جندي من حرب أكتوبر يروي لحظات النصر: استولينا على الحصن الصهيوني بكلمة الله أكبر

أخبار مصر

بوابة الفجر


سيرة الأبطال لا تنسى مهما مرت السنين، ولكي تكون هذه السيرة درساً للأجيال المتعاقبة كان لابد أن نجوب أرض "الكنانة" شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً لنجمع الروايات والمشاهدات عن حرب أكتوبر المجيدة والتي بدأ أبطالها في التلاشي.

ومن أحد نجوع الصعيد ومن نجع الكتايته مركز قوص محافظة قنا بحثاً عن أبطال أكتوبر كان لنا لقاء مع أحد أبطال الملحمة المصرية أكتوبر73 البطل الجندي محمد حسب الله حسن ليروي لنا تفاصيل بطولات أبائنا وأجدادنا في دحر العدو الإسرائيلي.

يقول محمد حسب الله: "التحقت بالقوات المسلحة في 6إبريل 1969 في سلاح المشاة اللواء الثاني الفرقة 19 الجيش الثالث وكنا على حدود الجبهة مع العدو ولا يفصل بيننا سوى مياه قناة السويس، وفي أحد الأيام أرادت إسرائيل احتلال بور توفيق وقامت بقطع طريق السويس بور توفيق وقمنا بالتعرض للعدو وأعطيناه درساً قاسياً وولى العد هارباً وفي نفس اللحظة تم إصلاح الطريق والمحافظة علي ميناء بور توفيق".

وأضاف: "منذ تاريخ تجنيدي كنا في حرب استنزاف مع العدو، وقد ألحقنا له خسائر جسيمة ولا يمكن الفصل بين حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، فهي استكمال لحرب الاستنزاف، وكان هذا كله حماية الميناء من العدو حيث كان لا يفصل بيننا سوى مياه قناة السويس، وكان لميناء بور توفيق أهمية عظيمة للجيش المصري لذلك كنا مكلفين بحمايته، وفي أثناء حرب الاستنزاف كان الرئيس السادات دائم التواصل مع القادة والجنود علي الجبهة وكان يعاملنا كأبناء له، وكان يفطر معنا ونحن نفترش الطعام علي الأرض كمثل أي جندي أثناء حرب الاستنزاف".

وتابع: "بعد صدرت لنا الأوامر للعبور قمنا بالتحرك قمنا بالتحرك في يوم 7 أكتوبر  1973 حوالي الساعة السابعة صباحاً إلى منطقة "عجرود" بمحافظة السويس، وعبرت في وقت الظهير خط بارليف، وفي ذلك الوقت كنت رامياً سلك على دبابة برمائية أي أني أقوم بتلقي الأوامر لأوجه المدفع تجاه الهدف وأقوم بإطلاق القذائف على العدو، وبعد أن عبرنا قناة السويس وأثناء عبورنا واجهنا العدو الإسرائيلي وقمنا في هذا اليوم بتحطيم نحو 70 دبابة إسرائيلية في هذه الواقعة، وقد واصلنا المسير إلي أن وصلنا إلي أحد جبال سيناء "المر" سابقاً في الفاتح "حاليا"  الذي يبعد عن قناة السويس بـ12 كيلو متر تقريبا، وقد تم تغيير أسم الجبل "للفاتح" نسبة لقائد اللواء الثاني مشاة  اللواء "الفاتح كُريم".

واستطرد: "قبل غروب شمس التاسع من أكتوبر، أصدر اللواء الفاتح أوامره إلينا بالحفاظ علي الأرض ولو كلفنا الحفاظ عليها حياتنا وفي هذه الأثناء وجه العدو علينا ضربات متتالية ذلك في وقت الغروب، إلى أن توجه إلينا اللواء الفاتح بكلمات هزت مشاعرنا ووجداننا ونزلنا من علي الجبل ونحن نردد "الله اكبر" بصوت صداه اهتز به الجبل واقتحمنا أحد معسكرات العدو الإسرائيلي دون أن نطلق طلقة واحدة، وعندما رآنا العدو قادمين نحوه وبكل ما أوتي لنا من قوة إلا أن كلمة "الله أكبر" دبت في قلوبهم الرعب وولوا هاربين تاركين المعسكر بكاملة من معدات وأسلحة مدفعية حديثة وأسلحة خفيفة وأطعمة، حتى أني أخذ "ملعقة" من المعسكر الإسرائيلي لا تزال معي حتى الآن، وبعد فترة أصبحت الأسلحة والمعدات التي أُسرت من هذا المكان مزاراً للمدنيين".

وواصل: "في يوم 9 أكتوبر وبعد الاستيلاء على معسكر العدو دارت مواجهات مع العدو حتى أني أُصبت في يوم 14 أكتوبر بشظايا طلقات خرطوش بجدار البطن وعلى أثرها نُقلت إلي المستشفي الميداني ومنها إلي مستشفي السويس الأميري".

واختتم: "كنا في المستشفى نستعجل ونخرج قبل التعافي والشفاء حتى نعود إلى ميدان المعركة. فمن قبل كنا نسابق الليل والنهار في التدريب والاستعداد لمعركة العبور والثأر يوم 6 أكتوبر هو يوم النصر يوم الكرامة يوم سطر تاريخه بدم جنود مصر البواسل".