خبراء: هذا هو السر الخفي وراء توفير البنك المركزي 3 مليارات من النقد الأجنبي
لا يزال ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنية يسبب أزمات كبرى تنعكس سلبياتها على جميع مظاهر الحياة، وتشكل أهم التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة المصرية، وفي ظل ارتفاع الدولار الذي ينتج عن تناقص العملة الأجنبية، أعلن البنك المركزي عن ارتفاع أرصدة الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى 3 مليارات خلال الشهر الماضى وهو ما آثار العديد من التساؤلات عن هذه المفارقة الغريبة.
وكشف البنك المركزي إن احتياطى مصر من النقد الأجنبى ارتفع إلى 19.592 مليار دولار فى نهاية سبتمبر من 16.564 مليار دولار فى نهاية أغسطس، بزيادة نحو 3 مليارات دولار.
حالة من الإستغراب
وفي سياق متصل قال الدكتور نادر نور الدين إن إعلان الحكومة زيادة ٣ مليار دولار في شهر واحد يبعث على حالة من الاستغراب الشديد، حيث يتزامن هذا الأمر مع الحالة التي يستقر عليها الجنيه وهي حالة الانهيار الشديد، موضحاً أن الإعلان عن زيادة 3 مليار جنيه كان لابد أن يصاحبه عملية ارتفاع للجنيه وضبط العملة المحلية، قائلا أن سبب تدهور العملة المحلية المصرية، هو عدم وجود العملات الصعبة وهو ما يقابل الجنيه من الدولار الأمريكي.
وكشف نور الدين، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه يستبعد أن تكون الـ3 مليار دولار ودائع متبقية من دول الخليج كالسعودية والأمارات، فضلا عن صندوق النقد الدولي أيضا،وكذلك حالة السياحة أيضا المتراجعة، موضحا أنه لا تزال الوفود المصرية تتفاوض مع الصندوق بخصوص الأموال ولم يأت منها أي شئ إلى الآن.
وأوضح أستاذ الموارد المائية، أن الهدف من إعلان وجود الـ 3 مليار دولار هو أن يطمئن الناس من ناحية أنه لا يوجد أزمة، إضافة إلى العمل على استهداف قلة الطلب على الدولار، من ثم يهدأ الطلب على الدولار.
لابدّ من الوصول لـ 25 مليار دولار لاستقرار الجنيه
ومن جانبه أكد الدكتور شريف دلاور، الخبير الاقتصادي، أن الـ 3 مليارات دولار الذي أعلن عنهم البنك المركزي يرجع إلى وصول ما يقرب من مليار دولار من قبل البنك الدولي من قرض البنك الدولي لمصر، و2 مليار دولار عبارة عن اتفاقيات أخرى.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الإنعكاس الإيجابي على الجنيه لن يكون في التو واللحظة من وصول هذه الأموال بل لابدّ أن تكون هناك زيادة في احتياط البنك المركزي بحوالي 25 مليار دولار، بحيث ينعكس إيجابا على استقرار الجنيه المصري، ويمنع أي مشكلات في أسعار الصرف.
وبيّن دلاور، أن هذه الزيادة التي أعلن عنها البنك المركزي تسهل تماما من الحصول على القرض الذي تم الاتفاق بصدده مع صندوق النقد الدولي.
خطوات مهمة في سبيل ارتفاع الاحتياطي
وافقه أيضا ، الدكتور مختار الشريف، الخبير المصرفي، أن الـ 3 مليارات دولار الذي أعلن عنهم البنك المركزي منهم مليار جاء من قبل البنك الدولي، وأثنين مليار جاءوا عن طريق اتفاقيات أخرى.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الاستحواذ على هذه المبالغ الدولارية، تعد من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها حاليا لإنقاذ الجنيه من الانهيار بحيث يتم رفع الاحتياطي النقدي، فتنضبط الأمور، وهذا ما سيحدث مستقبلا، بعد استلام الـ 12 مليار من صندوق النقد الدولي.