم أول المهندس احتياط عطا طايل حميده .