"الجارديان" تتسائل: من الذي قتل ريجيني؟
نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقريرا مطولا عن من قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني والذي عثر على جثته في طريق مصر إسكندرية الصحراوي عليها أثار تعذيب وكدمات فبراير الماضي.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من إعلان السلطات المصرية تعاونها الكامل مع المحققين الإيطاليين إلا أنهم ضيقوا الخناق عليهم ولم يتركوهم لاستجواب الشهود سوى لبضعة دقائق فقط، وهو عكس ما أعلنوه مسبقا، كما أنهم لم يوفروا لقطات الفيديو من محطة المترو وهو أخر مكان شوهد فيه ريجيني، ولم تسمح للمحققين الإيطاليين الإطلاع على تسجيلات الهواتف المحمولة لمحيط منزل ريجيني في الدقي يوم 25 يناير وهو يوم اختفائه.
وذكرت الصحيفة أن أحد أكبر المحققين المصريين المسؤول عن حالة ريجيني، خال شلبي، قال للصحافة إنه لا توجد دلائل أن الحادث مدبرا، ووزعمت الصحيفة أن شلبي أدين باختطاف وتعذيب الكثيرين خلال 10 سنوات.
وكتبت الصحيفة أن المصريون يأملون أن العالم الخارجي، مع عدم وجود دلائل كافية، سيقبل أي تفسير تقدمه السلطات لموت ريجيني، ولكن الأمر أصبح أكثر صعوبة في العصر التكنولوجي الحديث، فمن الصعب الآن الفرار بأي جريمة قتل.
وبعد 10 أيام من العثور على جثة ريجيني، سافر المدعي العام الإيطالي واثنين من الظباط إلى مسقط رأس ريجيني في إيطاليا لحضور جنازته لاستجواب الشهود.
وكانت والدة ريجيني، طلبت من الحضور عدم التصوير أو إحضار كاميرات أو رفع ي لافتة خلال الجنازة لجعل المراسم بسيطة، ولكن الجنازة احتلت البلدة بعد أن حضرها 5 ألاف شخص من جميع أنحاء العالم لتوديع الطالب الإيطالي.
وحضر الجنازة أصدقاء ريجيني من الولايات المتحدة حيث درس خلال المرحلة الثانوية، ومن أمريكا اللاتينية والمملكة المتحدة ومن ألمانيا والنمسا وحتى من مصر إلى جانب عائلته وأصدقائه هناك.
وأثناء الجنازة، حاول أصدقاء ريجيني مساعدة الشرطة بتقديم كافة هواتفهم وأجهزتهم المحمولة لتفحصها وتفحص حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حيث مانوا يتواصلون مع ريجيني، وكانوا على استعداد تام لمشاركة بياناتهم الشخصية.
كما قدمت والدة ريجيني جهاز الكمبيوتر الخاص بابنها والذي عثر عليه في شقته في حي الدقي بالجيزة بعد اختفاءه، وبداخله رسائله الإلكترونية والنصية مع أصدقائه.
كما قالت الصحية إن جثة ريجيني من الأدلة الحيوية الهامة التي قد تساعد على فك غموض الجريمة لما فيها من أثار ضرب وتعذيب، وقد تكشف عن التسعة أيام الأخيرة في حياته وهي فترة اختفائه.
وسردت الصحيفة قصة اختفاء ريجيني كاملة بداية من إرساله رسالة إلى صديقته يقول فيها: "أنا ذاهب الآن"، وهي آخر رسالة أرسلها الطالب الإيطالي قبل اختفائه، حيث كان متوجها إلى حفل عيد ميلاد أحد أصدقائه، وكعادته أنتظر ريجيني صديقه بالقرب من محطة مترو جمال عبد الناصر بالقرب من ميدان التحرير حيث كان هناك تواجد أمني كثيف نتيجة قرب ذكري ثورة 25 يناير.
وعلى الرغم من أن والدة ريجيني طلبت منه البقاء في المنزل، إلا أنه أصر على الخروج.
وفي 21 من أبريل الماضي، زعمت وكالة "رويترز" أن ريجيني قبض عليه ليلة 25 يناير واقتيد إلى مركز شرطة في وسط القاهرة، ثم نقل لمجمع للأمن الداخلي في المنطقة، ولكن الحكومة المصرية نفت هذه الإدعاءات بشكل قاطع.
ومن غير الواضح ما إذا كان اعتقال ريجيني كان مخططا له أم من ضمن حملة اعتقالات عشوائية.
وقالت ماري دوبوك، الباحثة الفرنسية في جامعة توبجن في ألمانيا، إنها كانت مثل ريجيني تدرس النقابات العمالية المصرية، وأضافت: "هذا النوع من الأبحاث والتي قد تبدو غير مؤذية إلى أي دخيل، لا تزال حساسة للغاية في مصر".
عاشت دوبوك تحت المراقبة منذ عام 2008 حتى عام 2010 عندما كانت في القاهرة، عندما كانت تعمل على أبحاث الدكتوراه الخاصة بها، :"كانت تصلني مكالمات هاتفيه غريبة من وزارة التعليم العالي يسألون عن بحثي، وعندما زرت مصر لاحقا للقيام ببعض المتابعات، تم القبض علي في المطار ومنعي من دخول البلاد بعد وضعي على القائمة السوداء"، فيما بعد تم السماح لها بالعودة كما قالت.
وذكرت الصحيفة أن الدكتوراه التي كان يعمل عليها ريجيني فيما يعرف بـ "البحوث التشاركية" أسلوبها ينطوى على إنفاق مبالغ مالية كبيرة في الميادين العامة للسؤال على هذه المواضيع، وهو الأمر الذي أثار الريبة، بوجود شاب أجنبي ناطق للغة العربية يجول الشوارع ويسأل عن التنظيمات النقابية ومستقبل تنظيم الخطط ومواقفهم تجاه الحكومة، وهو الأمر الذي أثار الشكوك حوله خاصة بعد أن طلب من المصريين مرارا وتكرارا ضرورة التنبه إلى العملاء الأجاب.